بعد التوغل في شمال أوكرانيا.. خاركيف بين "فكي الكماشة الروسية"

شهدت الأيام الثلاثة الماضية توغلا للقوات الروسية في مناطق شمال أوكرانيا، في هجوم كبير مدعوم بالطائرات المقاتلة والمدفعية والطائرات بدون طيار، واستولت على ما لا يقل عن تسع قرى وبلدات، وأكثر من ميل مربع يوميًا.

وبدأت القوات الأوكرانية تتراجع وتنسحب من عدة مواقع، وسط إلقاء القادة العسكريين اللوم على بعضهم البعض.

وفر آلاف النازحين الأوكرانيين من المعارك في المناطق الشمالية الشرقية نحو مدينة خاركيف، التي باتت تحت تهديد بأن تقع تحت سيطرة الجيش الروسي، بعد توغله في المناطق الشمالية ما يجعل المدينة الأوكراني بين "فكي كماشة".

وأقر الجيش الأوكراني اليوم بـ"نجاحات تكتيكية" روسية في منطقة خاركيف، فيما أعلنت موسكو الأحد السيطرة على أربع بلدات إضافية في هذه المنطقة خلال عملية برية بدأتها الجمعة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية أقرت في وقت باكر الاثنين في بيان على فيسبوك بأن "العدو يشهد حاليًّا نجاحات تكتيكية"، مضيفة أن ثمة "معارك مستمرة في مدينة فوفتشانسك الحدودية" التي كان عدد سكانها نحو 3000 نسمة قبل الهجوم الحالي، وحيث حشدت موسكو "ما يصل إلى خمس كتائب" وفقًا لكييف.

وأفاد حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية، أوليغ سينيغوبوف، بأن "كل مناطق الحدود الشمالية تتعرض للنيران على مدار 24 ساعة تقريبًا في اليوم. الوضع صعب".

من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "المعارك الدفاعية والقتال العنيف مستمر على جزء كبير من حدودنا. الفكرة وراء الهجمات في منطقة خاركيف هي إرهاق قواتنا وتقويض معنويات" الجيش الأوكراني.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية "تقدّمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات "الشمال" في عمق دفاعات العدو وحررت بلدات غاتيشتشي وكراسنوي وموروخوفيتس وأولينيكوفو في منطقة خاركيف".

ونقلت وكالة "رويترز" اليوم عن وزارة الدفاع الروسية الروسية قولها عبر تطبيق "تيلغرام"، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 16 صاروخًا و31 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا على الأراضي الروسية أثناء الليل.

وكشفت الوزارة أنه تم تدمير 12 صاروخًا موجهًا فوق منطقة بلغورود على الحدود مع أوكرانيا.

وأضافت أنها دمرت أيضًا أربعة صواريخ موجهة وسبع طائرات مسيرة فوق شبه جزيرة القرم، وثماني طائرات مسيرة فوق منطقة كورسك، واعترضت أربع مسيرات فوق منطقة ليبيتسك.

ويأتي التقدم الروسي في وقت أجرى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو تعديلًا وزاريًّا مفاجئًا مساء الأحد، وأقال وزير دفاعه سيرغي شويغو، بعد أكثر من عامين على المعارك في أوكرانيا، دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للنزاع.