البيت الأبيض: نعتبر قضية "سيغنال" منتهية واتخذنا إجراءات لعدم تكرارها
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن رد الديمقراطيين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "ضعيف"، ويُظهر انقسام الحزب حول كيفية مقاومته.
وبينما اختار قادة الحزب الديمقراطي مواجهة خطاب ترامب بوسطية رصينة؛ مقاطعة لجنة مرافقة الرئيس، ورفع لافتات وارتداء ملابس موحدة اللون، إلا أن الصورة الغالبة للمقاومة الديمقراطية جاءت من عضو ليبرالي في الكونغرس يبلغ من العمر 77 عامًا، وهو يلوح بعصاه ويصرخ في الرئيس، في احتجاج أدى إلى طرده من غرفة مجلس النواب.
وبحسب الصحيفة، يعكس التناقض الصدام داخل الحزب الديمقراطي وهو يحاول إيجاد رسالة فعالة لمواجهة رئيس غير مقيد، يتحدى القوانين والأعراف، بينما يهيمن على اهتمام الجمهور.
وتحت ضغط من القاعدة التقدمية المضطربة، يريد البعض وضع أنفسهم كجزء من حزب المقاومة العدوانية لترامب؛ فيما يرى آخرون أن المركز السياسي يمكن إزالته من خلال مناشدة رصينة للناخبين ذوي الميول الوسطية الذين يشعرون بالتأثيرات السلبية لسياسات الرئيس.
وقالت الصحيفة، إن نطاق الردود، ليلة الثلاثاء، كان أيضًا بمثابة تذكير بأن الديمقراطيين، الذين تم إقصاؤهم من السلطة على كل مستوى من مستويات الحكومة الفيدرالية، لا يمكنهم فعل الكثير في الوقت الحالي للوقوف في طريق ترامب.
ويواجه الديمقراطيون في الكونغرس قرارات حاسمة في الأيام المقبلة، بشأن مدى عرقلة أجندة ترامب وهو يدوس على السلطة التشريعية، إذ يجب على الديمقراطيين أن يقرروا ما إذا كانوا سيصوتون لصالح تشريع لتجنب إغلاق التمويل الحكومي الذي ينتهي في 14 مارس/آذار الجاري، أو يرفضون القيام بذلك في الوقت الذي يقوم فيه ترامب بوقف تمويل البرامج الفيدرالية وتفكيكها بمفرده.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الديمقراطيين اختاروا شكلًا أكثر هدوءًا من الاحتجاج، فارتدوا اللون الوردي الفاقع للإشارة إلى قوة المرأة، أو رفعوا لافتات مكتوب عليها عبارة "ماسك يسرق"، و"أنقذوا الرعاية الطبية" لتسجيل المعارضة الصامتة.
ولفتت إلى أنه تم اختيار هذه الشعارات، التي اختارها التجمع التقدمي في الكونغرس بعناية لتسليط الضوء على الأولويات الليبرالية، التي لن يواجه الأعضاء الديمقراطيون الضعفاء الذين يمثلون المناطق الحمراء مشكلة في الدفاع عنها.
ورغم أن خطاب ترامب تخلله صرخات ديمقراطية مثل "هذه كذبة"، وأن أكثر من اثني عشر من الديمقراطيين التقدميين انسحبوا في وقت مبكر من الخطاب، في حين لم يحضر آخرون على الإطلاق، كانت النتيجة استجابة مشوشة من الديمقراطيين الذين يدركون تمام الإدراك أن كل ما فعلوه قد يبدو وكأنه أقل مما ينبغي أو أكثر مما ينبغي.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي سوير هاكيت: "الشعب الأمريكي يريد أن يرى بعض القتال من جانب الديمقراطيين الآن".
وأضاف هاكيت: "الناخبون الديمقراطيون لا يهتمون باللياقة أو الكياسة؛ ترامب بالتأكيد لا يفعل ذلك، لكنهم لا يتطلعون إلى احتجاجات أعضاء الكونغرس؛ يريدون أن يروا العمل".
واقترح أن الشكل الأكثر فائدة للمقاومة بالنسبة لأعضاء الكونغرس سيكون "حرمانهم من التصويت مرة واحدة على التمويل الحكومي".
ومن جانبه، انتقد السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا، جون فيترمان، أعضاء حزبه الذين احتجوا على الأرض.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "موكب حزين من التملك الذاتي والغضب المضطرب"... "إنه يجعل ترامب يبدو أكثر رئاسية وضبط النفس".. "لقد أصبحنا، الديمقراطيون، أجهزة إنذار مجازية للسيارات لا ينتبه إليها أحد، وقد لا تكون هذه هي الرسالة الفائزة".