تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن
أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الصراع الروسي الأوكراني، ودعوته الأوكرانيين خوض محادثات واقعية للتوصل إلى تسوية للنزاع، غضب المراقبين، ومخاوف كييف من بدء تخلّي الغرب عنها.
وقال ماكرون، إن الأوكرانيين هم وحدهم القادرون على خوض محادثات واقعية حول أراضيهم، والتوصل إلى تسوية حقيقة مع روسيا.
وأشار إلى وعد نظيره الأمريكي دونالد ترامب بتسوية سريعة للنزاع، قائلاً: "لن يكون هناك حل سريع وسهل في أوكرانيا".
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، أن الطريقة التي سيتم بها حل الصراع الأوكراني الروسي ستكون لها تداعيات تتجاوز أوكرانيا إلى حد كبير، ما يتناقض مع الفكرة التي عبّر عنها البعض، بمن فيهم الانعزاليون الأمريكيون، بأنّ هذه مشكلة أوروبا.
ومع هذه التطورات، يتجه زعماء أوروبا إلى فكرة المفاوضات القائمة على صيغة "الأرض مقابل السلام" باعتبارها أفضل طريقة لحل الحرب، وذلك في حالة قطع المساعدات الأمريكية عن كييف حال رفضها الجلوس على مائدة المفاوضات بعد تولّي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض.
وتعليقًا على هذه المخاوف، قال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن تصريحات ماكرون "تعكس تحولًا في الموقف الغربي والفرنسي بشكل عام تجاه الصراع مع روسيا مع اقتراب تنصيب ترامب".
وأكد بريجع في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه التصريحات تزيد المخاوف من احتمال تقليص الدعم الغربي لأوكرانيا خاصة مع إعلان ترامب عن نيته إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، مما يثير تساؤلات حول استمرارية المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف، واحتمال كبير جدًا لتغير الموقف الأوروبي بشكل عام تجاه أوكرانيا.
وأضاف أن الأوروبيين يبحثون عن بدائل لدعم أوكرانيا، بما في ذلك تقديم ضمانات أمنية بديلة عن عضوية الناتو، وتوفير شريان مالي لشراء الأسلحة والذخيرة.
وأوضح أنه مع ذلك، يظل مستقبل الدعم الغربي مرهونًا بالسياسات التي ستتبناها إدارة ترامب، وما إذا كانت ستضغط على كييف لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا كجزء من تسوية النزاع.
وأشار إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا بتغير السياسة الخارجية الأوكرانية والروسية ما قد يكون إيجابيًا لحل الأزمة الأوكرانية.
ومن جانبه، قال د. محمود الأفندي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تصريحات الرئيس الفرنسي حول أوكرانيا تعكس حالة حرب الاستنزاف في أوكرانيا والتي أرهقت قدرات الدول الغربية، والولايات المتحدة في أوكرانيا، ولم يعد لديها القدرة على دعم أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة.
وأضاف الأفندي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن كل مستودعات الذخيرة الاحتياطية نفدت، الآن، وأصبحت شبه خاوية، وكل الأسلحة التي تصل أوكرانيا يتم تصنيعها الآن.
وأشار إلى أن "البنية التحتية في إنتاج تلك الأسلحة مكلفة جدًا للغرب وأمريكا، وعلى سبيل المثال قذائف المدفعية التي تستخدم بشكل يومي في الحرب من 10 آلاف إلى 30 ألف قذيفة يصل ثمن القذيفة الواحدة في الولايات المتحدة إلى 8 آلاف دولار، بينما ثمنها الحقيقي في روسيا لا يتجاوز 150 دولارًا".
https://www.youtube.com/watch?v=Ty_IUdtqA5U
وأوضح أن التكلفة الباهظة لحرب الاستنزاف، وما فرضته روسيا من تقدم كبير في ميدان المعركة دفعا الغرب لتغيير مواقفهم.
وتابع: "لم يتبقَ من الدعم الغربي إلا الدخول في صراع مباشر مع روسيا، وهذا يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة، وليس هذا في مصلحة أوروبا، ولا الولايات المتحدة".
وأكد الأفندي، أن "كل هذه التصريحات تعكس الحالة الصعبة للجيش الأوكراني على جبهات القتال، وأن أوكرانيا باتت على وشك الاستسلام وذلك نتيجة تفوق روسيا في حرب الاستنزاف".