وزيرة الخارجية الألمانية من كييف: لا يزال هدف بوتين تدمير أوكرانيا
رجح خبراء إمكانية استعادة فرنسا جهودها في الوساطة في الحرب الروسية الأوكرانية، في الوقت الذي تزداد فيه التكهنات حول مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدلًا جديدًا حول دور فرنسا في الوساطة.
وحول الوساطة الفرنسية، قال فيليب موران، الباحث في مركز الدراسات الدولية بباريس إن "ادعاءات روسيا حول الوساطة الفرنسية تعكس محاولتها تصوير الانقسامات بين الدول الغربية".
وذكر موران أن "روسيا تتجاهل الواقع الذي يظهر أن فرنسا كانت ولا تزال داعمًا قويًّا لوحدة الصف الأوروبي خلف أوكرانيا".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الحوار الذي تحدث عنه لافروف قد يكون مجرد محاولة روسية لاختبار المواقف الفرنسية، خاصة مع اقتراب الحديث عن مفاوضات سلام محتملة".
بدورها، قالت ماري دومينيك فالوا، خبيرة في شؤون السلام والصراعات بمؤسسة "كارنيجي أوروبا" إن "التوقيت الذي أُثيرت فيه هذه التصريحات ليس عشوائيًّا".
وأوضحت فالوا لـ"إرم نيوز" أن "موسكو تحاول استغلال المبادرات الفرنسية السابقة كذريعة للتشكيك في موقف باريس تجاه أوكرانيا".
وزادت: "رغم ذلك، فرنسا تسعى للتأكيد على دورها كوسيط محتمل في المستقبل، بشرط أن يتم هذا الوسيط ضمن إطار شامل لا يُقصي أوكرانيا".
وادعى لافروف أن "باريس سعت لإقامة حوار مع موسكو بشأن القضية الأوكرانية دون مشاركة كييف، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول موقف فرنسا وسياستها تجاه الصراع".
في المقابل، جاء الرد الفرنسي ليؤكد دعم أوكرانيا بشكل كامل، ورفض أي اتفاق سلام لا يشارك فيه الأوكرانيون بأنفسهم.
وأكد وزير الخارجية الروسي، الخميس، أن فرنسا حاولت فتح حوار مع موسكو حول القضية الأوكرانية دون إشراك كييف، جاءت هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التكهنات حول احتمالية بدء مفاوضات سلام لإنهاء النزاع.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن لافروف قوله إن مسؤولين فرنسيين اقترحوا مرارًا، عبر قنوات سرية، إقامة "حوار حول القضية الأوكرانية" دون أوكرانيا.
وأضاف أن "هذا التصرف يتعارض مع الموقف الغربي الذي يكرر دائمًا أنه لا يمكن الحديث عن أوكرانيا دون أوكرانيا".
لكنه أشار إلى أن موسكو كانت "مستعدة للاستماع".
مع ذلك، لم يحدد لافروف متى جرت هذه الاتصالات المزعومة أو الموضوعات التي تناولتها.
كما انتقد لافروف ما وصفه بـ"السلوك المتناقض" لفرنسا تجاه النزاع الأوكراني، مشيرًا إلى تصريحات بعض الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا، عن احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا لضمان الالتزام بأي وقف محتمل لإطلاق النار.
ووصف هذه التصريحات بأنها "غير جدية".
من جهتها، ردت مصادر دبلوماسية فرنسية بوصف التصريحات الروسية بأنها "غير مدروسة وتستهدف التلاعب بحرب عدوان تتحمل روسيا كامل المسؤولية عنها".
وأكدت المصادر أن "السلام لا يمكن تحقيقه إلا بقرار أوكراني"، مشددة على أن أي اتفاق سلام دون مشاركة الأوكرانيين لن يكون مستدامًا.