logo
العالم

كيف ستؤثر عودة ترامب المحتملة على الملف النووي الإيراني؟

كيف ستؤثر عودة ترامب المحتملة على الملف النووي الإيراني؟
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامبالمصدر: رويترز
18 يوليو 2024، 4:31 ص

رأى خبراء في الشؤون السياسية الإيرانية، أن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض، يعني عدم إحياء الاتفاق النووي، وزيادة العقوبات وتصاعد التوترات مع طهران.

بينما قال آخرون إن إمكانية إحياء الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق جديد مرهون بموقف الرئيس الأمريكي المقبل، ومدى نظرته إلى أن هذا الاتفاق سيضمن مصالح الولايات المتحدة أم لا.

وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي، وشدد العقوبات على إيران وطالب الأخيرة بمفاوضات تفضي إلى اتفاق جديد يمنعها من حيازة الأسلحة النووية وتطوير أنظمتها الصاروخية وهو الأمر الذي رفضته طهران.

تعليقا على ذلك، أجاب المحلل السياسي الإيراني مسعود أسد اللهي، لـ"إرم نيوز" عند سؤاله عن مصير الاتفاق النووي في حال عودة ترامب، "اعتقد أن الاتفاق سيكون ميتاً كما هو الحال عليه الان، حتى لو استخدم مسعود بزشكيان سياسة التهدئة مع الغرب والولايات المتحدة، فإن الأخيرة لديها شروطاً معينة لإحياء الاتفاق هذا في عهد الديمقراطيين، أما الجمهوريين فحسب التجربة فإن الاتفاق النووي سيكون ميتاً".

وأضاف "برأيي أن الاتفاق النووي لن يكتب له النجاح وأن التوترات سوف تتصاعد بين واشنطن وطهران لأن ترامب سيعيد سياسة تشديد العقوبات والصدام مع إيران وهذا ما حصل في اغتيال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني".

وأكد اللهي، "يرى البعض أن بزشكيان سوف يستخدم سياسة التهدئة حتى لو فاز ترامب وقام بالتصعيد فهذا تحليل خاطئ، لأن من يرسم سياسات طهران الخارجية عدة مؤسسات من بينها رئيس الجمهورية وليس الأخير هو صانع القرار لوحده".

أمريكا لا تفرق بين إصلاحي ومتشدد

 وقال البرلماني الإصلاحي أحمد دنيا مالي، لـ"إرم نيوز"، إن "بزشكيان أعلن في بداية فوزه أنه سيمد يد التعاون مع الجميع وفق مبدأ الاحترام المتبادل، لكنه بنفس الوقت يدرك أن العامل الأهم الذي يهدد سياسته الخارجية هو احتمال حدوث توترات جديدة في علاقات إيران الخارجية".

أخبار ذات علاقة

"خبيثة ولا أساس لها".. إيران ترد على تقارير بشأن تخطيطها لاغتيال ترامب

 

وبحسب مالي فإن "الغرب وتحديداً الولايات المتحدة ربما تدمر الفرصة التي توفرت في عهد الرئيسين الإصلاحيين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني، منوهاً إلى إن "ترامب لديه عداء مع النظام الإيراني برمته ولا يفرق بين رئيس إصلاحي أو محافظ".

وأردف أن "في عهد روحاني وصلت إيران وأمريكا إلى حافلة الحرب بعد اغتيال سليماني مطلع عام 2020، فلذلك ربما نرى أن الأدبيات العسكرية ستغطى على السياسية وتزيد من التوترات في المنطقة برمتها".

أما فيما يخص الاتفاق النووي في حال فوز ترامب فإن النائب الإصلاحي، أفاد بأن "إمكانية إحياء الاتفاق النووي أمر مستبعد جداً، وذلك للشروط التي تريد فرضها واشنطن على طهران وهو ما لا يقبله المرشد علي خامنئي".

واستطرد، "الآن بعد أن أصبح بزشكيان رئيساً ويعمل بشعار التنمية في الداخل وخفض التصعيد في الخارج، فإنه يواجه أيضاً تهديداً، أعتقد هذه المرة من إسرائيل، وإذا تشكل هذا التهديد مرة أخرى، فقد يسود الخيار العسكري على نظام صنع القرار في حكومة بزشكيان، ويتم إنفاق معظم الموارد التي يحتاجها لحل المشاكل الاقتصادية على التحديات العسكرية".

وعند سؤاله عن تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في عهد ترامب، أوضح أن "ما نجده جلياً وواضحاً هو الموقف الأمريكي البارد من نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، من المؤسف أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للاعتراف بالتطورات الحقيقية في إيران؛ لأن لديهم فهماً قديماً لإيران، وأعتقد أن بزشكيان قال ضمناً لأمريكا ألا تفوت فرصة التهدئة مع  إيران، كما فعلت في عهدي خاتمي وروحاني".

ولفت مالي إلى أن "بزشكيان يرى حقيقة واحدة وهي أن إيران ليست مصدر التوتر الرئيسي لأمريكا الآن، التوتر الرئيسي لأمريكا هو في المجال الاقتصادي للصين وفي المجال العسكري روسيا".

سياسة التشدد ألحقت ضررا بإيران

ذكر استاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، مجيد بذرا فكن، أن "سياسة التشدد التي اتبعت سواء من طهران أو واشنطن ألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد الإيراني، وعزلت إيران في المنطقة، وأدت إلى فجوة غير مسبوقة بين الحكومة والشعب".

أخبار ذات علاقة

إيران تصف ترامب بـ"المجرم" وتنفي التخطيط لاغتياله

 

وقال فكن لـ"إرم نيوز" إنه "من أسباب عدم استقرار المواقف الأمريكية هو عدم استقرار النظام الرئاسي في الولايات المتحدة، لأن الأحزاب الأمريكية منخرطة فعلياً في الانتخابات، بالتالي ليس لديها خطة واستقرار لتكوين موقف متماسك في السياسة الخارجية، ولو كانت أمريكا في وضع مستقر لكان من الأفضل لها أن تتلقى نتيجة الانتخابات الإيرانية بطريقة إيجابية".

وأضاف أن "شعار مسعود بزشكيان هو إنقاذ إيران وتحسين الاقتصاد من خلال تخفيف العقوبات الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وهذا الأمر يتطلب سياسة مرنة وعدم اللجوء إلى التشدد".

وعند سؤاله عن مصير الاتفاق النووي في حال فوز ترامب، أجاب أن "جميع الأحداث داخل الولايات المتحدة وخارجها تسير جنبًا إلى جنب من أجل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وسيكون هذا بمثابة نبض مهم لسياسة بلادنا الخارجية، التي يجب أن تصمم بشكل مختلف".

ونوه إلى أنه "في إيران للرئيس سلطة اتخاذ القرار، وله دور في مجال السياسة الخارجية للبلاد، لكنه ليس صاحب قرار، وفي الواقع فإن المجلس الأعلى للأمن القومي، باعتباره هيئة عليا، يتولى دراسة اتخاذ القرار وتلخيص المناقشات، لكنه بحسب الدستور فإن المرشد الأعلى للثورة، يعلن الرأي النهائي في مجال السياسة الخارجية".

ولفت إلى أن "أي رئيس يشكل الحكومة الأمريكية المقبلة سينظر فيما إذا كانت مصالح بلاده ستكون في الاتفاق مع إيران، وإذا كانت الإجابة على هذا السؤال بالإيجاب بالنسبة له فإنه يبدي مرونة للتوصل إلى اتفاق، أما إذا كانت الإجابة بالنفي، فحتى لو وقع على الاتفاقية فإنه سينسحب منها بعد فترة؛ وهذا الذي حدث في الاتفاق النووي مع ترامب عام 2018".

وبين أنه "حتى لو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية، فإنه سيتولى الحكومة في فبراير 2025، لذلك، خلال الأشهر الستة المقبلة، قد تحدث كل التطورات على الساحة الدولية وفي أمريكا، وإذا كان بزشكيان يريد الجلوس حتى يأتي ترامب إلى منصبه في فبراير ويبرم اتفاقا مع إيران، فهذا خطأ محض".

وخلص فكن إلى القول إنه "إذا أردنا العمل بشكل صحيح، علينا أن نفكر في سيناريوهات مختلفة، بحيث عندما يأتي ترامب، يكون لدينا السيناريو الأفضل للتعامل معه بما يتوافق مع مصالح إيران، وهذا يتطلب خبرة عميقة، وبالطبع أعتقد أن لدى بزشكيان فريقاً جيداً، وهو قادر على التنبؤ بالحلول المناسبة استناداً إلى تجارب العقد الماضي وصولاً إلى إلغاء العقوبات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC