الساحل الأفريقي.. تنمية مؤجلة وفوضى تضعه على حافة الانهيار

تعرقل حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعيشها منطقة الساحل الأفريقي، مشروعات تنموية عملاقة، وتضع دولها على حافة الانهيار، مع تصاعد حركة اللجوء والنزوح الناجمة عن المعارك المسلحة.

وأفاد العديد من التقارير الأممية والدولية بأن نحو 27 مليون شخص في الساحل وغرب أفريقيا يحتاجون إلى مساعدة فورية، وهي تقديرات مرشحة للارتفاع خاصة مع احتدام المعارك بين الجيش المالي والمتمردين في شمال البلاد.

وقبل أيام، قضى في غارة جوية نفذها الجيش المالي 15 شخصًا، بينهم أطفال بحسب ما ذكر متمردون يبسطون سيطرتهم على المنطقة؛ ما سلط الضوء على الوضع الهش أمنيًّا وإنسانيًّا في المنطقة.

ونفذت مالي ضربات جوية على أهداف للمتمردين في تنزاواتن وما حولها، بعد وقت قصير من قيام المقاتلين الطوارق والإسلاميين بقتل عدد كبير من الجنود الماليين وآخرين من مجموعة فاغنر الروسية، بالقرب من البلدة في يوليو/ تموز الماضي.

وعلّق المحلل السياسي محمد الحاج عثمان على هذه التطورات بالقول إن "هناك معاناة حقيقية ناجمة ليست فقط عن المعارك، بل أيضًا الجفاف وحالة الإجهاد المائي التي تعيشها منطقة الساحل، لكن شعوب منطقتنا تدرك أنه يجب التحلي بالصبر من أجل تجاوز الأزمات الراهنة".

وأوضح الحاج عثمان في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "جيوشنا المحلية قادرة بمساندة الشعوب على حل الأزمات الأمنية والاقتصادية، وأعتقد أن على المنظمات غير الحكومية والدولية أن تثبت طابع تدخلاتها الإنساني بعيدًا عن الأزمات الدبلوماسية بين بلداننا وبلدان تمول هذه المنظمات، وأن تكثف تدخلاتها من أجل حل الأزمة الإنسانية".

وأكد أن: "المعارك يجب أن تستمر في النهاية حتى تبسط جيوشنا وقوات أمننا سيطرتها الكاملة على أراضينا، لا يمكن السماح لأي مسلح خارج عن الدولة أن يشن هجمات، أو يظل حاملًا سلاحه، وفي المقابل يجب أن تكون هناك رعاية بالأشخاص المحتاجين إلى مساعدة".

وقال الخبير العسكري عمرو ديالو، من جهته، إن "تطور الاشتباكات الميدانية، وتمكن الجماعات المسلحة من القيام بنقلة نوعية في طريقة قتالها يجعلنا اليوم نقول إن الأزمة الأمنية والإنسانية مرشحة بالفعل للتفاقم خاصة أن الجيوش الوطنية متمسكة بمواصلة القتال تحت أي ظرف".