الغارديان: اغتيال هنية يعكس ازدراء نتنياهو لبايدن وتجاهله لواشنطن

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الأحد، إن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أظهر مجددًا تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

ورأت الصحيفة، في تقرير لها، أن "استهداف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يُعدّ ازدراء آخر لإدارة بايدن، التي لا تشترك في أساليب أو أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي".

الشريك الأصغر في العلاقة

وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو كان طوال زيارته للولايات المتحدة، التي استمرت 3 أيام، حريصًا على تجنب تقديم أي التزام بالاتفاق الذي كشف عنه بايدن في الـ 31 من مايو الماضي. 

وبينما أصرت الولايات المتحدة علنًا على أن المسؤولية تقع على عاتق حماس لقبول الخطة، أدركت الإدارة أنها بحاجة أيضًا للإشارة إلى نتنياهو شخصيًّا؛ بسبب تردده في الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار.

ووفقًا لتقارير أمريكية، يبدو الآن أنه في الوقت الذي كان فيه نتنياهو يتكهن علنًا بشأن التوصل إلى صفقة، تم بالفعل تهريب قنبلة يتم التحكم فيها عن بعد إلى دار ضيافة في طهران، في انتظار هدفها المقصود؛ إسماعيل هنية، القيادي الكبير في حماس.

مشاركة السر

وتقول الصحيفة، "إذا كان لنا أن نصدق وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، فإن نتنياهو لم يكشف قط عن خطة الاغتيال لحلفائه الأمريكيين، وإن أول علم بلينكن بالاغتيال كان عندما تم إخباره به في سنغافورة؛ بعد الحدث".

وأضافت "الغارديان" أن "عملية الاغتيال تؤكد، وفق مراقبين، كيف تبدو الولايات المتحدة في كثير من الأحيان وكأنها الشريك الأصغر في العلاقة مع إسرائيل.

ويُعدّ اغتيال هنية مؤشرًا آخر على عدم قدرة إدارة بايدن على الاستفادة من العلاقة الأمنية مع سياسي لا تتشارك معه في الأساليب والأهداف، وتشتبه في أنه يريد فوز المنافس دونالد ترامب، في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل.

وتدور القضية أيضًا حول مدى فاعلية الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الطويلة الأمد في تفكيك حماس، بما في ذلك استخدام الاغتيالات على أراض أجنبية، وفق "الصحيفة".

خفض التصعيد والحوار مع الغرب

وأشارت "الغارديان" إلى أن إسرائيل شنَّت إجمالًا 34 هجومًا أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 39 فردًا من قادة وأعضاء كبار في حماس وميليشيا "حزب الله" و"الحرس الثوري" في لبنان وسوريا وإيران خلال عشرة الشهور الأخيرة.

من جانبه، قال هيو لوفات، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "رغم أن عمليات القتل تبدو كأنها انتصار تكتيكي، فإنها تُعد هزيمة إستراتيجية أيضًا، إذا أخذنا بأن قتل هنية وإخراجه من معادلة التفاوض سيعزز من صعود المتشددين".

وتابعت الصحيفة أنه "على صعيد الداخل الإيراني يرى بعض المحللين أن إسرائيل أرادت من اغتيال هنية أكثر من مجرد إزالة شخصية سياسية واحدة، وربما أرادت ضرب محاولات الرئيس الجديد لخفض التصعيد والحوار مع الغرب".

وقال محمد سالاري، الأمين العام لحزب التضامن الإسلامي : "نتنياهو سيستخدم كل جهوده لوضع الحجارة في طريق تحقيق سياسة إيران الخارجية المتوازنة وتحسين العلاقات مع الدول الأوروبية وإدارة التوتر مع الولايات المتحدة، تمامًا كما حدث خلال المفاوضات النووية".