ماكرون يؤكد لنتنياهو ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ونزع سلاح حماس

logo
العالم

خبراء: تخلي أمريكا عن أوكرانيا يعيد للواجهة اتفاقية "مولوتوف - ريبنتروب"

خبراء: تخلي أمريكا عن أوكرانيا يعيد للواجهة اتفاقية "مولوتوف - ريبنتروب"
العلمان الأمريكي والأوكرانيالمصدر: رويترز
05 مارس 2025، 8:28 م

قال باحثون سياسيون، إن التراجع الأمريكي عن دعم أوكرانيا، يعيد إلى الأذهان اتفاقية "عدم الاعتداء" بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية عام 1939.

وعام 1939، وقّع الطرفان معاهدة عرفت باسم "اتفاق مولوتوف - ريبنتروب"، يضمن بقاء الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية على الحياد في حال تعرض أحدهما للاعتداء من طرف آخر.

وبتخلي واشنطن عن التزاماتها تجاه كييف، فإنها تعترف فعليًا بنفوذ موسكو في أوروبا الشرقية، ما يضع حدًا لما يُعرف بـ"السلام الأمريكي" أو "باكس أمريكانا"، النظام الذي حدد السياسة الدولية منذ عام 1945.

إعادة إحياء المفاهيم

وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بيير لوران، إن "ما نشهده اليوم هو لحظة جديدة من السياسة الواقعية، حيث يتم التخلي عن القيم الديمقراطية لصالح التوازنات الجيوسياسية".

وأضاف لوران لـ"إرم نيوز"، أن"اتفاق 1939 لم يكن مجرد معاهدة عدم اعتداء، بل كان تقسيمًا عمليًا لمناطق النفوذ في أوروبا الشرقية، ما أدى مباشرة إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية".

وتابع: "اليوم، نشهد ديناميكية مشابهة حيث يبدو أن الولايات المتحدة تقبل ضمنيًا بحدود القوة الروسية، وهو ما يهدد الأمن الأوروبي ويقلب التوازنات التي سادت منذ نهاية الحرب الباردة".

تكرار التاريخ

وبدوره، قال جان-مارك بيريير، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية في معهد مونتين، إن "النهج الأمريكي الحالي يحمل أوجه شبه مع الاتفاق السوفيتي-النازي من حيث النتائج".

وقال مونتين لـ"إرم نيوز": "تمامًا كما تم تجاهل مصالح بولندا ودول البلطيق آنذاك، يتم اليوم التضحية بأوكرانيا في سبيل استقرار عالمي جديد قائم على التفاهمات بين القوى الكبرى. لكن السؤال المطروح: هل سيتوقف الأمر عند هذا الحد، أم أن موسكو سترى في ذلك ضوءًا أخضر لمزيد من التوسع؟".

وحذر من أن "هذا التحول الأمريكي قد يفتح الباب أمام تكرار سيناريوهات تاريخية حيث تُرسم حدود الدول بناءً على صفقات القوى العظمى، وليس على أساس إرادة الشعوب".

وتساءل مونتين:"هل يشهد العالم إعادة إحياء سياسة مناطق النفوذ التي طُبقت في القرن العشرين، أم أن القوى الأوروبية ستتخذ موقفًا أكثر استقلالية لحماية أمنها؟".

والمقارنة بين التراجع الأمريكي الحالي واتفاق 1939 ليست مجرد تحليل أكاديمي، بل تحذير من أن تكرار أخطاء الماضي قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على النظام العالمي.

وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن "الحكماء يعتبرون أن التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه غالبًا ما يتشابه في أنماطه ويبعث أصداءً يمكن التقاطها لمن يُحسن الإصغاء".

وتابعت: "خلال الأسابيع الماضية، ترددت أصداء غير مريحة لاتفاق مولوتوف-ريبنتروب، ذلك الاتفاق الذي وُقِّع في صيف عام 1939 بين ألمانيا النازية بقيادة هتلر والاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين، والذي صدم العالم. ورغم أنه صُوِّر كمعاهدة عدم اعتداء، على غرار العديد من الاتفاقيات التي أُبرمت في الثلاثينيات، إلا أن نواياه الحقيقية كانت بعيدة كل البعد عن السلام".

وتضمن الاتفاق بروتوكولًا سريًا حدد مناطق النفوذ الألمانية والسوفيتية في أوروبا الشرقية، ما أدى مباشرة إلى غزو بولندا من قبل هتلر واندلاع الحرب العالمية الثانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC