الولايات المتحدة توافق على بيع الفلبين مقاتلات بقيمة 5,58 مليارات دولار
كشف مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي، أن دونالد ترامب بات محبطًا بسبب "تجاوزات" نائبه جي دي فانس، وأنه قد يحمّل مستشار الأمن القومي، ووزير دفاعه مسؤولية تسريبات حساسة متعلقة بالهجوم على الحوثيين.
وتصاعدت تداعيات تسريب نقاشات سرية ومعلومات عسكرية حساسة تتعلق بالضربات الأمريكية ضد ميليشيا الحوثي إلى صحفي أدرج ضمن مجموعة مراسلة في تطبيق "سيغنال"، تضم كبار مسؤولي إدارة ترامب.
ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين في إدارة ترامب، قولهم، إن الرئيس قد يحمّل مستشار الأمن القومي، مايك والتز مسؤولية تعريض الأمن القومي الأمريكي للخطر، كما قد يستهدف وزير دفاعه، بيت هيغسيث، أيضًا باعتباره قد يكون شارك تفاصيل حساسة مع مجموعة المراسلة.
وأضاف المسؤولون أن "ترامب قد يشعر بالإحباط كذلك بسبب تجاوزات نائبه فانس في ملف السياسة الخارجية خلال المراسلة".
وقال أحد المسؤولين لـ"بوليتيكو" إنهم منخرطون في محادثات نصية متعددة مع موظفين آخرين في الإدارة حول ما يجب فعله مع والتز، بعد التقرير المذهل الذي يفيد بأن المساعد الأعلى أدرج عن غير قصد رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك جيفري جولدبرج في محادثة خاصة تناقش ضربة عسكرية على الحوثيين".
وأضاف "نصف الموظفين يقولون، إنه لن ينجو أبدًا أو لا ينبغي أن ينجو". وقد طرح مساعدان رفيعا المستوى في البيت الأبيض فكرة استقالة والتز لمنع الرئيس من الوقوع في "موقف حرج"، وفق تقرير الموقع الأمريكي.
وتابع المسؤول: "كان من التهور عدم التحقق من هوية المشاركين في المحادثة. كان من التهور إجراء تلك المحادثة عبر سيغنال. لا يُمكن أن يكون مستشار الأمن القومي متهورًا".
وقال البيت الأبيض، أمس الاثنين، إن مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشفوا خطأ عن خطط الحرب في مجموعة تراسل تضمنت صحفيًّا قبل وقت وجيز من هجوم الولايات المتحدة على ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران، وذلك بعدما نشرت مجلة "ذي أتلانتيك" تقريرًا عن المسألة.
وسرعان ما انتقد المشرعون الديمقراطيون هذا الخطأ قائلين إنه خرق للأمن القومي الأمريكي وانتهاك للقانون يجب أن يحقق الكونغرس فيه.
وأشار جيفري جولدبرج رئيس تحرير المجلة في تقرير صدر أمس إلى أنه دُعي على غير المتوقع في الـ13 من مارس/ آذار إلى مجموعة تراسل مشفرة على تطبيق "سيغنال" للمراسلة تسمى "مجموعة الحوثيين الصغيرة".
وفي هذه المجموعة، كلف مستشار الأمن القومي مايك والتز نائبه أليكس وونج بتشكيل فريق من الخبراء لتنسيق التحرك الأمريكي ضد الحوثيين.
وأوضح برايان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن مجموعة التراسل تبدو حقيقية.
ويشن ترامب حملة من الضربات العسكرية واسعة النطاق على الحوثيين في اليمن منذ الـ15 من مارس/ آذار بسبب هجماتهم على سفن في البحر الأحمر. وحذَّر إيران، الداعم الرئيس للحوثيين، من مغبة عدم وقفها فورًا دعم الميليشيا.
وقال جولدبرج إن وزير الدفاع بيت هيغسيث نشر قبل ساعات من بدء تلك الهجمات تفاصيل عملياتية عن الخطة في مجموعة التراسل "بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجوم". ولم يذكر في تقريره تفاصيل ما وصفه بالاستخدام "المتهور بشكل صادم" لتطبيق "سيغنال".
وكتب جولدبرج أن حسابات تمثل فيما يبدو نائب الرئيس جيه.دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) جون راتكليف، ومديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، وكبار مسؤولي مجلس الأمن القومي كانت حاضرة في مجموعة التراسل.
وكان جو كينت، مرشح ترامب لمنصب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، على ما يبدو في مجموعة تطبيق "سيغنال" رغم عدم تأكيد مجلس الشيوخ تعيينه بعد.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إنه ليس على علم بالواقعة. وأضاف "لا أعرف أي شيء عن ذلك. أنا لست من كبار المعجبين بمجلة ذي أتلانتيك".
وذكر مسؤول بالبيت الأبيض في وقت لاحق أن التحقيق جار في الأمر وتم تقديم إحاطة لترامب بشأنه.
وأوضح هيوز في بيان "في الوقت الحالي، يبدو أن سلسلة الرسائل التي ذكرها التقرير صحيحة ونراجع كيفية إضافة رقم غير مقصود إلى المجموعة".
وأضاف "توضح هذه المحادثة التنسيق السياسي الكبير والمدروس بين كبار المسؤولين. ويظهر النجاح المستمر لعملية الحوثيين عدم وجود أي تهديدات لجنودنا أو أمننا القومي".
ونفى هيغسيث نشر خطط الحرب في مجموعة التراسل.
وقال للصحفيين أثناء زيارة رسمية إلى هاواي أمس الاثنين "لم يرسل أحد خطط حرب عبر رسائل نصية، وهذا كل ما أستطيع قوله في هذا الشأن".
ورد جولدبرج على نفي هيغسيث قائلًا خلال مقابلة على شبكة "سي إن إن"، أمس الاثنين "لا، هذا كذب. كان يكتب خطط الحرب في الرسائل".
بحسب لقطات للمحادثة التي ذكرها تقرير مجلة "ذي أتلانتيك"، ناقش المسؤولون في المجموعة ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة تنفيذ الضربات، وفي مرحلة ما من النقاش بدا أن فانس يتساءل عمَّ إذا كان حلفاء واشنطن الأوروبيون، الأكثر تأثرًا باضطرابات الشحن في المنطقة، يستحقون المساعدة الأمريكية.
وكتب شخص يظهر أن اسمه فانس مخاطبًا هيغسيث "إذا كنت تعتقد أن علينا أن نفعل ذلك، فلنفعله". وأضاف "أكره فقط إنقاذ أوروبا مجددًا".
ورد شخص يظهر باسم هيغسيث "نائب الرئيس: أشاطرك تمامًا كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه أمر مثير للازدراء".
وذكرت مجلة ذي أتلانتيك، أن الشخص الذي يظهر في المحادثة باسم فانس أثار أيضًا مخاوف بشأن توقيت الضربات، وقال إن هناك أسبابًا قوية تجعلهم يؤجلونها لمدة شهر.
وكتب "لست متأكدًا من أن الرئيس يدرك مدى تناقض هذا مع توجهه بشأن أوروبا حاليًّا. هناك خطر آخر يتمثل في أن نشهد ارتفاعًا يتراوح بين متوسط إلى شديد في أسعار النفط"، لكنه عبَّر عن استعداده لدعم أي إجماع في المجموعة.
ومن المقرر أن تدلي مديرة المخابرات الوطنية جابارد بإفادة أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء بشأن التهديدات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة.
بموجب القانون الأمريكي، قد يعد سوء التعامل مع المعلومات السرية أو إساءة استخدامها جريمة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت المحادثة انتهكت هذه الأحكام.
كما تثير الرسائل، التي ذكر تقرير المجلة أن والتس مهد لاختفائها من تطبيق "سيغنال" بعد فترة، تساؤلات حول احتمال انتهاك قوانين حفظ السجلات الاتحادية.
ووصف مشرعون ديمقراطيون استخدام مجموعة المراسلة على "سيغنال" بأنه غير قانوني وطالبوا بإجراء تحقيق.
ولفت تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى أن "هذا أحد أكثر الخروق الصادمة للمعلومات العسكرية التي قرأت عنها منذ فترة طويلة للغاية"، مضيفًا أنه سيطلب من زعيم الأغلبية في المجلس جون ثون التحقيق.
وأوضح ثون، وهو جمهوري، "اكتشفنا ذلك للتو. لكن من الواضح أنه يتعين علينا تحري الأمر ومعرفة ما حدث. ستكون لدينا خطة".
من جهتها، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي "لا يزال يثق تمامًا في فريق الأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي مايك والتز".