وزير النفط العراقي: ناقلات إيرانية احتجزتها أمريكا في الخليج استخدمت وثائق عراقية مزورة

logo
العالم

تقارب أمريكا وروسيا يفاقم مخاوف كييف.. هل تنتهي الحرب بحلول "الفصح"؟

تقارب أمريكا وروسيا يفاقم مخاوف كييف.. هل تنتهي الحرب بحلول "الفصح"؟
قوات أوكرانية في محيط منطقة دونيتسك الأوكرانيةالمصدر: (أ ف ب)
20 فبراير 2025، 6:18 م

في مواجهة التحركات الدبلوماسية والتقارب الأمريكي الروسي، والجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، يعيش الأوكرانيون مرحلة محورية، لا سيما بعد الانقسامات التي شهدها اجتماع باريس، وتزامنًا مع اقتراب "عيد الفصح" في أواخر أبريل الجاري.

وبينما يلتقي وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره الروسي سيرغي لافروف في المملكة العربية السعودية، تقرأ كييف من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما بين السطور حول هيمنة الكرملين على كل شيء.

وتأتي المخاوف الأوكرانية هذه المرة بشكل مُختلف، حيث يبدو لها أن الولايات المتحدة قدمت تنازلات كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن تبدأ المفاوضات، من خلال رفض تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو واستعادة السيطرة على الأراضي التي تحتلها روسيا في الوقت الحالي.

وعلى وقع هذه المخاوف، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير  زيلينسكي برفض أي اتفاق تفرضه الولايات المتحدة وروسيا، قائلًا: "لا يمكننا الاعتراف بأي اتفاقات حولنا من دوننا".

أخبار ذات علاقة

وصفة أمريكية جديدة لأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق سلام

استراتيجية ترامب وقلق أوكراني

وكشفت صحيفة "التايمز"، أن إدارة ترامب الجديدة تجاهلت تمامًا شعار الولايات المتحدة السابق؛ "لا شيء حول أوكرانيا دون أوكرانيا"، ما تسبب في حالة من الترقب لدى كييف بشأن استراتيجية ترامب لتحقيق سلام دائم.

ووفق تقرير الصحيفة البريطانية، حددت إدارة ترامب لنفسها هدفًا طموحًا لعيد الفصح، الذي يفصله ما يزيد قليلًا على شهرين، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار للصراع المستمر منذ 3 أعوام.

وتعليقًا على سبب المخاوف الأوكرانية، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن مخاوف أوكرانيا من مفاوضات الولايات المتحدة مع روسيا تتبلور بشكل أساسي من أن إنهاء الحرب لن يكون في مصلحتها.

وأضاف الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن لقاء دولتين عظميين مثل الولايات المتحدة وروسيا على طاولة المفاوضات، يؤشر على أن كل دولة منهما تضع اعتبارات أمنها القومي في مقدمة تلك المفاوضات، وهو أساس الحديث والتفاوض بين البلدين.

ملف الأمن القومي

وأشار إلى أن أهم ملف للأمن القومي الروسي هو حرب أوكرانيا، وبالتالي فإن المفاوضات تنصب بالأساس على تحييد أوكرانيا ومنع انضمامها إلى الناتو، بالإضافة إلى ملفات أخرى مثل أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وكلها تشكل ملفات مهمة للأمن القومي الروسي، وبالتالي فإنها ستكون حاضرة بقوة على طاولة المفاوضات.

وأكد الأفندي أن لدى أمريكا وروسيا مخاوف أمنية على نفوذهما في مناطق مختلفة من العالم، لذلك تعرف أوكرانيا جيدًا أن ملفات الأمن القومي تعني نهايتها، كما أن روسيا لن تقبل بالتخلي عن المناطق الأربعة التي ضمتها في الشرق الأوكراني.

وخلص الأفندي إلى أن النظام الأوكراني هو الخائف، وليس الشعب الأوكراني، الذي يريد السلام فعليًا، لأن هذه الحرب جاءت بالخراب للشعب الأوكراني واستنزافه اقتصاديًا، وسط نقص في عدد الرجال وهروب الشباب، وبالتالي فإن النخبة الأوكرانية هي من تتخوف من مفاوضات روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب بحلول عيد الفصح.

من جانبه، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن مخاوف أوكرانيا تتزايد مع تصاعد الحديث عن مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا حول إنهاء الحرب بحلول عيد الفصح، لأن الأوكرانيين يدركون أن أي تسوية لا تأخذ مصالحهم في الاعتبار قد تؤدي إلى نتائج كارثية على المدى الطويل، خاصة إذا تضمنت تنازلات تُضعف موقفهم الاستراتيجي. 

وأضاف بريجع، لـ"إرم نيوز"، أن غياب كييف عن هذه المحادثات يجعلها تشعر بأنها مجرد ورقة تفاوض بين القوى الكبرى، وليس طرفًا فاعلًا في تحديد مصيرها.

أخبار ذات علاقة

بعد "عاصفة الاتهامات".. هل بدأت الحرب بين ترامب وزيلينسكي؟ (فيديو إرم)

مرحلة إعادة ترتيب النفوذ

وأشار إلى أنه في ظل تاريخ الاتفاقيات السابقة التي لم تحقق السلام الدائم، يزداد القلق من أن هذه المفاوضات قد تكون مجرد مرحلة أخرى من إعادة ترتيب النفوذ، وليس حلًا حقيقيًا للأزمة، خاصةً أن روسيا انتصرت، ليس فقط عسكريًا، ولكن سياسيًا واستراتيجيًا. 

وتابع: "روسيا تمكنت من فرض شروطها وإجبار الغرب على التفاوض وفق قواعدها في أوروبا، وتحديدًا الأحزاب اليمينية التي طالما دعت إلى مراجعة الموقف من روسيا، وصعدت إلى السلطة أو عززت نفوذها، مما أدى إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي".

وأوضح بريجع أن الدعم الغربي لأوكرانيا لم يعد كما كان، فالانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي أصبحت أكثر وضوحًا، وسط فوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، ما يعني أن الأولويات تغيرت، وأن النهج الأمريكي تجاه أوكرانيا سيصبح أكثر براغماتية وأقل اندفاعًا، مما يترك كييف في موقف أضعف من أي وقت مضى".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات