عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم

أشعلا الحدود بين إيران وباكستان.. تعرّف على جيشي "العدل" و"بلوشستان"

أشعلا الحدود بين إيران وباكستان.. تعرّف على جيشي "العدل" و"بلوشستان"
18 يناير 2024، 9:12 ص

يثير التصعيد المتبادل بين باكستان وإيران تساؤلات حول أسباب الصراع المحتدم بين البلدين، ليظهر في هذا السياق اسما "جيش العدل" الذي ينشط في باكستان على حدود إيران و"جيش تحرير بلوشستان" الذي ينشط في إيران، فما قصة كلا الجماعتين المعارضتين، وما أسباب الصراع المحتدم على حدود الدولتين؟.

وقالت إيران إنها استهدفت مقرين لجيش العدل في الأراضي الباكستانية بقصف صاروخي وطائرات مسيرة، ويتعلق الأمر بجماعة إيرانية معارضة مسلحة تنشط في محافظة سيستان وبلوشستان.

تقول جماعة "جيش العدل" إنها تقاتل القوات الإيرانية لاستعادة حقوق البلوش وأهل السنة الذين يعتبرون "أقلية مضطهدة" في البلاد التي يهيمن عليها الشيعة. فيما تعتبر طهران الجماعة "إرهابية".

هجوم أحمدي نجاد

وتأسس جيش العدل العام 2012 في منطقة سيستان وبلوشستان، وقائدها هو عبد الرحیم ملا زاده، الذي يصدر بياناته باسم "صلاح الدین فاروقي وهو من مواليد 1979 بمدينة راسك التابعة لإقليم بلوشستان.

تتهم إيران الجماعة بشن هجمات مسلحة مستمرة على محافظتي سيستان وبلوشستان الحدوديتين مع باكستان وأفغانستان، وتقول إنه يستهدف قوات الأمن والجيش الإيراني، إذ تبنى في 2019 عملية خطف عناصر أمن وقتل 27 من الحرس الثوري في هجوم انتحاري على حافلة لهم.

وأفادت الاستخبارات الأمريكية بأن الجماعة متورطة في محاولة الهجوم على الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد العام 2005.

تطلق طهران على الجماعة اسم "جيش الظلم" وتقول إنه يتلقى دعمًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما هي مدرجة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية منذ العام 2010. وأفادت تقارير بأنها تتسلح بأسلحة مهربة من أفغانستان.



التحام تنظيمين

في 2009، اعتقلت إيران عبد الملك ريجي، قائد الحركة، التي كانت تعرف حينذاك بحركة "جند الله" وقد تأسست في 2003، قبل محاكمته وإعدامه العام 2010، لإدانته ببضع تهم، منها العمالة للولايات المتحدة وبريطانيا، وتنفيذ تفجيرات استهدفت عناصر الأمن في إيران.

بايع أتباع الجماعة عبد الرحيم ملا زاده أميرًا لها وأطلق عليها "جيش العدل" في 2012، بعد توحيد الفصائل والحركات المسلحة التي تخوض حربًا ضد السلطات الإيرانية، وقد لقي "الأمير" الجديد دعمًا من عبد الرحيم ريغي، شقيق عبد الملك. 

تعلن الجماعة أنها تقاتل إيران من أجل استقلال محافظة سيستان وبلوشستان، والمزيد من الحقوق للشعب البلوشي الذي يمثل المجموعة العرقية الرئيسة في المحافظة التي حكمتها السلالات المغولية، قبل الاستعمار البريطاني الذي فصل المنطقة عن أفغانستان وألحقها نهائيًّا بالأراضي الإيرانية.

دويلة مستقلة

ضربات إيران تلتها أخرى، نفذها الجيش الباكستاني، أمس الأربعاء، قال إنه استهدف بها "مسلحين انفصاليين" داخل إيران، يتبعون لِما يعرف بـ "جيش تحرير بلوشستان أو البلوش"، وهي منظمة عسكرية يقع مقرها في أفغانستان. 

وتصنَّف منظمة إرهابية من قبل باكستان وبريطانيا والولايات المتحدة، وهي تشن منذ 2004 هجمات مسلحة ضد باكستان، بدعوى أنها تسعى "لتقرير حق المصير لبلوشستان واستقلالها من باكستان".

تعرف المنظمة المسلحة الانفصالية، صراعات داخلية وانشقاقات عدة، فيما تسعى إلى تأسيس دولة بلوشية ذات سيادة. وقد نفذت عددًا كبيرًا من التفجيرات واعتبرت سنة 2023 "الأشد فتكًا" في تاريخ التنظيم.

ترى الحركة أن الاستثمار الصيني في المنطقة هو "احتلالٌ وسرقةٌ لمواردها"، وباشرت باستهداف المشاريع والعمال والمصالح الصينية في بلوشستان ومناطق أخرى. كما تقول الحركة الانفصالية إن الجيش الباكستاني "يحتل إقليم بلوشستان".



"القاعدة وداعش"

أفاد مركز "المستقبل" للأبحاث والدراسات بأنه رغم عدم ظهور مؤشرات تكشف عن وجود علاقة بين جماعة "جيش تحرير بلوشستان" والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مثل: "القاعدة"، و"داعش"، أو حتى المحلية على غرار حركة "طالبان" (بشقيها الأفغاني والباكستاني) سواء من الناحية الفكرية أو التنظيمية، فإن ذلك لا ينفي أن تلك النوعية من التنظيمات الإرهابية لا تقل خطورة عنها.

وتابعت الورقة البحثية، "لا سيما من حيث ممارسة العنف المسلح الذي تصاعد خلال الفترة الماضية، حتى ضد الأهداف المدنية، والتي تطمح باكستان إلى تطويرها وتحويلها إلى منشآت تساعدها في تعزيز موقعها الإستراتيجي كمحور للربط بين العديد من القوى الدولية ومنطقة وسط آسيا".

تتعمد هذه الجماعة، بحسب البحث، استهداف مصالح بعض القوى الدولية، على غرار الصين، وعلى ضوء ذلك، يمكن القول إن جماعة "جيش تحرير بلوشستان" تمثل امتدادًا للحركات المتمردة المسلحة التي نشأت في منطقة بلوشستان، التي تقع على الحدود بين أفغانستان وباكستان وإيران، وتتعرض لمشكلات اقتصادية واجتماعية عديدة فرضت توترًا مستمرًا في العلاقة بين سكان الإقليم والسلطات الحاكمة، لا سيما في كل من طهران وإسلام آباد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC