قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعاني من الشلل جراء التوغل الأوكراني في كورسك غربي البلاد قبل نحو 10 أيام.
وأضافت الصحيفة أنه على مدى ستة أشهر، تلكأ حلفاء كييف في إرسال الأسلحة إليها في وقت فقدت أوكرانيا الميزة الإستراتيجية التي كانت تتمتع بها في وقت مبكر من الحرب.
وأردفت: "عندما التزم الغرب أخيرًا، فرض قيودًا على مكان نشر هذه الأسلحة وكيفيته، ما خلق سيناريو سخيفًا تمكنت فيه روسيا من الاستعداد لهجمات جديدة على بعد أميال قليلة من حدود أوكرانيا، مع عدم قدرة جنرالات الرئيس فولوديمير زيلينسكي على مهاجمتهم".
وتابع: "ولكن ببطء ـ والآن فجأة ـ تمكن الغرب من تخفيف القيود، وفي مايو/ أيار، سمح باستخدام أسلحته لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، وفي الأسبوع الماضي، أعطى موافقة ضمنية على هذه العملية في روسيا، والتي شهدت سقوط ألف كيلومتر مربع في أيدي كييف".
ووفق التقرير، كان هذا بمنزلة ضوء أخضر؛ لأنه لم يوجد أي تحذير من استخدام الأسلحة الغربية عندما أرسلت كييف الدبابات - بما في ذلك دبابات تشالنجر 2 البريطانية - إلى حقول كورسك أوبلاست.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجرأة الغربية غيرت الواقع العسكري والسياسي.
وقال: "عسكريًّا، أجبرت العملية موسكو على سحب الآلاف من قواتها من الجبهة في أوكرانيا، إذ ضحت بعشرات الآلاف من الرجال لتأمين المساحة نفسها من الأراضي التي سيطرت عليها كييف في روسيا في مدة تزيد قليلًا على أسبوع".
وكان الكرملين يأمل أن يؤدي مواصلة الضغط على أوكرانيا إلى تحقيق اختراق حاسم، ولكن مع سحب القوات والأسلحة الدفاعية الآن، سيكون ذلك صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا.
والأهم من ذلك، والذي لا يقدره كثير من المعلقين، هو حقيقة أن هذا سيعيق روسيا لبقية الصراع.
وذكرت "تلغراف" أنه "لمنع الغارات المحرجة في المستقبل، سوف يضطر فلاديمير بوتين إلى نقل الرجال والعتاد إلى قطاعات أخرى من حدود روسيا مع أوكرانيا بوصفه إجراءً وقائيًّا، وهو ما من شأنه أن يؤدي مجددًا إلى تقليص الموارد المتوفرة لديه على الجبهة".
وأضافت أنه "من الناحية السياسية، سواء أداخل روسيا أم خارجها، فإن العملية لها أيضًا عواقب بعيدة المدى، ففي الخارج، توقف الحديث الهامس في الغرب عن وقف إطلاق النار والمفاوضات، وحل محله الحديث عن أذونات الأسلحة الجديدة وتسليمها".
وعدَّ الأهم هو أن المعركة غيرت النقاش داخل موسكو، ولم يعد بوسع الكرملين أن يطالب بتجميد الخطوط الأمامية ثمنًا للدخول في مفاوضات إعادة التفاوض؛ لأن فعل هذا يعني تمسك كييف بالأرض داخل حدود روسيا.
ولفتت إلى أنه "إذا كانت كييف قادرة على الاحتفاظ ببضعة عشرات من الأميال فقط، فلن يتمكن بوتين من الدعوة إلى إنهاء الحرب في ظل الظروف الراهنة".
واختتمت الصحيفة بقولها إن "كل هذا يأتي قبل أن يفكر المرء حتى في حالة القلق التي يعيشها الكرملين إزاء حقيقة مفادها أن المقاومة التي أبداها المواطنون الروس لهذه التوغلات كانت ضئيلة".
وأوضحت: "كما أنه لا بد من وجود قلق عميق من أن كثيرًا من الجنود الروس الذين قُتلوا أو أسروا في كورسك هم من المجندين الذين قيل لهم إنهم لن يضطروا أبدًا إلى القتال في أوكرانيا".