سيناريوهات مواجهة روسيا مع الغرب بعد توغل "كورسك"

راهن خبراء في العلاقات الدولية تحديد سيناريوهات المواجهة الروسية مع الغرب مع استمرار التوغل الأوكراني في "كورسك"، بانتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومدى مجيء الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى السلطة مرة أخرى من عدمه.

وبحسب خبراء تحدثوا لـ"إرم نيوز"، فإن أوروبا وحلف الناتو بالاتفاق مع الإدارة الديمقراطية الأمريكية الحالية عملوا على الدفع الأوكراني إلى داخل "كورسك" عبر دعم تسليحي واستخباراتي غير مسبوق؛ مما جاء بضربات بالداخل الروسي لعرقلة أي مساع يعمل عليها "ترامب" في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية وتحقيق ما يعلنه بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

 

إشعال الجبهة في "كورسك"

وأكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عبد المسيح الشامي، أن الهدف الأساسي من توغل الجيش الأوكراني بالعمق الروسي، يتعلق برغبة الإدارة الديمقراطية الحالية في الذهاب بالصراع إلى المواجهة المباشرة بين الناتو وروسيا في ظل وجود إدارة "بايدن" التي تسابق الزمن لتحقيق انتصار عسكري على روسيا بقيادة "الناتو"، أو فتح باب المواجهة والحرب المباشرة مع روسيا قبل مجيء "ترامب" في حال فوزه. 

ويرى الشامي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أبرز السيناريوهات هي إشعال جبهة "كورسك" بحرب مباشرة بين الناتو وروسيا، ويكون "الوقود" فيها دول الاتحاد الأوروبي، حيث ستكتفي "واشنطن" بالدعم المادي والتسليحي والإشراف، وربما مشاركة عسكرية محدودة للغاية، كما حدث بالحرب العالمية الثانية.

وتابع الخبير :"الرد الروسي حتى الآن يتعامل مع الواقع في التوغل الأوكراني، حيث لم يتركوا الأمر دون أن يتكبد الأوكرانيين خسائر في تلك المناطق، وذلك قبل أن يكون هناك تدخل روسي قوي يغير وجهة المعركة حتى لو بتكلفة مرتفعة".

وأردف :"لن تبادر روسيا بمعركة مباشرة مع الغرب إلا إذا بادر الأخير بذلك، في ظل عدم رغبة موسكو بعدم إنهاء المواجهة بتكلفة بشرية مباشرة".

ومن جانبه يعتقد الخبير في الشؤون الدولية محمد رجائي بركات، أن الأوضاع في الحرب الروسية ستبقى على ما هو عليه الآن مع التطورات الأخيرة، حتى تحسم نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي سيتحدد عليها عدة سيناريوهات، ستختلف تماما ما بين فوز "ترامب" أو خسارته ومجيء كامالا هاريس.

ويقول بركات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن موقف الدول الأوروبية وحلف الناتو يتعلق بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية ومدى استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا.

 

استباق الأحداث

لذلك وبحسب الخبير فإن السيناريوهات متعلقة بحال فوز "ترامب" بالانتخابات الرئاسية من عدمه، وأيضا على قدرة روسيا في مواجهة هذا الدخول الأوكراني داخل أراضيها، ومدى القدرة على إخراج القوات الأوكرانية وعودة السيطرة الروسية إلى الوضع السابق.

وبين بركات أن النشوة الأوكرانية تتزايد مع عجز القوات الروسية على إخراجهم من كورسك، لتأتي هذه المواجهة وما وراءها في انتظار إمكانية عودة "ترامب" إلى البيت الأبيض، لأن في حال فوزه في الانتخابات، سيعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن وسط تخوف "كييف" من أن ذلك سيكون على حساب أوكرانيا.

 وأشار الخبير إلى أن ذلك سيكون عبر إرغام أوكرانيا على التخلي عن الأراضي التي احتلها الجيش الروسي في المقاطعات الحدودية التي أعلنت "موسكو" ضمها رسميا، وبالتالي يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استباق الأحداث، للتعامل مع أي مفاوضات مستقبلية أيضا من مركز قوة.

وعبر بركات عن استغرابه من التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصمت، متسائلا :" هل ذلك بسبب عجز القوات الروسية وعدم توفر الإمكانيات لديها حاليا للتعامل مع هذا الموقف، أم أنه سيلجأ لسبل أخرى بطلب مساعدة دول بعد تقديم إيران الأسلحة، وأيضا ما ينتظره من الموقف الصيني.