الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل المساعد الأبرز لقائد لواء غزة في حماس
في خطوة نادرة منذ تأسيس الجمهورية في إيران والممتد لـ 46 عامًا، استدعى رئيس السلطة القضائية "غلام حسين محسني إيجي"، أحد نواب الرئيس، وأقاله من منصبه.
ووفقًا لما كتبه محمد جواد ظريف، في حسابه الرسمي على منصة "إكس" مساء الاثنين، فقد استدعاه غلام حسين محسني إيجي إلى مكتبه وطلب منه الاستقالة من منصبه "نظرًا لوضع البلاد"، وبعد هذا الاجتماع، قدّم ظريف استقالته الإلزامية إلى بزشكيان، وقام أيضًا بنشر خبر استقالته.
وفي أعقاب استقالة ظريف، وإقالة عبد الناصر همتي، رئيس البنك المركزي الإيراني، أعرب بعض أعضاء المجلس الأعلى لصنع السياسات للإصلاحيين عن مواقفهم.
وقال قيادي كبير في التيار الإصلاحي لـ"إرم نيوز" رافضًا الكشف عن هويته "عندما أدركوا أنه لا توجد مفاوضات مع الولايات المتحدة، قاموا باستبعاد ظريف".
وأضاف: "كانت المهمة الرئيسة لظريف هي المفاوضات الدولية التي تم استبعادها حاليًّا من جدول الأعمال بقرار من المرشد علي خامنئي، وبناءً على ذلك، لم يتبق له عمل مؤثر في الحكومة، وكان وقت رحيله قد حان".
ويرفض أن تكون هذه التغييرات نتيجة للاختلافات الداخلية داخل المعسكر الإصلاحي، مؤكدًا أنها "نتيجة ضغوط يمارسها التيار الأصولي المتشدد على الحكومة".
وقال النائب السابق والقيادي في التيار الإصلاحي "جلال محمود زاده"، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن حكومة بزشكيان تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع سيطرة المعارضين على أغلب المناصب الوزارية، مشيرًا إلى أن 75% من الوزراء الحاليين هم من القوى السياسية المناوئة للحكومة.
وأكد محمود زاده أن شعار "التوافق الوطني" الذي ترفعه الحكومة لم يُفهم من قبل البرلمان الذي يهيمن عليه التيار الأصولي المتشدد، محذرًا من أن عدم مراجعة الحكومة لنهجها قد يؤدي إلى أيام صعبة قادمة.
كما اعتبر أن استجواب الوزراء قد ينهي شهر العسل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، موضحًا أنه عارض سابقًا فكرة إشراك المعارضين في حكومة بزشکیان. فبحسب رأيه فإن أي حكومة ناجحة يجب أن تعتمد على كوادرها الخاصة وليس على القوى السياسية المنافسة.
وأوضح محمود زاده أن استقالة محمد جواد ظريف من الحكومة قد تكون ضربة كبيرة لحكومة بزشکیان، حيث كان ظريف من أقرب وأكفأ الشخصيات السياسية في دائرته المقربة؛ ما قد يسبب مشاكل كبيرة للحكومة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وبشأن التحديات الاقتصادية، شدد على أن ارتفاع أسعار العملات والتقلبات الاقتصادية الحادة ليست مسؤولية وزارة الاقتصاد وحدها، إذ تعاني البلاد عقوبات اقتصادية صارمة وظروفًا مالية معقدة، بينما تسيطر الشخصيات الأصولية المتشددة على العديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى.
من جانبه، أعلن ساسان كريمي، نائب محمد جواد ظريف في المساعدة الاستراتيجية لرئاسة الجمهورية، الثلاثاء، أن ظريف لم يقدم استقالته، بل تم استبعاده من منصبه.
وكتب ساسان كريمي في حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن "ظريف لن يعود إلى منصبه، وكما أوضح سابقاً، لم يقدم استقالته، بل يعتبر أنه تم استبعاده من منصبه".
وصرّح ظريف، في وقت سابق، على (إكس)، "بدعوة من رئيس السلطة القضائية الذي التقيته، وقد نصحني، في ظل الأوضاع الحالية للبلاد، بالعودة إلى الجامعة لمنع المزيد من الضغوط على الحكومة، قبلت ذلك فورًا؛ إذ كنت دائمًا أريد أن أكون عونًا لا عبئًا، وأشكر رئيس السلطة القضائية الذي أزال عني عبء المسؤولية أمام الله والشعب، وآمل أن يسهم استبعادي في إزالة العقبات التي تعترض طريق إرادة الشعب ونجاح الحكومة."
وفي سياق متصل، قال عضو البرلمان الإيراني عن التيار المتشدد محمود نبويان لـ"إرم نيوز"، عن إقالة جواد ظريف، "أخيرًا، وبمتابعة من أعضاء البرلمان حول التعيين غير القانوني لظريف، وتدخّل السلطة القضائية، تم الحفاظ على احترام القانون في البلاد؛ ما أدى إلى استقالة ظريف."
وطالب نبويان بإقالة عدد من المسؤولين الآخرين في حكومة مسعود بزشكيان، وقال "لا يزال هناك بعض المسؤولين في الحكومة الذين يجب عليهم إما إلغاء الجنسية الثانية لأبنائهم أو أن يتم إقالتهم من مناصبهم."
وأضاف: "بعد أشهر من المتابعة والانتقادات المتكررة من النواب لكبار المسؤولين في السلطات الثلاث، اضطر محمد جواد ظريف إلى تقديم استقالته من منصبه كنائب غير قانوني لرئيس الجمهورية".
من جانبه، قال سيد حسين مرعشي، الأمين العام لحزب كاركزاران سازندغي إيران (أحد الأحزاب الإصلاحية)، أن سياسات جبهة الصمود تسير في اتجاه خطير، وتؤدي إلى تعقيد الأوضاع في البلاد.
وأوضح في حديثه لوسائل إعلام إيرانية، أن "رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والبرلمان كانوا يعتقدون أن عليهم تقديم رد على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن هذه الإجراءات لن تحل المشكلة".
وأضاف: "لدينا تجربة سابقة عندما ارتفع سعر الذهب إلى 5 ملايين تومان قبل أعوام، وتم إعدام ما يسمى 'سلطان الذهب'، لكن الأسعار لم تتوقف عن الارتفاع، واليوم وصل سعر الذهب إلى 75 مليون تومان."
وتابع: "إذا كانت السلطة القضائية ترى أن هذا الإجراء غير قانوني، فلماذا تم تطبيقه على محمد جواد ظريف فقط؟ ولماذا لم يُطبّق على آخرين في الحكومة؟ لو كان القانون يُطبّق دون تمييز، لكان يجب أن يشمل الجميع."
وأكد مرعشي أن "جبهة الصمود تلعب في ملعب إسرائيل، وهي تدفع البلاد نحو وضع خطير، ويجب التعامل بجدية مع هذا الأمر وعدم السماح لهم بفرض كلمتهم الأخيرة، التي تهدف إلى إقصاء مسعود بزشكيان من المشهد السياسي."
وجبهة الصمود وثبات الثورة هي جماعة سياسية تعد الأكثر تطرفًا في إيران ويعد رجل الدين الراحل محمد تقي مصباح يزدي مرشدها الروحي، كما يعد المرشح الخاسر للانتخابات الرئاسية "سعيد جليلي" أحد أبرز قادتها ورموزها.
وتقول وسائل إعلام إيرانية، إن هذه الجبهة بقيادة سعيد جليلي لا تزال تقود ما يسمى بـ"حكومة الظل" في إيران وهي تسيطر على البرلمان ومؤسسات أخرى.