إعلام فلسطيني: قصف إسرائيلي على خيام نازحين غربي خان يونس بجنوب غزة يقتل 4 ويصيب آخرين
قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، يبدو أن دعم واشنطن غير المحدود لكييف يشهد تغيرات مفاجئة قد تُهدد قدرات القوات الأوكرانية على مواجهة الزحف الروسي نحو العاصمة كييف، وتكرار سيناريو الانسحاب مرة أخرى.
وخلال حفل بمنتجعه "مار إيه لاغو" في ولاية فلوريدا، كشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خطته بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، قائلا: "إن إدارته ستعمل بجدية شديدة على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويجب أن تتوقف، وسواء أكانوا جنودًا أم أشخاصًا يجلسون في المدن، فسوف نعمل على حل هذه المشكلة".
مفاجأة عسكرية
وفي خضم هذه التصريحات، حلّت مُفاجأة عسكرية، كشفت عنها سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم البنتاغون، قائلةً، إن وزارة الدفاع الأمريكية تواجه مهمة صعبة للغاية من أجل التمكن من تخصيص الأسلحة المتبقية لأوكرانيا قبل نهاية ولاية الرئيس جو بايدن.
وتعليقًا على قدرة البنتاغون على تخصيص 7.1 مليار دولار من الأسلحة لكييف كجزء من الميزانية المتبقية قبل مغادرة بايدن، أوضحت سينغ: "لدينا الكثير من العمل الشاق الذي يتعين علينا القيام به لتحقيق ذلك، وأن الولايات المتحدة تتوقع نقل الأسلحة إلى أوكرانيا على فترات منتظمة بناء على الموارد المتاحة في المستودعات العسكرية الأمريكية".
تعيينات أمريكية معارضة لأوكرانيا
ومع هذه التصريحات، تتزايد التخوفات من التشكيل الـمُرتقب لإدارة ترامب، إذ تُشير وسائل الإعلام الأمريكية إلى اقتراب العديد من معارضي أوكرانيا إلى التعيين في البيت الأبيض، وأبرزهم مرشحة إدارة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، التي كتبت في حسابها على منصة "إكس" في أواخر فبراير/ شباط 2022: "كان من الممكن تجنب هذه الحرب والمعاناة بسهولة".
أما مرشح ترامب لوزارة الخارجية، السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، فقد صوّت ضد المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا من الولايات المتحدة، وأكد مرارًا أن "الحرب الأوكرانية" وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدا أن الصراع بين موسكو وكييف يجب أن يتم حله من خلال المفاوضات.
واشنطن استُنزفت بشكل كبير
وتعليقًا على تصريحات البنتاغون، قال الدكتور محمود الأفندي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الولايات المتحدة الأمريكية فعليًا خلال دعمها للحرب الأوكرانية تم استنزافها بشكل كبير وخاصة الذخيرة والمعدات العسكرية الكلاسيكية من مدفعية وصواريخ الدفاع الجوي، لا سيما وأن الحرب الإسرائيلة على غزة ولبنان حصلت على النصيب الأكبر من الأسلحة الأمريكية، وإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة هي الأهم.
وأكد الأفندي في تصريح لـ«إرم نيوز» أن أوكرانيا تطلب بشكل كبير أسلحة وذخيرة دفاع جوي، والولايات المتحدة تم استنزافها في هذا الأمر؛ لأن إسرائيل هي الأخرى استنزفت أمريكا من أسلحة دفاع جوي وذخائر.
سيناريو حرب فيتنام
وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع أن تفتح عدة جبهات في وقت واحد مثلما حدث في حرب فيتنام حينما انسحبت أمريكا من أجل دعم إسرائيل في حربها ضد مصر عام 1973.
وأشار المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي، إلى أن مصانع السلاح موجودة لكن المخازن أصبحت شبه خاوية في أمريكا بسبب الاستنزاف الأوكراني والإسرائيلي للأسلحة الأمريكية.
ولفت الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن وزارة الدفاع الأوكرنية أعلنت أنه بسب نقص الذخيرة فإن قدرتها على صد الأهداف الجوية الروسية تراجع من 78 % إلى 50 % الآن".
وأكد الأفندي أن معظم الدعم الأمريكي لأوكرنيا يتركز في أسلحة وذخيرة الدفاع الجوي وصواريخ "الباتريوت"، وأن هناك نقصا هائلا في هذا العدد، لذلك فإن البنتاغون يجد صعوبة في استكمال باقي منظومة الدعم لأوكرانيا في الوقت الراهن.
من هو أول رئيس أمريكي دعمَ أوكرانيا؟
وخلص المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كان لن يتردد في استمرار الدعم لأوكرانيا بالسلاح لولا هذا النقص في الأسلحة والذخيرة، مشيرًا إلى أن أول رئيس أمريكي دعم أوكرانيا هو ترامب وإدارته في رئاسته السابقة، وهو من شجّع أوكرانيا على عدم تطبيق إتفاقية "مينسك" التي أدت إلى هذه الحرب، ومن ثم فإن من أشعل حرب أوكراينا في البداية هو الرئيس ترامب وليس الرئيس جو بايدن، وهناك لغط إعلامي كبير في هذا الشأن.
من جانبه، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري رئيس قسم الإستراتيجيا في مركز الدراسات الانثروستراتيجيا، إن المسارات أصبحت واضحة بالنسبة لتصريحات ترامب فيما يتعلق بتقليص الدعم العسكري لأوكرانيا، لذلك ليس من المستغرب أن يُعلن البنتاغون الآن عن تقليل الدعم ويعلن عن وجود صعوبة في توفير الأسلحة والذخائر لأوكرانيا.
فرض واقع جديد
وأكد زهوي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن هذا التوجه الأمريكي الجديد يستهدف فرض واقع جديد في أوروبا، كما يمثل في نفس الوقت خذلانا للأوكران، لافتًا إلى أن البنتاغون يطرح الرؤية وفقًا للسياسة الإستراتيجية العامة لأمريكا.
وأضاف أن البنتاغون يطرح رؤيته ونصائحه لكن القرار للرئيس الأمريكي، وأنه قبل تنصيب ترامب في الولاية الثانية لأمريكا في 20 يناير/ كانون الثاني تتم الآن مراجعات داخل البنتاغون وفقا للإستراتيجية الأمريكية لعام 2025 بوقف الحرب الأوكرانية.
واعتبر الخبير العسكري نضال زهوي أن قرار وقف الحرب يأتي على حساب الطرف الأوكراني وليس على حساب روسيا، مشيرًا إلى أن المرحلة "الترامبية" في السياسة تجاة الأزمة الأوكرانية بدأت من اليوم.
