قال النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، إن طهران لا تُعوّل على الحوار مع واشنطن لحل مشاكلها الداخلية، مشدّدًا على أن الحكومة تعتمد نهجًا قائمًا على تفعيل القدرات الوطنية والنأي عن الرهانات الخارجية، وفق تعبيره.
وأضاف عارف، الذي كان من بين المسؤولين الحاضرين في اجتماع مع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في تصريح صحفي: "إن الحكومة لم تُعلّق آمالها على المفاوضات من أجل معالجة قضايا البلاد"، مؤكّدًا أن التوجّه العام للإدارة هو الاعتماد على القدرات الوطنية، وعدم ربط مصير البلاد بالعلاقات الخارجية.
وأكّد النائب الأول للرئيس الإيراني أن "ربط قضايا البلاد بالمفاوضات وتعطيل الأمور بحجّة انتظار نتائجها ليس من منهج الحكومة الحالية، بل تتبع التوصيات المتكررة لخامنئي حول هذا الشأن"، مشدّدًا على أن المفاوضات، إن حصلت، يجب أن تُجرى في ظروف مناسبة، ومن موقع القوة والتفاعل المتكافئ، ومع جميع الدول باستثناء "الكيان الصهيوني" وفق تعبيره.
وأوضح: "استراتيجيتنا لحلّ المشاكل تعتمد على الداخل الإيراني، فلدينا قدرات وطنية كبيرة في مختلف المجالات، لكننا لم نحسن استغلالها بسبب بعض الرؤى قصيرة المدى لدى بعض المسؤولين الذين يسعون لتحقيق نتائج فورية خلال فترة تولّيهم المناصب".
وتابع قائلًا: "نحن لا نعلّق آمالنا لا على مفاوضات محدّدة ولا على علاقة خاصة بأي دولة. وفي حال قررنا التعامل الخارجي، فسيكون وفق أولوياتنا الاستراتيجية مع دول الجوار، وبعض الدول الإفريقية، والدول الكبرى ذات التجارب الناجحة في القارة الآسيوية".
وفي وقت سابق، قال خامنئي، في أول موقف له منذ انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات مع واشنطن في العاصمة مسقط السبت الماضي، إن المفاوضات مع الولايات المتحدة لا تمثّل محور السياسة الخارجية الإيرانية، مشدّدًا على ضرورة عدم ربط مستقبل البلاد أو سياساتها الاقتصادية بهذه الحوارات.
وفي كلمته خلال لقاء جمعه بكبار مسؤولي السلطات الثلاث في البلاد، قال خامنئي إن "المفاوضات واحدة من عشرات المهام التي تنفّذها وزارة الخارجية، ولا ينبغي أن نكرّر الخطأ الذي وقع في فترة الاتفاق النووي عام 2015، عندما جُعلت كل قضايا البلاد مرهونة بنتائج المفاوضات".
وأضاف خامنئي أن إيران لا تعوّل كثيرًا على هذه المفاوضات، مؤكّدًا: "لسنا متفائلين كثيرًا بالطرف المقابل، لكننا نثق كثيرًا بإمكاناتنا وقدراتنا الذاتية".
