ترامب : "يجب أن نحصل" على غرينلاند

logo
العالم

تمييز يومي.. كيف يواجه المسلمون والسود "العنصرية المستترة" في ألمانيا؟

تمييز يومي.. كيف يواجه المسلمون والسود "العنصرية المستترة" في ألمانيا؟
مظاهرات ضد اليمين المتطرف في ألمانياالمصدر: رويترز
21 مارس 2025، 4:19 م

أظهرت دراسة حديثة أن التمييز العنصري لا يزال متجذرًا في المجتمع الألماني، إذ يعاني المسلمون وذوو البشرة السوداء من التمييز بشكل متكرر، ليصل الأمر إلى أن 61% من المسلمات و62% من الرجال السود يواجهون ممارسات عنصرية شهرية على الأقل. 

وهذه النتائج تثير تساؤلات جوهرية حول مدى نجاح سياسات الاندماج والمساواة في ألمانيا، وسط تزايد المخاوف من انتشار أشكال أكثر دقة وخفاء من العنصرية. فما تفسير هذه الأرقام؟ وما التداعيات السياسية والاجتماعية لهذه الظاهرة؟

عنصرية مستترة 

للإجابة عن هذه التساؤلات، قال بيير لوران، الخبير في العلاقات المجتمعية والاندماج في معهد الدراسات الأوروبية في باريس، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن نتائج الاستطلاع تعكس واقعًا مقلقًا بشأن طبيعة التمييز في ألمانيا.

أخبار ذات علاقة

ألمانيا تنفي وجود خطر أسلمة المجتمع الألماني

وأضاف أن "العنصرية لم تعد تأخذ شكلها التقليدي فقط عبر الإهانات المباشرة أو الممارسات القانونية المجحفة، بل باتت تتجسد في سلوكيات يومية خفية، مثل التحديق أو رفض التفاعل الاجتماعي، وهو ما يجعل الضحايا يشعرون بالعزلة دون وجود أدلة قانونية واضحة يمكن الاستناد إليها عند تقديم الشكاوى".

وأوضح أن  الإسلاموفوبيا تظل أحد أبرز أشكال التمييز في ألمانيا، خاصة ضد النساء المحجبات، إذ يعتبر الحجاب رمزًا دينيًا يستدعي ردود فعل سلبية في المجتمع الألماني: "كثير من النساء المسلمات يجدن صعوبة في الحصول على وظائف بسبب ارتداء الحجاب، كما يتعرضن لرفض ضمني في الأماكن العامة، وهو ما يزيد من إحساسهن بالتهميش".

ويحذر لوران من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية، ما قد يفتح الباب أمام تصاعد النزعات الانفصالية داخل بعض المجتمعات المهاجرة.

غياب سياسات فعالة لمكافحة التمييز 

ومن جهتها، قالت كلارا دوبريه، الباحثة المختصة بشؤون الهجرة والعنصرية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية لـ"إرم نيوز"، إن الأرقام التي أظهرتها الدراسة ليست مفاجئة، لكنها تعكس إخفاق السياسات الألمانية في التعامل مع التمييز بشكل جاد. 

أخبار ذات علاقة

صعود "اليمين المتطرف" في أوروبا يثير مخاوف من عودة "الإسلاموفوبيا"‎

وتوضح: "هناك فجوة كبيرة بين التشريعات المناهضة للتمييز وتطبيقها على أرض الواقع. رغم أن ألمانيا لديها قوانين صارمة تجرّم العنصرية، فإن الضحايا غالبًا ما يواجهون صعوبة في إثبات تعرضهم للتمييز، ما يجعلهم في موقف ضعف".

وتشير دوبريه إلى أن النظرة السائدة للأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة لا تزال تُعاملهم كمجتمعات "غير ألمانية" حتى لو كانوا من الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، ما يخلق نوعًا من الفصل الاجتماعي غير المعلن: "عندما يتحدث شخص ذو أصول مهاجرة الألمانية بطلاقة لكنه يُسأل باستمرار: 'من أين أنت؟'، فهذا يعكس وجود عقلية ترى فيهم غرباء رغم أنهم وُلدوا ونشأوا في ألمانيا".

ما الحل؟

يتفق الخبيران على ضرورة تعزيز سياسات الإدماج، وتطبيق قوانين مكافحة التمييز بشكل أكثر فاعلية.

ويرى لوران أن الحل يبدأ من التعليم والتوعية داخل المؤسسات، بينما تدعو دوبريه إلى تفعيل آليات أقوى لحماية الضحايا وتشجيعهم على الإبلاغ عن حالات التمييز دون خوف من العواقب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC