وسائل إعلام سورية: غارة إسرائيلية استهدفت منطقة نجها جنوبي دمشق
لا يزال هناك بعض الوقت أمام الرئيس الأمريكي المنتحب دونالد ترامب للتحضير لعودته إلى العاصمة واشنطن، بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
ورغم ذلك، يخرج ترامب عن أغلب الأعراف السياسية الراسخة منذ عقود كاملة في كل ما يتصل بالمرحلة الانتقالية بين الإدارات المتعاقبة.
وفي آخر ما صدر عن الرئيس المنتخب حديث مصادر من داخل فريقه الانتقالي بأن الدائرة الضيقة خلال عمليات تعييناتها الجارية على مدار الساعة للمناصب العليا في الفريق الجديد لا تلتزم بالاستعانة بخدمات مكتب التحقيقات الفيدرالي في رحلة التفتيش الأمني عن سِيَر الأسماء المعينة، وأنها بدلا من ذلك تفضل التعامل مباشرة مع شركات خاصة تقوم بهذا الدور.
وليس جديدا القول إن ترامب لم يكن حتى في ولايته السابقة على علاقة ودّ مع المؤسسات الأمنية التقليدية في واشنطن، ومن بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي كان قد شهد نزالا بينه وبين مديره في تلك المرحلة، جيمس كومي، انتهى بإقالة المدير من مهامه.
ولكن الأكثر سوءا من ذلك أن ترامب يحتفظ لنفسه بذاكرة شخصية سيئة في قضية الوثائق السرية التي اتهم بنقلها إلى مقر إقامته العائلي في ولاية فلوريدا، بعد مغادرته البيت الأبيض، عندما فتش المحققون الفيدراليون سكنه العائلي بحثا عن هذه الوثائق.
ويقول مقربون من ترامب إن هذه الحادثة خلفت مشاعر خاصة لدى أفراد عائلة الرئيس المنتخب، إلا أن ما يحدث حاليا، وفي هذه المرحلة تحديدا من مسار تعيينات الإدارة الجديدة، يعد خروجا عن تقليد عملت به جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقبل ذلك كان ترامب قد طلب من مجلس الشيوخ إعفاء أعضاء إدارته من الخضوع لتقليد الجلسات العلنية أمام كاميرات التلفزيون قبل المصادقة على تعيينهم لأنه يعتقد أن هذه الإجراءات تحتاج إلى وقت طويل وأنه يرغب في أن يباشر فريقه الحكومي العمل بأسرع وقت ممكن.
وكانت هذه الحجة هي التي حاول بها مقربون من فريقه الانتقالي تبرير خطوة عدم الاستعانة بخدمات مكتب التحقيقات في الحصول على سِير وخلفيات وسجل مرشحي الرئيس للمناصب العليا.
ولا يعتقد على نطاق واسع في واشنطن أن تعيينات الرئيس سوف تواجه مسارا سلبيا على مستوى مجلس الشيوخ؛ لأن الأغلبية الآن هي تحت سيطرة الجمهوريين، وهؤلاء قادرون في نهاية الأمر على تأمين الأصوات اللازمة للمصادقة على مرشحي الرئيس حتى وإن أظهر الديمقراطيون معارضة علنية لذلك، وهو السيناريو الأقرب للوقوع في مطلع أيام الإدارة المقبلة.
ولم يكتف ترامب بالخروج عن تقاليد المؤسستين الأمنية والتشريعية، حيث فاجأ المتابعين في الساعات الماضية بإرسال أقرب حلفائه، الملياردير إيلون ماسك، إلى نيويورك، للقاء السفير الإيراني في الأمم المتحدة في جلسة سرية.
ورغم وجود تقاليد سابقة في مثل هذه المناسبات من خلال قنوات رسمية، فإن ترامب فضل اعتماد خيار ماسك، المعين حديثا هو الآخر في منصب مستحدث على الحكومة الفيدرالية، وهو وزير الكفاءة الحكومية، وهذا المنصب لا يحتاج معه ماسك للمصادقة من قبل مجلس الشيوخ، لكن طبيعة الأدوار التي بات ماسك يؤديها في محيط الرئيس المنتخب هي التي باتت في دائرة التساؤل بين مشرعي واشنطن.
ويقول أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب، إن لا أحد بات يعرف الآن إلى أي حدود يمكن أن يذهب نفوذ ماسك في الإدارة الجديدة، بل يثيرون السؤال عن الغياب الكامل لأي دور علني لنائب الرئيس جي دي فانس الذي لم يسجل له أي ظهور في المشهد العام منذ ليلة إعلان نتائج الانتخابات.
وما تسرب عن لقاء ماسك بالدبلوماسي الإيراني، الذي استمر ساعة كاملة، بعضه مرتبط بالتزامات إيرانية مكتوبة حول عدم استهداف الرئيس المنتخب، كما أعلن خلال فترة الحملة الانتخابية، فيما يقول نواب في الكونغرس إن لا تفاصيل إضافية عن هذا اللقاء متوفرة في غياب أي تأكيدات من قبل فريق ترامب الانتقالي عن فحوى لقاء الستين دقيقة.
في الجانب الآخر لا تزال تعيينات ترامب الإدارية تُحدث مزيدا من الارتباك والمفاجآت بين سياسيي واشنطن. فبالإضافة إلى الأسماء التي كانت أعلنت منذ ليلة الفوز بالانتخابات، ظهر ذلك الإعلان الجديد عن وزير الصحة العامة في الإدارة الجديدة.
وكان متوقعا على نطاق واسع قبل الثلاثاء الماضي أن هناك صفقة تمت الصيف الماضي بين المرشح المستقل وقتها روبرت كينيدي والمرشح الجمهوري بأن يعلن كينيدي انسحابه من السباق ويقدم دعمه لترامب مقابل منصب قيادي في الإدارة الجديدة.
وكان واضحا وقتها أن الاتفاق بين الرجلين قد تم، لكن ما تسرب من تفاصيل لم يكن يشير إذا كان الأمر متعلقا بمنصب وزارة الصحة، إلى أن تم تأكيد ذلك في الساعات الماضية.
وكينيدي شخصية مثيرة للجدل، وكان قد أثار الشكوك في جدوى عمليات التطعيم واللقاحات وبينها لقاحات كورونا خلال أزمة الوباء العالمية، واتهامه الحكومة الفيدرالية بإعطاء تطعيمات مغشوشة للأمريكيين.
وخلّف هذا الأمر، وقتذاك، أزمة كبيرة في واشنطن؛ بسبب انزعاج إدارة الرئيس جو بايدن من تلك الحملة وتسببها في انخفاض أعداد الأمريكيين المقبلين على أخذ التطعيمات المتكررة، خاصة في الولايات الخمس والعشرين التي يحكمها حكام جمهوريون، وهو ما أطال عمر الأزمة أكثر مما كان مفترضا لها.
والأسئلة بخصوص كينيدي لا تقتصر فقط على المشرعين في الكابيتول، وإنما تمتد إلى الهيئات الطبية والصحية في واشنطن وعموم البلاد، التي لم تتردد في إعلان اندهاشها من تعيين كينيدي وآثار ذلك على تقاليد المنظومة الصحية المعمول بها في كافة جهات الولايات المتحدة.
ويقول قيادي ديمقراطي في العاصمة واشنطن إنه من الواضح أن عملية تجاوز التقاليد في عمل الحكومة الفيدرالية تتم بصورة تدريجية من خلال نوعية ومسار وتاريخ الأسماء الجديدة في الإدارة الانتقالية، وهو أمر سوف يفتح باب المواجهات على مصراعيه بين المؤسسات العريقة في واشنطن والأسماء الجديدة في إدارة الرئيس المنتخب، وبين هؤلاء وبين الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، حتى إن كان هؤلاء لا يحوزون سوى الأقلية في المجلسين بدءًا من الدورة التشريعية المقبلة مطلع العام الجديد.