المخابرات الأردنية: إحباط مخططات تهدف لإثارة الفوضى والتخريب المادي
أكد مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إيفان يواس، أن غالبية الأوكرانيين يدعمون استمرار القتال، مشيرا إلى أن أي هدنة ستكون مجرد فرصة لموسكو لإعادة تجميع قواتها.
وقال يواس في حوار مع "إرم نيوز" إن روسيا ليست جادة في وقف إطلاق النار، بل تواصل استهداف المدن الأوكرانية يوميا بالمسيرات والصواريخ؛ ما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، مضيفا أن موسكو ترى في استمرار الحرب ضرورة للحفاظ على اقتصادها العسكري.
وأكد أن مطلب روسيا بتنحي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غير قابل للنقاش، موضحا أن الغالبية العظمى من الأوكرانيين يرفضون أي استسلام أو تنازلات لموسكو.
وأشار إلى أن تجميد الصراع دون محاسبة روسيا على جرائمها يعني شرعنة احتلالها للأراضي الأوكرانية؛ ما سيؤدي إلى حرب جديدة مستقبلا، وليس إلى سلام دائم.
وتاليا نص الحوار:
- بعد تبادل الضربات بالمسيرات.. من المسؤول عن خرق هدنة الـ 30 يوما، وما النتائج المترتبة على ذلك؟
منذ البداية، لم يكن هناك اتفاق واضح على هدنة رسمية، بل كان الأمر مجرد مقترح أمريكي دعمته أوكرانيا، فيما لم ترفضه روسيا، لكنها وضعت شروطا غامضة، ومع ذلك، تم الإعلان عن وقف إطلاق النار دون آلية رقابة واضحة.
في الواقع، لم تتوقف الهجمات، حيث تقصف روسيا المدن الأوكرانية يوميا بالمسيرات والصواريخ؛ ما أدى إلى سقوط مدنيين وتدمير منشآت حيوية، ومن ناحية أخرى، تقول موسكو إن أوكرانيا استهدفت منشآت طاقتها، وقدّمت أدلة على ذلك، كما فعلت كييف أمام الولايات المتحدة.
- روسيا اقترحت تنحي الرئيس زيلينسكي كجزء من عملية السلام.. كيف ترى هذا الطلب؟
هذا المطلب غير واقعي وغير مقبول على الإطلاق، خاصة أن روسيا تتجاهل حقيقة أن غالبية الأوكرانيين يدعمون استمرار القتال من أجل الاستقلال، لاسيما أن الحرب ليست مرتبطة بشخص زيلينسكي، بل بإرادة الشعب الأوكراني الذي يرفض الخضوع لموسكو.
ومن ثم، لا معنى لمطلب تنحي زيلينسكي؛ لأنه حتى لو حدث ذلك، فلن يقبل الأوكرانيون تسوية بشروط روسية، ولن يؤثر هذا على موقف كييف في الحرب.
- الكرملين أكد أن المفاوضات معقدة للغاية.. ما أسباب ذلك؟
المشكلة ليست في وقف إطلاق النار بحد ذاته، بل في شروطه، فأوكرانيا لا تسعى إلى مجرد هدنة، بل إلى "سلام عادل"، يشمل إعادة جميع الأسرى، بمن فيهم الأطفال المختطفون، واستعادة الأراضي المحتلة، وتحميل روسيا مسؤولية جرائمها، وتعويض الأضرار التي سببتها.
لذا، فإن أي وقف لإطلاق النار لا يضمن هذه النقاط سيكون مجرد تجميد للحرب، ما يعني عدم معاقبة روسيا على عدوانها، وإضفاء الشرعية على احتلالها للأراضي الأوكرانية، وترك ملايين الأوكرانيين تحت حكم موسكو "القمعي".
- كيف تقيّم الدور الأمريكي في مفاوضات وقف إطلاق النار؟
الخطاب الأمريكي بدأ في الفترة الأخيرة يتضمن إشارات قريبة من الطرح الروسي؛ ما جعل كييف تشعر بأن واشنطن لم تعد حليفا كاملا، ومحاولة الولايات المتحدة الدفع نحو وقف إطلاق النار دون التأكيد على مسؤولية روسيا عن بدء الحرب في العام 2014، ثم "غزو" أوكرانيا بالكامل في العام 2022، أمر غير مقبول بالنسبة لنا.
ومن المنطقي أن تُمارَس الضغوط على المعتدي وليس على الضحية، وأي حل لا يضمن إنهاء "الاحتلال الروسي" سيكون مرفوضا في أوكرانيا.
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بفرض عقوبات ثانوية على النفط الروسي إذا لم تنهِ موسكو الحرب.. هل يمكن أن ينجح هذا التهديد؟
هذه خطوة قوية نظريا؛ لأن الاقتصاد الروسي يعتمد بشكل أساسي على النفط، لكن المشكلة أن روسيا مستعدة للتضحية باقتصادها في سبيل تحقيق طموحاتها الإمبريالية.
ومن ثم، حتى لو أضرّت العقوبات بالاقتصاد الروسي، لن يدفع ذلك موسكو بالضرورة إلى وقف الحرب، بل ربما يدفعها للتصعيد بحثا عن أوراق ضغط جديدة.
- ترامب قال إنه "غاضب" من بوتين ويريد اتفاقا لوقف الحرب.. هل يمكن أن يتحول التفاهم بينهما إلى صدام مستقبلي؟
من غير المرجح أن يحدث صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة أن واشنطن تحتاج إلى موسكو كعامل تهديد دائم لأوروبا، وكطرف يمكن استخدامه لموازنة النفوذ الصيني، لذلك، حتى مع وجود خلافات تكتيكية بين بوتين وترامب، فإن المصالح الاستراتيجية تمنع حدوث مواجهة حقيقية بينهما.
- إلى أي مدى يمكن فهم الموقف الأوروبي من الحرب؟ وهل ترفض أوروبا أي تسوية أمريكية روسية؟
أوروبا تدرك أن هذه الحرب لا تخص أوكرانيا وحدها، بل هي مقدمة لصراع أوسع قد يمتد إلى دول البلطيق، بولندا، وفنلندا.
القلق الأوروبي يتزايد مع التقارب الأمريكي الروسي، خاصة إذا أدى ذلك إلى تجاهل مصالح أوروبا أو أوكرانيا، كما أن هناك مخاوف من تحالف محتمل بين موسكو وواشنطن ضد أوروبا، خاصة مع مطالبات أمريكية بغرينلاند؛ ما قد يثير شكوكا حول نوايا الطرفين.
- كيف يشكل ملف الأراضي المحتلة عقبة رئيسية في المفاوضات؟
المشكلة أن روسيا لن تكتفي بما استولت عليه، بل تطمح للسيطرة على أوكرانيا بالكامل، وربما إعادة إحياء الاتحاد السوفيتي عبر غزو دول أوروبية أخرى، لذا فإن أي حل لا يتضمن استعادة جميع الأراضي الأوكرانية سيعني ببساطة تأجيل الحرب، وليس إنهاءها.
روسيا لن تتوقف عند 20٪ من الأراضي، بل ستعود لاستكمال خططها متى سنحت لها الفرصة.
- ما السيناريوهات المحتملة في حال رفض أي من الجانبين اتفاق وقف إطلاق النار؟
الحرب الحالية تحولت إلى "حرب استنزاف"، حيث يلعب الاقتصاد دورا أساسيا، لذا فإن الصراع سيستمر حتى ينهار اقتصاد أحد الطرفين؛ ما يعني أن دعم الحلفاء سيكون حاسما.
بالنسبة لأوكرانيا، تعتمد على الاتحاد الأوروبي، كندا، تركيا، اليابان، وكوريا الجنوبية، أما روسيا، فتحصل على دعم من بيلاروسيا، إيران، وكوريا الشمالية، بينما تبقى الصين حذرة في موقفها.
وإذا لم يحدث وقف لإطلاق النار بشروط عادلة، فالحرب ستطول، والنتيجة ستعتمد على قدرة أي طرف على الصمود اقتصاديا وعسكريا.