مسؤول أوكراني: حلفاء كييف يجتمعون الأربعاء في لندن
في تحول دراماتيكي يكاد يكون سيناريو لفيلم سينمائي، انتقل المغني السابق آغ غالي من أضواء موسيقى الروك إلى ظلال الجماعات المتشددة، ليصبح أحد أخطر قادة تنظيم القاعدة في غرب أفريقيا.
هذا التحول المثير كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير استعرض كيف قاد غالي، الذي بدأ رحلته كعازف في فرقة موسيقية، جيشًا متطرفًا قتل عشرات الآلاف، وفرض حُكمًا متشددًا على مناطق شاسعة بحجم ولاية مونتانا الأمريكية.
وبيّنت كيف قاد قائد مسلح من مالي جيشًا متشددا قتل عشرات الآلاف، بعد أن أسس فرقة "روك" تُدعى "تيناريوين"، وأسهم في تأليف أغنية وصفتها الصحيفة بـ"الناجحة".
وحظر غالي الموسيقى في منطقة من غرب أفريقيا بحجم ولاية مونتانا، وقاد جيشًا من المتشددين المسؤولين عن عشرات الآلاف من القتلى، وفقًا للصحيفة.
وأشارت أن مُسلحي الزعيم غالي، البالغ من العمر 70 عامًا، نصبوا كمينًا لأعضاء فرقة "تيناريوين"، التي انتمى إليها سابقًا، واختطفوا عازف جيتار لأسابيع بعد ضبطه وهو يحاول استعادة آلاته، مبينة أن الفرقة حصلت على جائزة "غرامي" عام 2011.
وحوّل غالي غرب أفريقيا إلى ساحة معركة رئيسية، حيث اشتبك الغرب والحكومات المحلية مع المتشددين الإسلاميين بعد أن اجتاح مقاتلوه، البالغ عددهم 6 آلاف مقاتل، القرى وقاتلوا الجنود الفرنسيين وقوات القبعات الخضراء الأمريكية والمرتزقة الروس.
ولفتت الصحيفة إلى أن قوة مسلحي غالي باتت مصدرًا للقلق، إذ يُخشى أن تصبح مالي موطنه، أو بوركينا فاسو المجاورة أول دولة في العالم يحكمها تنظيم القاعدة.
وذكرت الصحيفة أن رحلة غالي بدأت كفرد من الطوارق ولقيت دعمًا من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي لتنفيذ أجندات جيوسياسية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وعلى الرغم من هوسه الشديد بموسيقى الروك والتصاقه بها منذ كان شابًا ولغاية عام 2012، فإنه تركها بعد أن بدأ بعض اتباعه باتهامه بالخيانة والانحراف عن مبادئ الجماعة المتطرفة بفعل حياته المفعمة بالرفاهية وتقربه من حكومة مالي أيضًا.
وشنت جماعته المسلحة هجومًا سيطرت فيه على تمبكتو وغاو وكيدال، حيث حظر غالي ما أسماه "موسيقى الشيطان"، ومنع النساء من الخروج دون أزواجهن أو إخوتهن، وجلدت الشرطة الدينية المشتبه بهم بالهرطقة.
وبعد أن أدرجت الولايات المتحدة غالي على قائمة الإرهاب عام 2013، نشرت فرنسا قوات قتالية في مالي، وبدعم من جنود ماليين ودعم لوجستي من الولايات المتحدة ودول أخرى طردت الإسلاميين من تمبكتو، لكن بالنسبة لغالي، مثل ذلك انتكاسة لا خسارة.
وفي عام 2017، استقطب غالي عدة جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في تحالف يُسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وفي حين أطلق تحالف غالي الجديد موجة جديدة من التمرد في غرب أفريقيا، استولى رجاله على مناجم ذهب، وابتزوا القرويين مقابل مواشيهم، وأخذوا أموال الحماية من تجار المخدرات والبشر.
وكما ارتبط المسلحون بما يقارب 2300 حادث عنف في مالي وبوركينا فاسو والنيجر ودول أخرى في غرب أفريقيا العام الماضي، ما أسفر عن قتل أكثر من 8880 شخصًا، وفقًا لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية.
وفي شهر أغسطس/آب الماضي، أطلق مسلحو غالي النار على نحو 600 قروي في بارسالوغو، بوركينا فاسو، بينما كان السكان يحفرون خنادق دفاعية في محاولة لحماية قريتهم، وفقًا لتقرير استخباراتي فرنسي.
وفي شهر يونيو/حزيران 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرة توقيف بحق آغ غالي، متهمةً إياه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكنه لا يزال طليقًا.
ونوهت الصحيفة بأنه التزامن مع سلسلة من الانقلابات بدأت عام 2020 في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، يبذل غالي جهودًا لتحسين صورة تحالفه المسلح وتولي مهام الحكم، ما يُشير إلى طموحه لإقامة خلافة في غرب أفريقيا.
وبينما صدّ مقاتلوه لتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، وهي جماعة منافسة أعدمت شيوخ القرى وطالبت السكان بالولاء، لكن حماية غالي كان لها ثمن يتمثل في مواشي ومحاصيل المزارعين الفقراء.