هآرتس: الجيش الإسرائيلي سيكثف استهداف القيادات المدنية لحماس
شنت القوات الأوكرانية ضربة عنيفة بصورايخ "هيمارس" الغربية على سوق شعبي مُزدحم بالروس في مقاطعة "خيرسون" في محاولة لتقوّض احتمالات السلام.
يأتي ذلك بينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى لعب دور الوسيط لإنهاء الصراع بين موسكو وكييف.
وكشف فلاديمير سالدو، حاكم مقاطعة خيرسون الروسية، بأن القوات المسلحة الأوكرانية شنت ضربة بصاروخين من طراز "هيمارس" على سوق شعبية في بلدة فيليكي كوباني، وتسببت في سقوط قتلى وجرحى.
واعتبر خبراء أن استخدام أوكرانيا لصواريخ "هيمارس" الأمريكية قد يؤدي إلى تصعيد عسكري مع روسيا وتوترات داخل الناتو، مع إمكانية حدوث شرخ في العلاقات الأمريكية الأوروبية.
وقالوا إن موسكو قد تستغل هذه التطورات لشن هجمات كبرى على أوكرانيا، ما قد يجبر كييف على التفاوض، سواء لصالح الولايات المتحدة أم بتقديم تنازلات للجانب الروسي.
وأكد الخبير العسكري، العميد نضال زهوي، رئيس قسم الاستراتيجيات في مركز الدراسات الأنثروبولوجية، أن صواريخ "هيمارس" أمريكية الصنع بمدى يصل إلى 400 كيلومتر، وليست غربية بشكل عام.
ورجح أن تكون هذه الصواريخ قد وصلت إلى أوكرانيا عبر دعم من حلف الناتو، مشيرًا إلى احتمال أن الأوروبيين هم من زودوا كييف بها، وليس الولايات المتحدة مباشرة.
وفي حديثه لـ"إرم نيوز"، أشار زهوي إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا، وأن واشنطن تتحمل جزءًا من المسؤولية عن هذا التدهور.
وأوضح أن الأوروبيين فقدوا الثقة في الولايات المتحدة بعد تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه أوكرانيا، إلى جانب المفاوضات السرية التي أجرتها واشنطن مع موسكو، والتي تعارضت مع المصالح الأوروبية.
وأضاف زهوي أن "استخدام أوكرانيا لصواريخ أمريكية بأوامر أوروبية قد يؤدي إلى إضعاف تماسك حلف الناتو".
وأشار إلى أن واشنطن لم تعد تثق تمامًا في حلفائها الأوروبيين، حيث تركز استراتيجيتها الحالية على تخفيف التوتر مع روسيا والتفاوض معها بشأن ملفات عدة، ليس فقط المتعلقة بأوروبا، بل أيضًا بشأن التطورات داخل روسيا نفسها.
من الجانب الروسي، يرى زهوي أن استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ قد يمنح موسكو مبررًا لتوجيه ضربات عسكرية كبيرة ضد كييف، ما قد يدفع زيلينسكي نحو التفاوض.
وأشار إلى أن هذا التفاوض قد يتم ضمن صفقة المعادن، أو من خلال تقديم تنازلات لروسيا، مثل الاعتراف بسيطرتها على بعض الأراضي الأوكرانية كأراضٍ روسية رسمية.
بدوره، أكد إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن الموقف الأوروبي بات واضحًا في دعم أوكرانيا.
واعتبر أن هذا التوجه يعكس استراتيجية تهدف إلى مواجهة إقصاء أوروبا عن المفاوضات الأمريكية-الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأشار كابان إلى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تمر بسهولة في أوروبا ما لم يكن لأوكرانيا دور أساسي في أي تسوية، خاصة أن دعم الاتحاد الأوروبي لكييف يحمل رسالة سياسية واضحة تؤكد التزامه بتقديم المساندة اللازمة لأوكرانيا، ومنع فرض حلول قد تتعارض مع المصالح الأوروبية.
في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، شدد كابان على أن ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا يمتلكون قدرات عسكرية هائلة.
وأكد أن باريس ولندن، كونهما قوتين نوويتين مثل روسيا، تلعبان دورًا رئيسًا في تحديد معادلة الصراع.
وأوضح أن دعم أوكرانيا عسكريًا يهدف إلى فرض أجندة أوروبية جديدة، خاصة في ظل التقارب المتزايد بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
واعتبر أن تنفيذ عمليات عسكرية مؤثرة باستخدام صواريخ متطورة يمثل رسالة مباشرة إلى كل من موسكو وواشنطن، بأن أوروبا لن تقبل بحلول تأتي على حسابها أو على حساب أوكرانيا.
وحذر كابان من أن الصراع الروسي-الأوروبي والروسي-الأمريكي لن ينتهي وفق التصور الذي يطرحه ترامب، ما لم يتم إشراك الأوروبيين في أي محاولة لحل الأزمة.
وأضاف أن رد الفعل الأوروبي قد يتجسد في تصعيد عسكري باستخدام صواريخ متطورة، وهو ما قد يدفع روسيا إلى الرد بالمثل، ما يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر عبر هجمات متبادلة وصواريخ بعيدة المدى.
واختتم كابان حديثه بالتأكيد على أن أوروبا لن تقبل بحلول تكون على حسابها أو على حساب أوكرانيا.
وقال إن الرسالة الأوروبية واضحة: لن تتخلى أوروبا عن دعم أوكرانيا حتى الرمق الأخير، إذا استمر الحوار الروسي-الأمريكي بعيدًا عن حلول عادلة ترضي أوكرانيا وأوروبا.