مصادر ألمانية تكشف لـ "إرم نيوز" أسباب تسريب تسجيلات "تفجير جسر القرم"

 كشفت مصادر مطلعة في البرلمان الألماني أن التسجيلات المنسوبة لضباط في الجيش الألماني، حول تفجير جسر القرم، تم تسريبها من مكتب المستشار أولاف شولتس.

وقالت مصادر في المكتب الفني لغرفة متابعة النزاعات الدولية في البرلمان لـ"إرم نيوز"، إن التسريب تم بتنسيق غير مباشر بين مكتبي المستشار، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعزت المصادر أسباب تسريب التسجيلات بهذا الشكل، إلى رغبة شولتس في التخلص من قياديين في جيش بلاده "يتخذون قرارات دون علمه"، في مخالفة للقوانين المنظمة لعملهم، لاسيما أن هذه العملية تمت دون علم أو موافقة كل من المستشار والبرلمان.

وأشارت المصادر إلى وجود أجنحة في الجيش الألماني تعمل على توسيع دائرة المواجهة مع موسكو ليصل حد الصدام، وهو ما يرفضه شولتس وفريقه في هذا التوقيت، مشيرين إلى أن الضجة التي نتجت عن تسريب التسجيلات تعطي أرضية للمستشار أمام البرلمان وأيضاً دوائر سياسية واقتصادية بنزع صلاحيات لقادة وضباط كبار أو تحجيم دورهم على أقل تقدير.

وأوضحت المصادر، أن تسريب التسجيلات إلى الجانب الروسي، يحمل أهدافاً أخرى سعى إليها شولتس، يأتي في صدارتها التخلص من أعباء أمام موسكو تتعلق بإمداد الجانب الأوكراني بصواريخ "توروس" التي يعد استخدامها في محيط الحرب مع أوكرانيا بمثابة "الخط الأحمر" بالنسبة لروسيا، في ظل قدرتها الدقيقة على إصابة أهداف على مسافات بعيدة.

وكان التسجيل الصوتي المسرب يتضمن مباحثات حول خطة تفجير جسر القرم، يشارك فيها ضباط كبار في الجيش الألماني، وضم التسجيل رئيس فرع العمليات في قيادة القوات الجوية الألمانية، ومفتشاً في القوات الجوية الألمانية، وآخرين في مركز العمليات الجوية.

وحسب ما تبين من التسريب فإنه كان يركز على دراسة تدمير الجسر بتعمق، ومن التفاصيل حول ذلك أن العملية تتطلب 20 صاروخاً لإتمام الاستهداف، وأن استخدام الصاروخ "توروس" سيكون محكماً في نجاح عملية تدمير الجسر.

وتناول المجتمعون الأهمية الاستراتيجية والعسكرية وأيضاً السياسية للجسر، وشددوا على ضرورة على عدم العثور على أية صلة بين ألمانيا والقوات المسلحة الأوكرانية في تدمير الجسر، وعلى عدم وجود صيغة تربط برلين بهذا العمل، واحتوت التسجيلات أيضا على إبلاغ وزير الدفاع الألماني بالتخطيط لتلك العملية.