مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة التبادل
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مواجهة روسيا والصين في القارة السمراء، عبر ممر لوبيتو، وذلك رغم انتكاساتها العديدة في أفريقيا، بحسب خبراء.
وأثارت مباحثات أجراها الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته جو بايدن، في ميناء لوبيتو بأنغولا مع مسؤولين أفارقة تساؤلات عما إذا أصبح الميناء، الذي سيتحول إلى ممر إستراتيجي، خيار أمريكا من أجل التصدي لروسيا والصين اللتين ترسخان نفسيهما كقوتين في القارة السمراء.
وخصصت واشنطن 550 مليون دولار لدعم مشروع ممر لوبيتو، الذي يضم سكة حديدية ضخمة سيتم تجديدها لتكون مؤهلة لنقل المعادن، التي يتم التنقيب عنها في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أنغولا ومن هناك إلى أمريكا وحلفائها.
ونجحت أمريكا والدول الأفريقية، التي يضمها المشروع، وهي تنزانيا، زامبيا، الكونغو الديمقراطية وأنغولا، في إنجاز المرحلة الأولى من المشروع، لكن لا يزال الغموض يلف المرحلة الثانية منه.
وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إبراهيم كوناتي، إن تطورات مشروع ممر لوبيتو "تُنذر باحتدام التنافس بين الصين وروسيا والولايات المتحدة".
وأضاف: "شئنا أم أبينا تبقى الصين المستثمر الأول في قطاع التعدين في أفريقيا، وقد استفادت بشكل كبير في السنوات الماضية من الثروات الباطنية لهذه القارة وخاصة في الكونغو الديمقراطية التي تستهدفها الولايات المتحدة الآن من خلال مشروع ممر لوبيتو".
وأكد كوناتي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة تسعى أيضا للتصدي إلى روسيا التي تتمدد أمنياً ورأينا توسعها مؤخرا نحو غينيا الاستوائية وهي بلد مهم في خريطة النفوذ التقليدية الغربية، وبالتالي أعتقد أن ممر لوبيتو إذا نجح بالشكل الذي تريده واشنطن فقد يزعج الصين وروسيا معاً".
ورجح أن "يدعم الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب المشروع، لأن الجميع يدرك هوسه بالتنقيب عن المعادن بأي ثمن، وأيضاً حملته ضد الصين وقد كان من أول الرؤساء الأمريكيين الذين يشنون عقوبات قوية ضدها وبالتالي أعتقد أن فرص إنجاح المشروع قوية للغاية" وفق تقديره.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، ناصر سيدو، إنه "بالرغم من الهالة الإعلامية التي ترافق إنجاز المشروع إلا أنه يواجه غموضًا خاصة في ظل غياب التمويل الكافي له، إذ لم تحدد بعد الجهة التي ستمول المرحلة الثانية من استكماله وحتى بايدن أحجم عن الإعلان عن ذلك خلال قمته مع الأفارقة في لوبيتو".
وأضاف في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة تواجه انتكاسات عديدة في أفريقيا بدءا من خسارة القاعدة العسكرية في أغاديز بالنيجر وصولاً إلى طرد قواتها من تشاد، لذلك لا تبدو الطريق معبدة أمامها للهيمنة في أفريقيا كما كان سائداً في السابق" بحسب تعبيره.