قال مصدران سياسيان مقربان من المجلس العسكري في النيجر لـ"إرم نيوز"، إن بلادهما تجري مباحثات مع مالي وبوركينافاسو من أجل التخلي عن اعتماد الفرنك الإفريقي في إطار مبادرة أشمل تهدف إلى تشكيل اتحاد اقتصادي متكامل في الساحل الإفريقي.
وسعر صرف الفرنك الإفريقي ثابت أمام الفرنك الفرنسي، وبعد استقلالها عنها أجبرت باريس 12 دولة إفريقية على استخدام الفرنك وإيداع احتياطات منه في مصرفها المركزي.
وتحت ضغط احتجاجات شعبية في تلك الدول خفضت فرنسا تلك الاحتياطات إلى النصف عام 2005، وبحسب المصدرين اللذين تحدثا لـ''إرم نيوز" شريطة عدم ذكر اسمهما، فإن "الاحتياطات التي لا تزال تحتفظ بها فرنسا من هذه الدول يبلغ حوالي 11 مليار يورو لباريس حرية التصرف فيها".
الوزير النيجري السابق والمحلل محمد الحاج عثمان، قال لـ"إرم نيوز"، إن "هذا التوجه كان منتظرًا لأن دولنا الثلاث تريد قطع أي روابط مع فرنسا والفرنك الإفريقي يعد أحد أبرز هذه الروابط، وأعتقد أنها ستنجح في التخلي عن هذه العملة".
في حال نجحت دولنا في التخلي عن الفرنك فإن ذلك سيعد ضربة قاسية لفرنسامحمد الحاج عثمان
وأكد أنه "في حال نجحت دولنا في التخلي عن الفرنك فإن ذلك سيعد ضربة قاسية لفرنسا؛ ذلك أن هذه العملة تستخدم في 14 دولة إفريقية منذ ستينات القرن الماضي، وفرنسا تقول إنها لا تفرض بالقوة الالتزام بهذه العملة؛ لذلك عليها أن تدع دولنا وشأنها تقرر مصيرها".
وقال المحلل السياسي التونسي المتخصص في الشأن الدولي نزار مقني، إن "الفرنك الإفريقي هو الذي جعل هيمنة فرنسا على غرب إفريقيا قوية وجعلتها تضم هذه المنطقة إلى مجالها الحيوي".
إذا أرادت هذه الدول الخروج من الهيمنة الفرنسية فإنها ترى أن عليها أن تضع حدًّا لاعتماد الفرنك الإفريقي كعملة رسمية.نزار مقني
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "هذه الدول إذا أرادت الخروج من الهيمنة الفرنسية فإنها ترى أن عليها أن تضع حدًّا لاعتماد الفرنك الإفريقي كعملة رسمية؛ لأنه مرتبط بالفرنك الفرنسي في السابق، والآن مرتبط بالمصرف المركزي الفرنسي".
وأكد مقني أن "اقتصاد هذه الدول مرهون بقيمة اليورو، وفي مرحلة سابقة كان مرهوناً بقيمة الفرنك الفرنسي، بمعنى أوضح عندما يتراجع الفرنك الفرنسي تنهار الاقتصادات الإفريقية".
بينما يرى المحلل السياسي الفرنسي أليكس بينييه أن "هذا أمر لا يخلو من الدعاية السوداء التي تقوم بها روسيا وأذرعها من المجالس العسكرية الانقلابية، هذه الدعاية تقوم على أن فرنسا أرغمت هذه الدول على اعتماد الفرنك لكن هذا غير صحيح".
ويقول لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الدول كذلك مستفيدة وهي تقوم بتصدير عدة مواد أساسية إلى فرنسا، لا ينبغي تجاهل ذلك، ناهيك على ميزة أن الفرنك الإفريقي يستمد قوته من اليورو الذي لا يزال يمثل معادلة صعبة على الصعيد المالي والتجاري العالمي، البعض يروج لمغالطات حول الفرنك الإفريقي".