logo
العالم

الصراع بين كونفدرالية الساحل الأفريقي وأوكرانيا يأخذ بُعدًا دوليًا جديدًا

الصراع بين كونفدرالية الساحل الأفريقي وأوكرانيا يأخذ بُعدًا دوليًا جديدًا
عناصر فاغنر في ماليالمصدر: أرشيف - ا ف ب
21 أغسطس 2024، 4:26 م

اتخذت التوترات الدبلوماسية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى، بُعدًا دوليًا جديدًا.

كانت حكومات الساحل الأفريقي الثلاث قد ندَّدت بشدة بدعم أوكرانيا المزعوم للإرهاب في المنطقة في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وطالب وزراء خارجية دول الساحل الثلاث - كاراموكو جان ماري تراوري من بوركينا فاسو، وعبدولاي ديوب من مالي، وبكاري سانجاري من النيجر - المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لمنع المزيد من التدخلات التي تهدد استقرار المنطقة وفق بيان نشر عبر موقع تجمع الساحل عبر منصة "إكس" اليوم الأربعاء.

وتبدأ الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتحذير "إن الوزراء المسؤولين عن الشؤون الخارجية في بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، يدينون بشدة الدعم العلني والمفترض من جانب حكومة جمهورية أوكرانيا للإرهاب الدولي، خاصة في منطقة الساحل".

هذا الدعم، بحسب المعنيين، ليس فقط غير مقبول، بل يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين.

وعبّر وزراء منطقة الساحل عن تفاجئهم من التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف.

ووفقهم، اعترف يوسوف بتورط أوكرانيا في هجوم وقع، أيام 24 و25 و26 يوليو 2024، واستهدف القوات المسلحة المالية، متسببًا بمقتل عدة جنود في تينزاواتين.

وقال الأزواد المتمردون إنهم قتلوا ما لا يقل عن 84 من مرتزقة فاغنر، و47 جنديًا ماليًا على مدى أيام من المعارك العنيفة، وهو ما قد يكون أقسى هزيمة تلحق بمجموعة "فاغنر" منذ تدخلها، قبل عامين، لمساعدة المجلس العسكري بمالي في محاربة الجماعات المتمردة.

وأضاف المسؤول الاستخباراتي الأوكراني أن بلاده قدمت إلى المتمردين "كل المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها، وليس المعلومات فقط التي سمحت لهم بإجراء عملية عسكرية ناجحة ضد مرتكبي جرائم الحرب الروس".

وذهب أبعد من ذلك، حين قال في تصريحات: "سترون المزيد من هذا في المستقبل".

أما السفير الأوكراني لدى السنغال يوري بيفوفاروف، فقد نشر مقطع فيديو ذكر فيه أن كييف "لعبت دورًا" في المعركة التي هُزمت فيها قوات الجيش المالي و"فاغنر"، ودعمت المتمردين الماليين لدعمها.

أخبار ذات علاقة

بعد الهجوم على "فاغنر".. موسكو تتهم كييف بفتح "جبهة ثانية" في أفريقيا

 

وتسببت التصريحات في استدعاء السفير الأوكراني من طرف السلطات السنغالية للاحتجاج على تصريحاته، كما أوفدت السلطات السنغالية وزيرها الأول عثمان سونكو إلى العاصمة المالية باماكو ليؤكد أمام الصحافيين أن "السنغال لن تسمح بأن تكون أراضيها معبرًا للمساس بأمن دولة جارة مثل مالي".

وأكد الوزراء الثلاث أن تصرفات كييف "تشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولهم وسلامتها الإقليمية". وأشاروا إلى أن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا مباشرًا لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي من المفترض أن تحترمها أوكرانيا.

وفي مواجهة هذا الوضع، تدعو حكومات بوركينا فاسو ومالي والنيجر، مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لمنع تكرار مثل هذه الأعمال التخريبية.  

وتسعى أوكرانيا من خلال منطقة الساحل إلى منافسة النفوذ الروسي إثر انهيار النفوذ الفرنسي والأمريكي في منطقة ظلت، لأكثر من قرن، حديقة خلفية للمنظومة الغربية.

والصراع بين كييف وموسكو يعد امتدادًا للحرب الشرسة التي تشنها روسيا، منذ فبراير 2022، على أوكرانيا، ما دفع الأخيرة لمحاولة فتح جبهة جديدة لهذا الصراع في الصحراء الأفريقية الكبرى.

 

أخبار ذات علاقة

بعد خسائر "فادحة".. روسيا تعلن وقوفها بـ"ثبات" إلى جانب مالي وفاغنر

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC