رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا

logo
العالم

من غزو جريء إلى انسحاب فوضوي.. هكذا انقلبت "المعادلة الأوكرانية" في كورسك

من غزو جريء إلى انسحاب فوضوي.. هكذا انقلبت "المعادلة الأوكرانية" في كورسك
آثار القتال في منطقة كورسك المصدر: رويترز
17 مارس 2025، 10:33 ص

كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" خيوط هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك، موضحًا كيف انسحبت القوات الأوكرانية تقريبًا بالكامل من المنطقة بعد هجوم مفاجئ أذهل الكرملين بسرعته وجرأته، الصيف الماضي.

ففي ذروة الهجوم، تمكنت أوكرانيا من السيطرة على نحو 500 ميل مربع من الأراضي الروسية، ولكن بحلول الوقت الحالي، لم تعد تسيطر إلا على جزء صغير يمتد على طول الحدود الروسية.

وأفاد التقرير بأن الجنود الأوكرانيين على الجبهة قد وصفوا تفاصيل انسحابهم، مشيرين إلى أنه كان منظمًا في بعض الأماكن، بينما كان فوضويًّا في أماكن أخرى. ففي لحظة حاسمة، اقتحمت القوات الروسية صفوفهم وأجبرتهم على التراجع إلى شريط ضيق على الحدود.

وفي إحدى الحالات، قال قائد أحد الفصائل الأوكرانية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلا باسم "بورودا"، وفقًا للبروتوكول العسكري، إن قواته كانت محاصرة من جميع الاتجاهات، ما دفعهم للانسحاب. 

وأضاف أن وحدته استغرقت يومين لعبور مسافة تزيد عن 12 ميلًا سيرًا على الأقدام، من مواقعها بالقرب من قرية كازاشيا لوكنيا الروسية إلى الحدود الأوكرانية، وعند وصولهم إلى الحدود، كانت القوات الروسية قد احتلت مواقعهم التي انسحبوا منها.

وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن القوات الأوكرانية كانت قد سيطرت في ذروة الهجوم على نحو 500 ميل مربع من الأراضي الروسية، لكنها الآن، وبحسب المحلل العسكري باسي باروينن من مجموعة "بلاك بيرد" الفنلندية، لا تسيطر إلا على 30 ميلًا مربعًا فقط على طول الحدود الروسية الأوكرانية.

ورغم صعوبة التحقق المستقل من مساحة الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في كورسك، فإن الجنود الأوكرانيين أفادوا باستمرار المعارك العنيفة على الحدود.

وأضاف الجنود أن القتال في تلك المنطقة لم يعد يهدف إلى السيطرة على الأراضي الروسية، بل إلى محاولة منع القوات الروسية من التقدم إلى منطقة سومي الأوكرانية، حيث يسعى الجيش الأوكراني لفتح جبهة جديدة في الحرب.

كما أشاروا إلى محاولاتهم لإقامة مواقع دفاعية قوية على طول خطوط التلال الواقعة على الجانب الروسي من الحدود.

وتابع التقرير مشيرًا إلى أن تحوّل مصير أوكرانيا في كورسك لم يكن نتيجة لسبب واحد فقط، إذ قامت القوات الروسية بقصف خطوط الإمداد الأوكرانية، وبدأت في قطع طرق الهروب.

كما أن القوات الكورية الشمالية التي أُرسلت لدعم موسكو، والتي واجهت صعوبات في البداية، قد حسّنت قدراتها القتالية. في وقت حساس من المعركة، تم تعليق الدعم الأمريكي، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، مما أثر على مجريات الهجوم الأوكراني.

أخبار ذات علاقة

روسيا تعلن استعادة السيطرة على قريتين في كورسك

 ورغم إرسال أوكرانيا لبعض من أكثر ألويتها خبرة إلى جبهة كورسك، إلا أن الهجمات الروسية المستمرة على مدى أشهر، بجانب مشاركة آلاف الجنود الكوريين الشماليين، كانت قد تسببت في خسائر متزايدة.

وبعد انسحاب القوات الكورية الشمالية من ساحة المعركة في يناير/كانون الثاني 2025 لإعادة تنظيم صفوفها، عادت مجددًا في أوائل فبراير/شباط، وأفاد الجنود الأوكرانيون بأن مهاراتهم القتالية قد تحسنت بشكل ملحوظ.

وأوضح التقرير أن بعض المحللين اعتبروا عملية كورسك مقامرة غير ضرورية، إذ إنها أثقلت كاهل القوات الأوكرانية وأدت إلى خسائر فادحة في وقت كانت فيه أصلاً تكافح للدفاع عن جبهة قتال ممتدة على أراضيها.

لكن مع ذلك، فإن العملية منحت أوكرانيا دفعة معنوية كانت في أمسّ الحاجة إليها، إذ سعت من خلالها لإظهار قدرتها على نقل الحرب إلى الأراضي الروسية، على أمل أن تشكل الأراضي التي احتلتها ورقة ضغط في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار. 

وفي الوقت الذي نجحت فيه كييف في عرقلة تقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا، يأتي التحول في كورسك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى التوصل إلى هدنة سريعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات