تشكل الانتكاسة التي تعرضت لها مجموعة فاغنر الروسية خلال معاركها جنبًا إلى جنب مع الجيش المالي ضد الانفصاليين الطوارق، مدعاة للتساؤل عن تداعيات ذلك على صورة وقدرة المجموعة على إسناد الجيوش الأفريقية المحلية.
وقُتل العشرات من فاغنر في هجمات منفصلة شنتها تنسيقية أزواد الانفصالية وتنظيم القاعدة، وهو أمر لم تنفه المجموعة الروسية، بحسب بيانات مقتضبة نشرتها عبر تطبيق "تيليغرام".
وقال الخبير العسكري عمرو ديالو، إن "الانتكاسة تمثل ضربة معنوية قوية لفاغنر التي كانت ترى أن الأمور ستكون سهلة في مواجهة الانفصاليين والجماعات المتشددة، لكن أصبح واضحًا أن هذه الجماعات متمرسة خاصة أنها خاضت معارك ضد واحد من أقوى الجيوش في السابق وهو الجيش الفرنسي".
وأضاف ديالو لـ "إرم نيوز"، أن "الجيش المالي ميدانيًا يحاول مع جيش بوركينافاسو استهداف القوات المتمردة بالطائرات المسيرة كرد على الخسائر التي تكبدها إلى جانب فاغنر ولم يتم الإعلان حول ما إذا كانت فاغنر تشارك في هذه العمليات وهو ما يعكس الوضع الهش الذي باتت عليه الجماعة".
ورأى أن "مهمة مساعدة الجيوش المحلية في إفريقيا من قبل فاغنر ليست بالسهلة، وأعتقد أن فاغنر ستراجع حساباتها وقد يتم التخلي عنها ليس فقط من قبل حلفائها الأفارقة بل من قبل الحكومة الروسية نفسها التي ترى أن الجماعة ضعفت والتعويل على الفيلق الأفريقي - الروسي".
"سابق لأوانه"
بدوره، عدّ المحلل السياسي قاسم كايتا، أنه "لا يمكن الجزم بأن قدرة فاغنر على القتال وشن هجمات قاسية أصبح مشكوكًا فيها، لكن الأمور تتغير بحسب طبيعة التضاريس والجهة المهاجمة".
ويعتقد كايتا، أن "الجزم بضعف وهشاشة مقاتلي فاغنر أمر سابق لأوانه".
وأوضح لـ "إرم نيوز"، أن "ما يهم الآن هو قدرة الجيش المالي على استعادة مواقعه ومدى قدرة فاغنر على تقديم الدعم اللازم خلال العمليات الجارية الآن".
وأضاف أن "الجيش المالي انتشى منذ فترة باستعادة كيدال لكنه في نهاية الأسبوع خسر مناطق مهمة وحدودية ما يعني أن الضربة كانت موجعة لذلك ردة الفعل في اعتقادي ستكون في حجم الانتكاسة".
ولفت كايتا، إلى أن "الأمور تغيرت في الساحل الأفريقي، فجماعات متمردة وانفصالية وحتى متشددة أصبحت تملك أسلحة متطورة، لذلك فالمواجهة ليست سهلة بالمرة كما يعتقد كثيرون".
