اعتبر خبراء سياسيون أن الحرب الباردة بين بريطانيا وروسيا بدأت مُبكرًا، بعد اعتراض طائرة حربية روسية لـ 3 طائرات بريطانية كانت تحلق في المجال الجوي الروسي.
وكشفت وزارة الدفاع البريطانية، أن روسيا نقلت 10 سفن تابعة لأسطولها بالبحر الأسود من قاعدة نوفوروسيسك البحرية، بعد حادثة الاعتراض.
وتأتي التطورات الجديدة، بينما يُحاول حلف شمال الأطلسي "الناتو" الخروج من أزمة تسليح أعضائه، وتزايد المخاوف المحفوفة بالتهديدات المُباشرة من روسيا بالهجوم على القارة الأوروبية، في ظل التوتر بين موسكو و"الناتو" على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ووسط تصاعد التوترات الدولية، طالب الجنرال رولي ووكر، رئيس الأركان العامة للجيش البريطاني، الدول الغربية بضرورة الاستعداد للتهديدات خلال 3 سنوات، مشيرًا في تقييمه إلى التهديدات الروسية الصينية، وأيضا التطورات النووية الإيرانية.
ويرى، المحلل السياسي طالب العواد، أن الحرب الباردة بين بريطانيا وموسكو بدأت مُبكرًا، وذلك في الموافقة البريطانية على استخدام كييف للصواريخ البريطانية لمهاجمة الأراضي الروسية.
وهددت الخارجية الروسية السفير البريطاني بأن الرد الروسي قد يكون باستهداف منشآت ومعدات عسكرية بريطانية على أراضي أوكرانيا وخارجها، وفقًا للمحلل السياسي البريطاني.
ويُشير إلى أن الجيش البريطاني الآن في حالة تأهب داخل المملكة المتحدة تحسبًا لهجوم روسي محتمل، بسبب سعيها للانتقام لمساعدة كييف، بالإضافة إلى مُشاركة بريطانيا في محاولة عزل موسكو سياسيا واقتصاديا عن الدول الأوروبية، من خلال إقرار العقوبات ضدها.
ويضيف العواد، أن هناك مخاوف بريطانية من المناورات الروسية بالأسلحة النووية في كل من موسكو أو لينينغراد وهما القريبتان من منطقة الشرق الأوسط، والتي تضم العديد من القواعد العسكرية البريطانية.
ويُبين أن هذه المناورة تعني الاستعداد لتوجيه ضربات للدول الغربية أعضاء الحلف حال محاولتهم الدخول في الصراع بأوكرانيا، وتحديدًا في منطقة أوديسا.
وتؤكد الباحثة في الشأن الروسي الدكتورة علا شحود، أن التوترات الأمنية على الساحة العالمية خاصةً بين روسيا والمملكة المتحدة ازدادت حدتها مع اندلاع الحرب بأوكرانيا.
وتضيف أن بريطانيا قد تكون أولى الأهداف الروسية في ظل تنامي النفوذ والتقارب الروسي الإيراني الكوري الشمالي في القارة العجوز، وهو ما دفع دول الناتو، وعلى رأسها بريطانيا، إلى اتخاذ تعزيز قدراتها العسكرية، وذلك استعدادا لحرب محتملة مع موسكو.
وتبين شحود أن بريطانيا الآن تسعى لتطبيق خطة مستقبلية تستهدف تعزيز قوتها العسكرية ضد رباعي قاتل كما وصفه جورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف "الناتو" ورئيس لجنة مراجعة القوات المسلحة البريطانية، هو ما أكده أيضا تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتسليح دولة ثالثة معادية للغرب، ردًا على السماح باستخدام الأسلحة البريطانية في الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية.
ونوهت إلى "أن الحرب المحتملة بين روسيا وبريطانيا أو مع الدول الغربية غير محسومة؛ بسبب مخاوف الدول أعضاء الناتو من وصول دونالد ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض، وتنفيذ تهديداته بعدم دفاع الولايات المتحدة الأمريكية عن حلفائها الغربيين الذين يتخلفون عن سداد التزاماتهم المالية لحلف الناتو".