logo
العالم

بعد انسحابها من النيجر.. ماذا بقي لواشنطن في الساحل الأفريقي؟

بعد انسحابها من النيجر.. ماذا بقي لواشنطن في الساحل الأفريقي؟
ضباط من جيش النيجر أمام قاعدة عسكرية فرنسيةالمصدر: رويترز
08 أغسطس 2024، 3:48 م

تستعد الولايات المتحدة الأمريكية، لإتمام انسحابها من النيجر في خطوة تفتح الباب أمام التساؤلات بشأن مستقبل الوُجود الأمريكي في منطقة الساحل الأفريقي في ظل تنامي مشاعر المعاداة تجاه القوى الغربية مثل واشنطن وباريس وبرلين.

وأقيمت في مدينة أغاديز النيجرية مراسم توديع للقوات الأمريكية في القاعدة الجوية 201 التي كلفت عملية بنائها الولايات المتحدة أكثر من 100 مليون دولار وهي قاعدة كانت تتم فيها عمليات مراقبة الجهاديين والمسلحين.

وكانت الولايات المتحدة تراقب المسلحين من خلال جمع معلومات باستخدام الطائرات المسيرة التي أثبتت فعاليتها بالفعل منذ سنوات.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية عمرو ديالو على هذه التطورات بالقول إن "مصير القوات الأمريكية في منطقة الساحل الأفريقي يكتنفه الغموض، فنحن نجد عناصر في دول مثل تشاد لا تزال تحتفظ بتواجدها، لكن الأمر لا ينسحب على بقية الدول التي لفظت القوات الغربية بشكل عام".

وأوضح ديالو لـ "إرم نيوز" أن "الولايات المتحدة الأمريكية كانت حذرة للغاية في تعاطيها مع الانقلابات العسكرية في مسعى إلى تفادي ما حدث لفرنسا، لكن هذه المقاربة لم تمكنها من النجاة من مصير باريس، لأن الغضب الشعبي كان مسلطا على كافة القوى الغربية ناهيك عن صعود أنظمة ترفع شعارات السيادة الوطنية وغير ذلك".

وقال: "من الواضح أنه لن يكون هناك مستقبل للقوات الغربية في المنطقة خاصة أن الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة لا تزال تكابر برفض الاعتراف بأخطائها السابقة ما يفسح المجال أمام روسيا لتوغل أوسع".

وبين بأنه في المقابل ستواجه روسيا مطبات عدة أهمها إعادة التموضع في القواعد التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وبالتالي تحقيق مكاسب تجعل شعوب المنطقة راضية عن التدخل الروسي.

وكانت النيجر تعتبر آخر شريك ديمقراطي للغرب في القتال ضد التشدد الإسلامي في منطقة الساحل، إلى أن شهدت انقلابا عسكريا في تموز/يوليو 2023.

وقال المحلل السياسي النيجري محمد مليك إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من النيجر سيمكن روسيا من ترسيخ تحالفها مع البلاد في إعادة للسيناريو الذي حدث مع كل من مالي وبوركينافاسو.

أخبار ذات علاقة

النيجر "تدير ظهرها" لأول عملية مشتركة بين مالي وبوركينافاسو

 وأضاف مليك لـ "إرم نيوز" أن "واشنطن عليها ضبط إستراتيجية جديدة والقيام بمراجعات جذرية لسياساتها من خلال التركيز على الأبعاد الاقتصادية والتنموية التي تقدم لشعوب المنطقة عوضا عن دعم الأنظمة الفاسدة والمستبدة".

واستنتج المحلل السياسي النيجري أن "الطريقة الوحيدة القادرة على استعادة الغرب مواقعه في منطقة غرب أفريقيا هي المراجعات؛ لأن السياسات الغربية السابقة لم تكن موجهة لضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة، بل العكس كانت قائمة على استغلال الثروات ونهب مقدرات هذه الشعوب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC