الخارجية الإيرانية: بدء المباحثات "غير المباشرة" بين إيران والولايات المتحدة في مسقط
بينما يودع الناخب الأمريكي بطاقة الاقتراع في صندوق الانتخابات الرئاسية، سيكون لديه دوافع عدة حول اختيار هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة، معظمها بالتأكيد اقتصادي، وفق خبراء.
ويمثل الاقتصاد وأثره على الحياة اليومية، عاملا مهما في توجيه الناخب الأمريكي، الذي يذهب إلى صناديق الاقتراع في الخامس من نوفمبر المقبل.
وتسعى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، إلى استمالة الناخبين عبر طرح برامجهما الاقتصادية، والتشكيك بقدرة الآخر على تحسين المستوى المعيشي للأمريكيين.
من البقشيش إلى أسعار الفائدة
ووصل التنافس على تقديم وعود اقتصادية من قبل هاريس وترامب، حد تعهد كل منهما بإلغاء الضريبة المفروضة على الإكراميات (البقشيش) التي يتلقاها العاملون في قطاع الخدمات.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش، إن "الاقتصاد يأتي في المرتبة الأولى من بين الاعتبارات التي تتحكم في اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة".
وأضاف عايش لـ"إرم نيوز" أن "الحملتين الانتخابيتين لهاريس وبايدن، وصلتا إلى تفاصيل دقيقة تتعلق بالحياة اليومية للأمريكيين، ليشمل الأمر ضريبة البقشيش وأسعار السلع".
ولفت إلى أن "الاستهلاك هو الذي يهيمن على تحركات الناخب الأمريكي، وما يهمه زيادة موارده المالية التي يحصل عليها، وبالمقابل تخفيض الكلف على السلع التي يشتريها".
ومن أهم المحددات الاقتصادية المتحكمة في التواجهات الانتخابية في أمريكا، أسعار الفائدة والتضخم والعقارات وأيضا سعر البنزين، بحسب عايش.
ومن وجهة نظر عايش، فإنه على الرغم من تعادل الكفة نسبيا من المنظور الاقتصادي بين هاريس وترامب، إلّا أنها تميل بشكل طفيف لصالح المرشحة الديمقراطية على حساب منافسها الجمهوري، نظرا للبرنامج الضريبي لكل منهما.
ويستند البرنامج الضريبي لهاريس، على فرض ضرائب على الشركات الكبرى، وتخفيضها على الطبقتين المتوسطة والفقيرة، فيما يسعى ترامب إلى العكس تماما، عبر تخفيض الضرائب المفروضة على الشركات.
ورأى عايش، أن السياستين الضريبيتين المتناقضتين، تحددان الاصطفافات الانتخابية، فبينما تؤيد الطبقتان المتوسطة والفقيرة هاريس، يدعم أصحاب الشركات ترامب ويمولون حملته.
ولفت إلى أن "هاتين الطبقتين من الناحية العددية أكبر، لكن الشركات تتفوق باتساع التأثير والنفوذ".
وعلى الرغم من أن انخفاض الفائدة والتضخم في الوقت الحالي، اعتباران يصبان في مصلحة هاريس، فإن النمو المفاجئ في حجم الوظائف في الولايات المتحدة، قد يكون من مصلحة ترامب، لتأثير الأمر على مستقبل التضخم ومستوى الفائدة أيضا.
لكن الخبير الاقتصادي والنفطي عامر الشوبكي، يرى أن الحظوظ الانتخابية لترامب أعلى حتى الآن، نتيجة إرثه الاقتصادي الذي يتفوق على ما قدمه الديمقراطيون خلال عهد الرئيس جو بايدن.
وقال الشوبكي لـ"إرم نيوز" إن "ترامب قدّم أداء اقتصاديا جيدا خلال فترته الرئاسة السابقة، وهذا الأمر ما زال راسخا في ذاكرة الناخب الأمريكي".
وعلى العكس، فإن "الغالبية العظمى من الأمريكيين عانت خلال فترة بايدن من أوضاع اقتصادية غير طبيعية، تمثلت في ارتفاع الفائدة ونمو التضخم، إضافة إلى مشاكل اقتصادية غير معهودة مثل ارتفاع أسعار السلع"، بحسب الشوبكي.
وأضاف أن "توجه ترامب نحو خفض الفائدة، اعتبار قد يخدمه أيضا"، خلال السباق نحو البيت الأبيض.
وحتى الآن، تخدم أسعار البنزين في الولايات المتحدة، حظوظ هاريس في الفوز بالانتخابات الرئاسية، إلّا أن الأمر قد يخضع للتغيير قريبا، بحسب الشوبكي.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن أي تصعيد في الشرق الأوسط قد يؤثر على إمدادات النفط ومن ثم ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
وأضاف أن الارتفاع المحتمل للبنزين يؤدي إلى ارتفاع أسعار معظم السلع، ما ينعكس أيضا على التضخم، ويؤثر بالضرورة على سعر الفائدة.
ويراوح سعر الغالون الواحد للبنزين في محيط 3 دولارات، بحسب الشوبكي، الذي يشير إلى أن ارتفاع الغالون فوق 4 دولارات في الولايات المتحدة "قد يطيح بهاريس" ويؤدي إلى فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.