الخارجية الأمريكية: المناورات الصينية في مضيق تايوان تعرض أمن المنطقة للخطر

logo
العالم

قوات أوروبية في كييف.. هل يلجأ الناتو لتجميد الصراع الأوكراني؟‎

قوات أوروبية في كييف.. هل يلجأ الناتو لتجميد الصراع الأوكراني؟‎
أمين عام الناتو مارك روته (يسار) والرئيس الأوكراني زيلينسكيالمصدر: رويترز
06 ديسمبر 2024، 7:18 ص

مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثالث، لا يزال المشهد مُعقدا في خضم التطورات والتحركات الغربية المُتلاحقة لوقف عجلة التقدم الروسي داخل الأراضي الأوكرانية، رغم تزايد الدعم الأوروبي لكييف بشكل غير مسبوق والسماح الأمريكي والبريطاني باستخدام الأسلحة والصواريخ لضرب العمق الروسي.

وفي تطور مُفاجئ، يسعى حلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى تجميد الصراع الأوكراني - مؤقتًا - تمهيدًا لمنح القوات الأوكرانية مُهلة لبناء قواها العسكرية مُجددًا، من خلال نشر ما يُسمى بوحدة «حفظ السلام» داخل الأراضي الأوكرانية وعلى الحدود الروسية خلال الفترة المقبلة.

وأفاد جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، أن «الناتو» لديه نية لنشر وحدات «حفظ السلام» في أوكرانيا، مكونة من نحو 100 ألف فرد من قوات الدول الغربية لإعادة القدرة القتالية للبلاد، وهو ما وصفته موسكو «احتلالًا فعليًا» للدولة الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

لحشد الدعم ضد روسيا.. وفد أوكراني رفيع يلتقي فريق ترامب

 

وتعليقًا على ذلك، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن نية حلف شمال الأطلسي بنشر ما يسمى بوحدات «حفظ السلام» لا يمكن تحقيقه إلا بموافقة أطراف الصراع.

في السياق ذاته، قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إنها لا تستبعد إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا لضمان الالتزام بالوقف المحتمل لإطلاق النار، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة Die Welt الألمانية.

وفي الوقت نفسه، أكملت فرنسا تدريب لواء أوكراني ضم 4500 جندي، تم تشكيله حديثًا في إطار قوة المهام «شمبانيا» والتي سميت باسم لواء «آن كييف»، وخضع اللواء لتدريبات لمدة شهرين في تكتيكات ساحة المعركة والتنسيق واستخدام الأسلحة المتقدمة.

وعلى وقع هذه التحركات الأوروبية لعسكرة أوكرانيا، هل يلجأ الناتو إلى تجميد الصراع الأوكراني؟، وما أهدافه من نشر قوات حفظ السلام داخل كييف وعلى الحدود الروسية وتدريب العسكريين الأوكران على فنون القتال واستخدام الأسلحة الغربية؟.

بدايةً، قال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن إمكانية تجميد الصراع الروسي الأوكراني فرضية ممكنة، ولكن حتى الآن لم ينضج الوضع لـ"التجميد"، حيث يجب أولا الضغط على الرئيس الأوكراني زيلينسكي كي لا يستخدام صواريخ بعيدة المدى ويتسهدف الأراضي الروسية مع الانسحاب من مقاطعة كورسك الروسية، إلى جانب الضغط على الطرف الروسي.

 

وأكد بريجع في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» لذلك لا توجد إمكانية لتحقيق تجميد الصراع في عهد الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن، لكن مع قدوم ترامب لسدة الحكم في 20 يناير، يمكن أن نرى تجميدا للصراع من خلال تخفيف الدعم لأوكرانيا وتهديدها بعدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي وإنشاء منطقة عازلة بعمق 1300 كم بالمقاطعات الأربع، كما أن تجميد الصراع الروسي الأوكراني يتطلب نشر  قوات لحفظ السلام بالمنطقة العازلة بين روسيا وأوكرانيا.

وأشار مدير وحدة الدراسات الروسية، إلى أن الفترة الحالية تشهد مزيدا من التصعيد بين الطرفين الروسي والأوكراني، وأن هناك اعتقادا لدى الأوكرانيين أنه في حالة السيطرة على مزيد من المناطق الروسية وإظهار قوتهم العسكرية، فإن ذلك قد يغير موقف صناع القرار السياسي والعسكري في الولايات المتحدة الأمريكية بالاستمرار في دعم أوكرانيا.

وتابع: «أن الدعم الذي قُدم لأوكرانيا حتى الآن لم يعطِ أي نتيجة للتقدم على الروس، بل على العكس رأينا كيف أظهرت روسيا قوتها العسكرية من خلال إطلاق صاروخ أورشنيك الباليستي، والذي قد يغير موازين القوة في أرض المعركة أو قد يجبر الطرف الأوكراني على إعادة التفكير، فالآن إذا أرادت أوكرانيا استهداف الأراضي الروسية فسوف ترد روسيا بقوة لضرب مراكز صنع القرار في كييف».

من ناحيته، قال رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن هناك إمكانية للجوء الناتو لتجميد الصراع في أوكرانيا من خلال نشر قوات حفظ سلام في منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانيا، التي ستعمل على الحفاظ على التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.

وأشار الأستاذ الزائر في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» إلى أن تجميد الصراع من عدمه مرهون بقرار سياسي من جانب روسيا وكذلك رعاة أوكرانيا من الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لاسيما بعد تنصيب ترامب في يناير المقبل.

أخبار ذات علاقة

بدء العمل بمعاهدة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية

 

وأكد رامي القليوبي، أن الأيام الأولى لتولي دونالد ترامب زمام الأمور في البيت الأبيض قد تشهد ملامح هذا الاتفاق لتجميد الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

بينما اعتبر تيمور دويدار، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن نشر قوات من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا يعني دخول الحلف في الحراك العسكري ضد روسيا الاتحادية، وهذا مستبعد لأنه سيؤدي إلى تبادل التصعيد ومن ثم الضربات النووية.

وقال دويدار في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» إن قدرة حلف الناتو بالأسلحة التقليدية تتفوق على قدرة روسيا العسكرية بذات الأسلحة، ومن ثم قد تلجأ روسيا للأسلحة النووية.

واستبعد دويدار احتمالية دخول الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا، مؤكدا بدوره فرضية تجميد الصراع، بفرض سياسة الأمر الواقع.

 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات