نتنياهو: نريد ضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة وتطبيق خطة ترامب للهجرة
أكدت صحيفة "الغارديان" أن رئاسة دونالد ترامب الثانية، وفي غضون أسابيع قليلة فقط، ألغت 8 عقود من الاستقرار في التحالف عبر الأطلسي "الناتو"، ما دفع قادة الاتحاد الأوروبي إلى الاجتماع في لندن، رغم خروج بريطانيا من الاتحاد، لمناقشة مستقبل الأمن الأوروبي في ظل تغير موازين القوى.
وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي يجد نفسه عالقًا بين أوروبا والولايات المتحدة، يمثل حليفًا موثوقًا لأوروبا أم أنه يبتعد عن مصالحها.
وأشارت إلى أن ستارمر، الذي التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، سعى إلى تقديم تنازلات تعزز علاقته بواشنطن، إلا أن نتائج هذا اللقاء لم تكن مطمئنة لجميع الأطراف.
وبينما التزم ستارمر بزيادة الإنفاق الدفاعي البريطاني، بقيت بعض القضايا الأساسية، مثل الضمانات الأمنية لأوكرانيا، دون حسم، ما أثار القلق في الأوساط السياسية البريطانية والأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن الانقسامات بدأت تظهر فور مغادرة ستارمر للبيت الأبيض، إذ شهدت الساعات اللاحقة خلافًا حادًا بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما سلط الضوء على هشاشة الإجماع الغربي بشأن أوكرانيا، وزاد من الشكوك حول مدى قدرة ستارمر على تقريب وجهات النظر بين أوروبا والولايات المتحدة.
وأضافت "الغارديان" أن ستارمر، الذي تربطه علاقة جيدة بترامب، يجد نفسه الآن في موقف دقيق، حيث يستضيف في لندن قادة أوروبيين سارعوا إلى إعلان دعمهم لزيلينسكي بعد المواجهة الحادة مع واشنطن.
ووفق الصحيفة، فإن هذا الدعم الأوروبي يعكس مخاوف القارة العجوز من أن تؤدي سياسات ترامب إلى تراجع الالتزامات الأمريكية تجاه أوكرانيا.
وتابعت الصحيفة أن القلق في أوكرانيا لا يقتصر على الموقف السياسي، بل يمتد إلى الجانب العسكري والتكنولوجي، حيث يسعى المهندسون الأوكرانيون لإيجاد بديل لنظام ستارلينك، المملوك للملياردير إيلون ماسك، أحد مستشاري ترامب.
وأكدت الصحيفة أن فقدان أوكرانيا لهذا النظام قد يؤثر بشكل مباشر على قدرتها في مراقبة ساحة المعركة، ما قد يعرّض القوات الأوكرانية لخسائر استراتيجية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن أي تقليص أمريكي في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف سيجعل من الصعب على القوات الأوكرانية استهداف مواقع العدو، سواء على الجبهات القتالية أم في العمق الروسي، وهو سيناريو قد يؤثر بشكل جذري على مجريات الحرب.
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن غياب الدعم الأمريكي العسكري لا يعني بالضرورة انهيار أوكرانيا على الفور، مشيرة إلى أن كييف تمتلك الآن أكبر جيش في أوروبا قوامه 800 ألف جندي، إلى جانب تفوقها في إنتاج الطائرات المسيرة، التي أصبحت أداة رئيسة في الحرب.
وذكرت الصحيفة أن الدعوات الأوروبية للاستقلال عن الولايات المتحدة، التي كانت هامشية قبل أشهر، بدأت تجد صدى أوسع، حيث تسعى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى تقليل الاعتماد على واشنطن في مجالات الدفاع، وعلى الصين في المواد الخام، وعلى روسيا في الطاقة، وهو توجه قد يتزايد مع استمرار التوترات العالمية.
وأشارت "الغارديان" إلى أن القادة الأوروبيين سيجتمعون هذا الخميس، دون مشاركة ستارمر، لمناقشة قضيتين رئيستين: مدى استعداد أوروبا لدعم أوكرانيا في حال انسحاب الولايات المتحدة من المشهد، وكيفية الحفاظ على قوة حلف الناتو إذا قررت واشنطن تقليص دورها القيادي.
وبحسب الصحيفة، فإن ستارمر يواجه تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين التزام بريطانيا تجاه حلفائها الأوروبيين وعلاقتها الاستراتيجية مع واشنطن، في وقت تتغير فيه التوازنات الدولية بوتيرة غير مسبوقة.