بيان: الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لعدد من المناطق بغزة

logo
العالم

محللون: حادثة كنيسة الإيليونة "استفزازية" وتؤجج التوتر بين باريس وتل أبيب

محللون: حادثة كنيسة الإيليونة "استفزازية" وتؤجج التوتر بين باريس وتل أبيب
خلال اعتقال الشرطة الإسرائيلية شرطيا فرنسياالمصدر: أ ف ب
08 نوفمبر 2024، 4:19 م

رأى محللون سياسيون فرنسيون أن حادثة كنيسة الإيليونة، التي تضمنت اعتقال جنود فرنسيين على يد الشرطة الإسرائيلية في القدس، قد تزيد من التوترات الحالية بين فرنسا وإسرائيل، خاصة في سياق حساسية موضوع القدس والمواقع الدينية التي تملكها فرنسا هناك.

وأبدت فرنسا استياءها الشديد من هذا التصرف، واعتبرت أن اقتحام الموقع الذي يعتبر جزءًا من المواقع الفرنسية في القدس "غير مقبول". 

كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي في باريس للاحتجاج على هذا السلوك الذي وصفته بأنه "انتهاك للسيادة الفرنسية".

توتر متصاعد

وقال دومينيك مويسي، وهو مستشار كبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، المتخصص في السياسة الخارجية الفرنسية ودورها في الشرق الأوسط، إن تصرف الشرطة الإسرائيلية الذي تمّ دون إذن مسبق من فرنسا، يعكس توترًا متصاعدًا في العلاقة بين البلدين.

وأشار في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن ذلك قد يرجع إلى عدم توافق سياستيهما تجاه عدة قضايا في الشرق الأوسط، بما في ذلك موقف فرنسا من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

ووصف مويسي هذه الخطوة الإسرائيلية بأنها "استفزازية" قد تؤثر على الجهود الدبلوماسية المشتركة في المنطقة، لا سيما أن فرنسا تواصل مساعيها للتقارب مع الدول العربية وتدعم حل الدولتين.

رسالة حازمة

من جهته، قال مارك هيفال، الباحث البارز في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، لـ"إرم نيوز"، إن فرنسا ستستغل هذه الحادثة لتوجيه رسالة حازمة إلى إسرائيل بشأن احترام سيادتها على مواقعها الدينية في القدس.

وأضاف أن استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس يُظهر رغبة فرنسا في عدم التهاون مع أي انتهاكات تُعتبر مسيئة لمكانتها في المدينة المقدسة، خاصة أنها من الدول القليلة التي تملك مواقع دينية تاريخية داخل القدس.

أما حول التأثيرات المحتملة لهذه الحادثة، فيتوقع هيفال أن تكون فرنسا أكثر حرصًا في تعاملاتها مع إسرائيل مستقبلًا في ما يتعلق بالسياسات الإقليمية، وربما تتخذ موقفًا أكثر تشددًا في حال استمرار هذه الإجراءات الإسرائيلية.

حادثة حادة

وشهدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، إلى القدس يوم الخميس حادثة دبلوماسية حادة بعد اعتقال الشرطة الإسرائيلية اثنين من ضباط الدرك الفرنسيين.

ودخلت الشرطة الإسرائيلية، دون إذن وبقوة مسلحة، إلى موقع تابع لفرنسا في القدس الشرقية؛ ما دفع الوزير الفرنسي إلى التنديد بالحادث ورفض استكمال زيارته للموقع.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس للتنديد بهذا التصرف الذي وصفته بـ"غير المقبول".

وخلال الواقعة، دخلت الشرطة الإسرائيلية إلى موقع إليونا، وهو موقع حج يقع على جبل الزيتون في القدس الشرقية، التي تعد جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 والتي ضمتها إسرائيل. 

وكان الوزير يعتزم زيارة الموقع، لكنه تراجع عن قراره حين علم بوجود القوات الإسرائيلية في الموقع دون تنسيق مسبق مع السلطات الفرنسية، وقال في تصريح للصحافة: "لن أدخل اليوم لأن القوات الإسرائيلية دخلت بأسلحة دون إذن مسبق من فرنسا، ورفضت مغادرة الموقع".

وأثناء الاحتكاك، ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على ضابطي درك فرنسيين، حيث تم التعامل مع أحدهما بقوة ووضعه على الأرض قبل اقتياده إلى سيارة الشرطة. 

ووفقاً لشاهد عيان، صرخ الضابط الفرنسي قائلاً: "لا تلمسني!". وقد أُطلق سراح الضابطين لاحقاً دون توضيح من جانب الشرطة الإسرائيلية حول سبب دخولها الموقع.

4 مواقع

ويُعتبر موقع إليونا، الذي يقع على مرتفعات جبل الزيتون، جزءاً من 4 مواقع فرنسية رسمية في القدس، من بينها قبر الملوك وبازيليك سانت آن وقيادة عسكرية صليبية قديمة في أبو غوش. ويحتوي الموقع على الدير البينيديكتي، يُعتقد أن السيد المسيح علّم فيه تلاميذه الصلاة.

والدير البينيديكتي هو أحد الأديرة التي تتبع للرهبنة البينديكتية، وهي رهبنة مسيحية أسسها القديس بندكت النيرسي في القرن السادس.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي عن أسفه لهذه الحادثة قائلاً: "هذا الانتهاك لسيادة موقع يخضع لفرنسا يضعف العلاقات التي أتيت لتعزيزها مع إسرائيل، في وقت نحتاج فيه جميعاً إلى دفع المنطقة نحو السلام". 

وأكد أن "سلامة وأمن المواقع الفرنسية الأربعة في القدس يجب أن تحظى بالاحترام الكامل".

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أن الإجراءات الخاصة بالزيارة كانت قد نُسقت مسبقاً مع السفارة الفرنسية في إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تعلق على خلاف مع فرنسا بشأن "كنيسة القدس"

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC