ترامب: المحادثات مع بوتين وزيلينسكي كانت جيدة للغاية
يرى خبراء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لفوز اليمين المتطرف في أوروبا، من خلال دعمه القوي لحزب "البديل من أجل ألمانيا" للفوز بالانتخابات الألمانية المرتقبة بعد أيام، ما يمنحه قوة أكبر في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ويُخرج أوروبا من أزماتها الاقتصادية.
وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن قطاعا واضحا من الناخبين في ألمانيا، يرون في فوز "البديل" بالانتخابات، مصحوبا بدعم الرئيس الأمريكي، بمثابة "طوق نجاة"، للخروج من أوضاع متعلقة بالانعكاسات السلبية الناتجة عن الحرب الأوكرانية، لاسيما على المستوى الاقتصادي.
وأوضحوا أن وصول "البديل" إلى الحكم في ألمانيا سيغير توازنات سياسية في القارة العجوز، وسيعطي نوعا من الدفع للتيارات اليمينية في الدول الأوروبية الأخرى إلى الحكم، عبر استحقاقات قادمة.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، التقى مؤخرا في ميونيخ زعيمة "حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، والمرشحة لمنصب المستشارة الألمانية في الانتخابات المقبلة، أليس فايدل، وحث فانس الأحزاب السياسية الرئيسة في ألمانيا على التخلي عن رفضها للتعاون مع اليمين المتطرف، وذلك بعد أن أعلنت تلك الأحزاب أنها لن تتعامل مع "البديل" قبل الانتخابات المنتظرة.
وعلى أثر ذلك، انتقد المستشار الألماني، أولاف شولتس، ما جرى من فانس بالتأكيد على عدم القبول بتدخل من وصفهم بـ"الغرباء" في ديمقراطية وانتخابات بلاده، وفي تشكيل الرأي الديمقراطي، لمصلحة هذا الحزب، وأن ذلك أمر غير مناسب، خاصة بين الأصدقاء والحلفاء، ويرفضه بشدة.
صعود حزب البديل
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في برلين، الدكتور عبد المسيح الشامي، إن الأمور في العموم، تسير بصعود حزب البديل، والدعم واضح جدا من إدارة ترامب بشأن ذلك.
وأكد الشامي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن مساندة ترامب لليمين في ألمانيا ليس بالجديد وعلاقة قادة حزب "البديل" بالرئيس الجمهوري قوية للغاية منذ ولايته السابقة، في ظل عقد الكثير من اللقاءات والأنشطة التي جمعتهم، ودعمه لا يخفيه، وسينعكس ذلك بشكل كبير على الانتخابات المنتظرة.
وأشار الشامي إلى أن بعض الناخبين الألمان ربما يرون في دعم ترامب لحزب "البديل" في الانتخابات المقبلة، بمثابة "طوق نجاة" أو بابا للخروج من أوضاع متعلقة بالانعكاسات السلبية الناتجة عن الحرب الأوكرانية، في ظل أزمة الثقة المتوترة بين ألمانيا وأوروبا عموما من جهة، والولايات المتحدة الجديدة في عهد ترامب، من جهة أخرى.
وأضاف الشامي أن انتقادات نائب الرئيس فانس تصب في هذه الخانة، حيث عبّر عن رأي إدارة ترامب في الضغط والحصار وعملية "التكفير السياسي"، بحسب وصفه، التي يتعرض لها اليمين في ألمانيا وأوروبا، موجها رسالة إلى الأحزاب الرئيسة الألمانية، في تعاملها مع "البديل"، بأن يتركوا الشعب ليقرر هو في الانتخابات المقبلة.
ويعتقد الشامي أن "البديل" سيحقق انتصارا غير مسبوق وأرقاما تفوق نسبة الـ20% في الانتخابات المنتظرة، ومن الممكن أن يصل إلى الأكثرية التي تساعده على تشكيل الحكومة، سواء كان بمفرده أو من خلال ائتلاف مع حزب يميني آخر.
"فوز البديل سيغيّر توازنات القارة"
بدوره أوضح الخبير في الشؤون الأوروبية، فتحي ياسين، أن وصول اليمين المتطرف في ألمانيا إلى الحكم عبر الانتخابات، سيغير توازنات عدة في القارة العجوز، وسيعطي نوعا من الدفع للتيارات اليمينية في الدول الأوروبية الأخرى عبر استحقاقات قادمة إلى تكرار التجربة نفسها عندما تتحقق المعادلة الصعبة، ويتضح أثرها عبر دعم ترامب لحزب "البديل"، وتحقيق الفوز على أثر ذلك، خاصة أن الأخير ينافس أحزابا تقليدية لها حضورها القوي في السياسة والأوساط الألمانية.
وأضاف ياسين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن وصول "البديل" في ألمانيا إلى مبنى "المستشارية" سيكون ورقة مهمة في الضغط على دول الاتحاد الأوروبي في يد ترامب لإنهاء الحرب الأوكرانية، مدللا على ذلك بمواقف "البديل" الذي كان يدعو للاعتراف بانتصار روسيا في أوكرانيا، ويحمّل حكومة شولتس، ما جرى بالاقتصاد الألماني بسبب دعم كييف في هذه الحرب.
ولفت ياسين إلى أن الشارع الأوروبي متأثر بانعكاسات سلبية خاصة بدعم حكوماتهم لأوكرانيا وما نتج عن ذلك من عداء من جانب روسيا؛ مما ضرب اقتصاد هذه البلدان في مقتل، وأثّر على معيشة المواطن، في وقت يرفض فيه "اليمين المتشدد" في أوروبا ومنهم "البديل"، مواقف غالبية دول الاتحاد من موسكو.