اجتماع الخميس للجنة الأمن القومي في باكستان "للرد على الهند"
حدد خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، خيارات من المتوقع أن تذهب إليها طهران في الفترة المقبلة، في ظل إحكام قبضة سياسة الضغط الأقصى من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران، بالمزيد من العقوبات الاقتصادية.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما بين الخيارات الإيرانية، السعي لإجراء لقاء مباشر مع ترامب، والاتجاه إلى التطبيع مع الولايات المتحدة عبر المحادثات النووية، وتقديم ضمانات حول ذلك، مقابل تخفيف العقوبات الخانقة.
ومن بين الخيارات أيضا، بحسب خبراء، ذهاب طهران إلى ترامب بحزمة من الالتزامات المستقبلية، تتصف بالتعامل الإيجابي مع بعثات التفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل سماح واشنطن بفك الحجز عن جزء من الأموال المجمدة لطهران في الغرب، لتخفيف جانب من الضغط الاقتصادي والشعبي الداخلي.
ويسير الرئيس الأمريكي بشكل متسارع في تطبيق سياسة الضغط الأقصى على طهران، ومنها فرض وزارة الخزانة الأمريكية، مؤخرا، عقوبات هي الأولى منذ تنصيب ترامب، على شخصيات وناقلات تساعد في شحن ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني سنويا إلى الصين.
جاء ذلك بعد ساعات من توجيهه وزارتي الخارجية والخزانة بتنفيذ خطة تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، بالتزامن مع إعلان واشنطن إلغاء الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز الإيراني.
حول ذلك قال الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، إن ترامب رجل "سياسات العرض والطلب"، لا سيما في العلاقات الخارجية، وذلك في وقت أعلن فيه قبل دخوله البيت الأبيض، أن الـ100 يوم الأولى من حكمه، سيجعل فيها إيران "بلا نووي".
وأكد: "تلقت إيران هذه الرسالة جيدا، ووضعت في أولوياتها الذهاب إلى تسوية، بخصوص برنامجها النووي".
وأضاف الياسري أن ترامب وصل إلى الحكم في وقت باتت فيه طهران ضعيفة خاصة بعد أن استطاعت إسرائيل عبر حرب استخبارية مباغتة، إرجاعها إلى مدارها الداخلي مع ما أصاب وجودها في سوريا ولبنان وعلى الطريق نفسه في العراق، ليستكمل الرئيس الأمريكي بغلق الحلقات عبر بورصة العقوبات التي تتلاعب بإيران.
وحدد الياسري اعتبارات وصفها بـ"محركات ترامب" للتعامل مع طهران خلال المرحلة المقبلة، في ظل ما يتم فرضه من عقوبات واستهداف ترتيب المصالح الأمريكية الدولية والإقليمية.
وأوضح أن من بين ذلك محاولة إعادة تأهيل إيران على المستوى الاقتصادي وإدراجها في سوق النفط؛ ما يسهم في خفض أسعاره عالميا، ويساعد ترامب من جهة أخرى على التعامل مع الانكماش الاقتصادي العالمي، مع وضع سياسات جديدة مطلوب من طهران إثبات الالتزام بها، حتى يكون هناك مقابل من خلال تخفيف العقوبات بطريقة "خطوة خطوة".
ومن بين الاعتبارات التي قد تقوي مسار التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران، بحسب الياسري، عمل ترامب على تقليل نفوذ الصين التي يكن لها العداء، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، وقطع أي تحالف بين بكين وطهران، بغرض إضعاف فكرة "طريق الحرير".
وبين الياسري أن "إيران الإصلاحية"، في عهد الرئيس مسعود بزشكيان، أدركت الآن أن الاتجاه إلى التطبيع عبر المحادثات النووية، حل لن يحمل أي تلاعب؛ لأن المتواجد حاليا في البيت الأبيض ليس الرئيس الأسبق باراك أوباما ولكنه ترامب الذي سيعتبر أي تلاعب من جانب طهران في الاتفاق وتنفيذه، إهانة شخصية له وستكون الآثار أكبر من أن تتحملها إيران.
واستكمل الياسري بأن طهران أيقنت ضرورة إجراء لقاء مباشر مع ترامب الذي يستبعد حاليا الحل العسكري، ولكن ذلك لا يعني عند تأزم الأمور عدم دعم ضربات تقوم بها إسرائيل التي كشفت خطوط الصد الأولى والدفاع الجوي لإيران.
وبحسب الياسري، فإن طهران تتحدث عن إعطاء ضمانات للجانب الأمريكي لإجراء اتفاق مع واشنطن، وهي جادة في ذلك، لا سيما أن أوراقها ضعفت في المنطقة، ويزداد خنق العقوبات الاقتصادية عليها.
من جهته أكد الباحث في الشأن الإيراني، عادل الزين، أن ممارسة سياسة الضغط الأقصى بهذا الشكل تعجل بذهاب طهران إلى ترامب بحزمة من الالتزامات المستقبلية، حول التعامل الإيجابي مع بعثات التفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي.
وأشار إلى أن ما خرج من رفض المرشد علي خامنئي للتفاوض، ليس أكثر من محاولة تعزيز للسلطة في إيران، سواء أمام الداخل أو الحواضن الشعبية في بعض المناطق بالخارج.
وأوضح الزين أن المساعي الإيرانية تكمن بشكل كبير في الرغبة في التفاوض المباشر، لتجاوز عنصر الوقت، والوقوف على نقاط تتعلق بتخفيف العقوبات في ما يخص صادرات الغاز والنفط لتحريك ميزان صادراتها من جهة، ومن جهة أخرى، سماح واشنطن بفك الحجز عن جزء من الأموال المجمدة لطهران في الغرب، لتخفيف جانب من الضغط الاقتصادي والشعبي المجتمعي الداخلي.
وذكر الزين أن ممارسة هذا الضغط من إدارة ترامب بالقرارات المتلاحقة من واشنطن، بتصعيد وتيرة العقوبات وحدتها، سيصل بطهران إلى تقديم المزيد من التنازلات حول ما تراه الولايات المتحدة من خطورة فيما يتعلق ببرنامجها النووي وعدم الذهاب إلى المماطلات مع الوكالة الدولية، وهو ما يعتبر انتصارا سياسيا لترامب.
وتابع الزين أن تشديد العقوبات أكثر مما عليه في السابق في ظل آثارها السلبية على الداخل الإيراني، بمثابة ممارسات قاسية مقارنة بتوجيه ضربات عسكرية، مشيرا إلى أن استمرار حدة العقوبات سيمنع طهران من الدخول في تحالفات أو صيغة جديدة من التفاهمات مع دول أخرى مثل الصين.