32 قتيلا حصيلة الغارات الإسرائيلية على غزة منذ فجر السبت
مع بدء العد التنازلي لعودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تتزايد المخاوف الأوكرانية من السيناريوهات المتوقعة من إدارة البيت الأبيض بشأن الحرب مع روسيا، وما قد تُفضي إليه من تجميد الصراع دون الوصول إلى حلول ترضي كييف.
ومع هذا الترقب، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي توقعاته بأن يقدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خطته للسلام في أوكرانيا في يناير المقبل.
وقال: "أود الاطلاع على مقترحات الرئيس الجديد للولايات المتحدة، وأعتقد أنه ستكون لدينا خطة لإنهاء هذه الحرب".
ومع تضاؤل الأمل الأوكراني بحسم الحرب عسكريًا، جددت موسكو تمسكها بالمقترحات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - منتصف العام الجاري - ويحدد فيها شروط وقف النار تمهيداً لإطلاق مفاوضات لبلورة تسوية نهائية للصراع.
تضمنت المقترحات سحب القوات الأوكرانية من كامل أراضي المقاطعات الأربع التي سيطرت عليها، والتخلي عن خطط الانضمام إلى الناتو، والاعتراف بشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، ودونيتسك، ولوغانسك كأجزاء لا تتجزأ من روسيا، وتثبيت ذلك في المعاهدات الدولية.
مع هذا الترقب الأوكراني بعودة ترامب، يبقى التساؤل الأبرز: ما هي المقترحات الأمريكية المتوقع تقديمها من جانب الرئيس دونالد ترامب تمهيدًا لعرضها على كييف وموسكو لإنهاء الصراع بينهما، وما السيناريوهات المتوقعة من أوكرانيا، هل توافق عليها أم ترفضها؟
وأكد خبراء، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه الكثير من أوراق الضغط على كييف.
وأضافوا: "لكن إذا أراد أن يوقف الحرب فعليه أن يهدد بوقف الدعم الغربي لكييف ما لم ترضَ بالشروط المطروحة عليها، وعندما تتوقف أمريكا عن دعم الأوكران سوف تتوقف الحرب؛ لأن أوروبا لن تكون قادرة على تزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة لتحرير أراضيها".
يقول بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الحرب الروسية - الأوكرانية اندلعت بسبب تقدم حلف الناتو نحو الحدود الروسية واستخدام صواريخ متوسطة المدى في المنطقة الشرقية من أوروبا بهدف تطويق روسيا واستهدافها.
وأضاف البني: "ما يقوله زيلينسكي بشأن مقترحات ترامب للسلام في أوكرانيا قد لا تكون له قيمة؛ نظرًا لانتهاء ولايته، خاصةً أنه وقع على مرسوم منذ عامين بعدم إمكانية التفاوض مع الحكومة الحالية في روسيا".
وأكد، لـ"إرم نيوز"، أن الأهم من ذلك ما تصرح به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من الغرب بضرورة دراسة المقترحات الروسية التي قدمتها نهاية عام 2021، وإذا ما قامت الإدارة الأمريكية الجديدة بهذا الأمر ستجد جدية من الإدارة الروسية.
وتابع أن "الرئيس ترامب لديه الكثير من أوراق الضغط على كييف، إلا أن إدارته إذا تعاملت دون النظر في مقترحات روسيا ستستمر الحرب بالتأكيد؛ لأن موسكو لن تقبل بتجميد الصراع على الحدود الحالية، فهي تريد إنهاء الحرب بشكل كامل وتوقيع معاهدة سلام طويلة الأمد للاعتماد عليها وتوثيقها في الدستور الأوكراني".
وأشار إلى أن التصعيد غير المسبوق الذي يقوم به الغرب وأمريكا الآن يجعل الحرب بين موسكو وكييف تتحول إلى حرب أكثر سخونة بين روسيا والغرب، وبالتالي لا أحد يتوقع عواقب استمرار شن هجمات على العمق الروسي، فمن المحتمل أن تضرب روسيا معمل صواريخ ستورم شادو في بريطانيا أو معمل تصنيع صواريخ أتاكمز في الولايات المتحدة الأمريكية، أو توجيه ضربة لبولندا على سبيل المثال حيث يتم هناك تجميع الأسلحه قبل إرسالها إلى الأراضي الأوكرانية.
وتوقع استهداف روسيا بضرب نفق السكك الحديدية الذي يربط بين بولندا وأوكرانيا قبل أن تصل إلى هذه الخطوات الصعيدية السابقة، لمنع تهريب الأسلحة لأوكرانيا.
وتوقع كذلك استهداف المرافق والموانئ الموجودة في أوديسا، التي تُرسل من خلالها الحبوب، وكذلك تستقبل الأسلحة، وأيضا ضرب السكك الحديدية التي يتم عبرها إرسال الأسلحة من رومانيا إلى أوكرانيا، ثم بعد ذلك يمكن للجيش الروسي أن يضرب ما تبقى من محولات نقل الطاقة الكهربائية.
وأردف: "حتى تحقق روسيا هذه الخطة، يستلزم القيام بضربة استعراضية لتظهر من خلالها مدى جديتها في تهديداتها، خاصة أن الغرب يعتقد أن روسيا تمارس سياسة "البلف" على طريقة البوكر الأمريكية".
واستكمل تصريحه: "إلا أن روسيا تعد جادة في تهديداتها؛ لذلك هناك ضرورة للعودة إلى البنود التي تقدمت بها روسيا نهاية عام 2021 إلى حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية حول السلام والأمن العالمي والإقليمي والأمن القومي الروسي الخاص".
من جانبه، قال د. نصر اليوسف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن ترامب عازم ويريد أن يوقف الحرب، لكن هل سيتمكن أم لا؟.
وأضاف اليوسف: "هذا هو السؤال الذي يشغل الجميع، والخطة التي سيقدمها ترامب لكي تنجح يجب أن تحظى برضا الطرفين الروسي والأوكراني، لكن نحن أمام مستحيل لتحقيق هذا الهدف، فإذا كانت بنود هذه الخطة ترضي الجانب الروسي فإنها من المؤكد لن ترضي الجانب الأوكراني والعكس صحيح".
وأكد لـ"إرم نيوز" أن الميدان هو الذي يفرض على ترامب والجميع شروطه، والجيش الروسي يتقدم الآن في جميع المحاور، وهي حقيقة يعترف بها القاصي والداني، وإذا تمادى الغرب في فرض شروطه على روسيا فإن لدى الأخيرة من المفاجآت ما يمكن أن يغير تفكير وخطة ترامب والغرب وأوكرانيا.
وأشار إلى أن مفاجأة الصاروخ الروسي "أوريشنيك" الباليستي أحدثت رد فعل كبيرا في الغرب، لافتًا إلى أن روسيا لن تتنازل عن شبر من الأراضي التي تم تحريرها، وهذا قد لا يتوافق مع القانون الدولي، ولكن هذه حقيقة، إذ يعتبر الروس أنهم حرروا هذه الأرض وإذا تراجعوا فإن ذلك سيعتبر خيانة لدم الشهداء الروس.
ووفق اليوسف، فإن "أوكرانيا هي الجانب الأضعف في الحرب، الذي سيقدم التنازلات، وترامب إذا أراد أن يوقف الحرب فعليه أن يهدد كييف بوقف دعمها ما لم ترضَ بالشروط المطروحة عليها، وعندما تتوقف أمريكا عن دعم الأوكران سوف تتوقف الحرب؛ لأن أوروبا لن تكون قادرة على تزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة لتحرير أراضيها".