أكسيوس: ويتكوف مبعوث ترامب يتوجه إلى روسيا للقاء بوتين
بعد مرور 33 شهرًا من حربِ وصفت بـ«الاستنزاف» بين روسيا والغرب داخل الأراضي الأوكرانية، قدمت فيها القارة العجوز كافة أوجه الدعم غير المشروط للقوات الأوكرانية تنفيذًا لمُخطط غربي، يستهدف وقف عجلة الاقتصاد وهزيمة الدب الروسي داخل أراضيه وعزل موسكو دوليًا.
مع مرور الوقت، وتغير خريطة الصراع الأوروبي، تُعاني القارة العجوز مع تداعيات استمرار الصراع، خاصة بعد استنزاف احتياطات الغاز بمعدل أسرع من المعتاد، والتي تعزز من أزمات طاحنة مع اقتراب الشتاء، بعد توقف استيراد الغاز الروسي. وتستعد دول الاتحاد الأوروبي، لأبرد شتاء منذ غزو روسيا لأوكرانيا، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، وفقًا لبيانات من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.
ومع هذه التداعيات غير المتوقعة، يبقى التساؤل الأبرز، هل حقق الغرب وأمريكا أهدافهم في أوكرانيا واستنزاف روسيا اقتصاديًا وعسكريًا، أم أنّ موسكو نجحت في عرقلة هذه الخطط الأوروبية على مدار الأشهر الماضية؟.
وتعليقًا على التساؤل، قال بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الحرب الروسية الأوروبية داخل أوكرانيا لم تحقق أهدافها الغربية التي وضعتها الدول الغربية حتى الآن منذ اندلاع الصراع في فبراير 2024، والتي تتمثل في استنزاف روسيا في كافة المحاور وأبرزها الاقتصادية والعسكرية، خاصةً أن القارة العجوز هي من تأثرت بشكل كبير اقتصاديًا بل وعسكريًا بعد أن أصبحت مخازنها العسكرية شبه فارغة.
وأكد الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» أن روسيا، على مدار الأشهر الماضية، أثبتت للقارة العجوز قدراتها على نجاح وثبات اقتصادها، وما زال لديها الكثير من هذه النجاحات، وبالتالي فإن الاستنزاف بين الدول الغربية وروسيا يعد متبادلاً، بل أن استنزاف الدول الغربية أكبر من روسيا.
وأوضح أن روسيا استفادت من العقوبات التي فرضها عليها الغرب، واعتمدت بشكل أساسي على صناعاتها المحلية، وأعادت فتح المصانع التي كانت قد أغلقت وعادت للاكتفاء الذاتي، أما المستوى التكنولوجي والعلمي فيعد من أهم مكاسب روسيا من معركتها مع الدول الغربية، إذ حين منع الغرب عنها التكنولوجيا، قامت روسيا باستبدالها بتكنولوجية محلية سواء كان ذلك على صعيد الصناعات العسكرية أو غيرها.
وخلافًا لهذا الرأي، قال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي، إن المخططات الأوروبية والأمريكية حول إدخال روسيا في إطالة أمد الحرب الأوكرانية لاستنزاف روسيا، ما زالت تؤتي بثمارها ونتائجها المؤثرة على الداخل الروسي وإضعاف قدراتها على كافة المحاور.
وأشار مدير شبكة الجيوستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» إلى أن الغرب نجح في وضع حدود أمام التطور العسكري والاقتصادي الروسي، وحرم موسكو من أرباح بيع الغاز لأوروبا، فضلاً عن توتر العلاقات التجارية مع روسيا التي توقفت كلياً وحدوث عملية فصل اقتصادي بين روسيا وأوروبا، والذي أضر بروسيا كثيرا.
وتابع كابان: «طالما الحرب مستمرة فما زالت الأهداف الأوروبية تتحقق وتعاني موسكو من حالة استنزاف على الأرض، خاصة أن هذه الحرب تعتبر المدخل، الذي سيدمر روسيا، كما تمكن الغرب من حصار روسيا».
وأوضح أن عدم وجود شريك حربي غربي مع روسيا أثر عليها كثيرًا، وبالتالي دفع روسيا لتكوين علاقات مع كوريا الشمالية المعزولة دوليًا، ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفخ عندما دخل إلى مستنقع أوكرانيا.
وخلُص إبراهيم كابان، إلى أن الحروب الاقتصادية المساوية للحروب العسكرية لا يوجد فيها غالب، غير أن أوروبا وأمريكا نجحوا في إدخال روسيا في دوامة عسكرية واقتصادية على المدى المستقبلي، بمعنى أنه تم تعطيل عجلة التطور الاقتصادي الروسي من خلال بوابة العقوبات.