حزب الله يؤكد أنه "لا يمكن أن يقبل" بأن تواصل اسرائيل هجماتها على لبنان
عشيّة الذكرى الثالثة لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وعودة طالبان إلى الحكم، يستذكر الأفغان التداعيات التي شهدتها البلاد منذ تولي الحركة زمام الأمور، الأمر الذي وصفه السياسي الأفغاني علی میثم نظري (Ali Maisam Nazary) بـ "الكابوس"، خلال حديثه لـ "إرم نيوز".
وقال نزاري إنّ أوضاع الأفغان تدهورت بشكل كبير منذ عودة الحركة للحكم مع بروز أزمات عديدة، مشيرًا إلى عدم وجود حكومة شرعية وطالبان نفسها منقسمة، متسائلاً أين هي العاصمة؟، لا سيما وأن هناك مركزين أساسيين للسلطة وهما كابول وقندهار اللتان تتنافسان على القرار، ما يشكّل إرباكاً ليس فقط للشعب الأفغاني بل لدول المنطقة والمجتمع الدولي، على حد وصفه.
وتابع: "في ما يتعلق بالأزمة الأمنية، فمنذ تسلم طالبان السلطة عادت أكثر من 21 شبكة إرهابية إقليمية ودولية إلى أفغانستان، أو انتقلت إليها، وباتت تستخدم البلاد كمركز للتدريب والتجنيد، والتخطيط للهجمات".
وأضاف: "أننا نرى الآن عواقب الانسحاب الكارثي، وقد أصبح العالم يشعر بقلق أكبر بشأن الوضع في أفغانستان، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإرهاب".
وفي هذا الصدد، قال نظري إنّ "المعارضة الأفغانية، كانت تواجه طالبان والجماعات الإرهابية الأخرى، سواء القاعدة أو داعش وغيرهما، على مدى الـ 3 سنوات الماضية، وتركّزت المقاومة في أغسطس وسبتمبر 2021 في مقاطعتين أفغانيتين، محافظة بيشار ومحافظة بهلان في الشمال"، مردفًا: "اليوم المعارضة موجودة في 18 مقاطعة بعد توسعها في الاتجاهات كلها، حيث تتواجد في شتى أنحاء البلاد".
وكشف أنّ "جبهة المعارضة حقّقت في الأشهر السبعة الماضية مكاسب هائلة في ساحة المعركة أبرزها:
- منذ يناير العام 2024، نفذت المعارضة قرابة 190 عملية ناجحة، نجم عنها 500 قتيل في صفوف طالبان.
- استهدفت المعارضة قادة طالبان في أنحاء مختلفة من البلاد، بخلاف الأعوام الماضية.
- اختراق مجموعات طالبان والأجهزة التابعة لها، حيث تمّ استهداف منشآتهم الاستخباراتية في كابول ونقاط تفتيش رئيسية وقواعد عسكرية.
وتابع السياسي الأفغاني: "المعارضة نمت وطورت عملياتها بدعم من الشعب الذي دعانا في السنوات الماضية إلى تفعيل مقاومتنا، فيما لا نتلقى أيّ دعم خارجي.. الشعب يريد التغيير، وقد سئم من ذلك الوضع".
وعن رؤية جبهة المعارضة لمستقبل أفغانستان، قال نظري إنّها "تتمثل في إقامة أفغانستان ديمقراطية لا مركزية، يتمتع فيها كلّ مواطن بغض النظر عن عرقه ودينه وجنسه، بحقوق متساوية".
وأضاف: "هدفنا الآخر هو هزيمة التطرف والإرهاب، الذي يشكل ورمًا سرطانيًّا يؤثر على الجميع، ونسعى جاهدين لهزيمتهم مرّة واحدة وإلى الأبد، وسنستمر في ذلك مهما طال الوقت".
وواصل: "للأسف إنّ حلف الناتو عندما كان في أفغانستان لم يهزم الإرهاب، بل تركه يستولي على البلاد في 2021، ولكي نتمكن من إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، يجب أن ننتصر على طالبان وشركائها، وبالتالي فلا خيار آخر من أجل الوصول إلى أفغانستان التي نريد".
وبين نظري إنّ "مجموعة طالبان التي تزعزع استقرار المنطقة تؤوي جماعات إرهابية تحاول زعزعة استقرار آسيا الوسطى واستقرار باكستان، مع الإشارة إلى أنّ هجمات حركة طالبان – باكستان انطلاقاً من أفغانستان، تتزايد ضدّ باكستان يومياً، إذ إنّ تلك الدولة هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، وتهديد استقرارها أمر خطير".
وأوضح أنّ "جبهة المعارضة الوطنية بدأت مشروعاً سياسياً لضمّ كلّ المجموعات السياسية والمدنية الأفغانية معاً، يتمركز في فيينا، وقد مضى على إطلاقه سنتان، وقد اجتمعنا للمرّة الرابعة منذ شهر، بحضور أكثر من 70 مجموعة سياسية ومدنية أفغانية، ونبذل قصارى جهدنا للوصول إلى توافق سياسي حول مستقبل أفغانستان".
وتابع: "إذًا في الوقت الذي نحارب فيه مجموعة طالبان وشركاءها، نجهز أنفسنا للوصول إلى مستقبل أفضل، وتحديدًا من الناحية السياسية لملء الفراغ الذي سيحصل عند رحيل طالبان المتوقع كونها على وشك الانهيار بحكم ما تعانيه من انقسامات".
واعتبر أنّ "هناك بضعة فصائل تتنافس وتتقاتل على السلطة والموارد، لذا فلا مفرّ من حدوث مواجهة مفتوحة بين أذرعها، وهذا سيؤدي إلى انفجار داخلي يفقد طالبان السيطرة على أجزاء كثيرة من البلاد".
وأضاف: "قبل أيّام قليلة كشف استطلاع رأي أممي أجري في أنحاء البلاد كلها، أنّ 4% فقط من المواطنين يؤيّدون طالبان".
وأشار إلى أنّ "طالبان شنّت حربًا شعواء ضدّ النساء، وجرّدتهن من كلّ حقوقهن، وتعاملت معهن على أنّهن أقل قيمة من بقيّة البشر، كما شنّت حربًا ضدّ المجموعات العرقية في أفغانستان، إذ استبعدت الغالبية العظمى من الشعب الأفغاني التي تنتمي إلى مجموعات عرقية أخرى".
وشدّد نظري على أنّ "طالبان تتعارض مع تقاليد الشعب الأفغاني وعاداته وتقاليده، فيما مَنْ يُسمونه بالقائد الأعلى يقوم يوميًّا بإصدار المزيد من الفتاوى التي تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا".
شاهدوا أيضاً: ما سر وجود حـزب الله في السودان؟