هل يمكن لحماس "تهريب" الرهائن الإسرائيليين من غزة؟

استبعد خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن تقدم حركة حماس على تهريب الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة إلى الخارج، مؤكدين أن مثل هذه المهمة معقدة وصعبة للغاية، ولا يمكن أن يكتب لها النجاح.

والأسبوع الماضي، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، حماس بالسعي لتهريب الرهائن خارج القطاع، قائلًا: "إذا تركنا محور فيلادلفيا، ستتمكن حماس من تهريب السلاح والرهائن أيضًا".

وكررت زوجته، سارة، ذات الاتهامات، بالقول، إن "حماس تسعى لتهريب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها إلى اليمن أو إيران.

وأضافت: "لا يوجد خيارات لإسرائيل بالنسبة للبقاء في محور فيلادلفيا؛ لأن هناك تقارير ومعلومات حول نية حماس تهريب الرهائن"، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

ونقلت الصحيفة العبرية، عن مسؤولين أمنيين قولهم لعائلات الرهائن إنه "ليس لديهم معلومات حول قضية تهريب الرهائن".

كما أشارت "هآرتس" العبرية، أنه "لو كان هناك نوايا لدى حماس بهذا الشأن لفعلتها في الأشهر الأولى من الحرب في الوقت الذي لم يكن فيه الجيش الإسرائيلي موجودًا بمحور فيلادلفيا".

وفي وقت سابق، قالت مجلة "جويش كرونيكل" اليهودية، الأسبوع الماضي، إن "مصادر استخباراتية كشفت أن رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار خطط لتهريب نفسه مع كبار مسؤولي حماس، إلى جانب رهائن إسرائيليين عبر محور فيلادلفيا إلى سيناء، ومن هناك إلى إيران".

أسباب رئيسة

ويرى المختص في الأمن القومي، رفيق أبو هاني، أن "حماس لا يمكن لها أن تهرب الرهائن والمحتجزين لخارج القطاع لعدة أسباب رئيسة"، لافتًا إلى أن مثل هذه الخطوة مخاطرة غير محسوبة النتائج، ويمكن أن تفقد حماس الورقة الوحيدة الرابحة بيدها.

وقال أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، إن "أول تلك الأسباب عدم مقدرة حماس استخدام الأراضي المصرية، وهي المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي، في تهريب الرهائن، حيث لا يمكن لها توفير التأمين اللازم لهم".

وأوضح أن "مثل هذه الخطوة تحتاج فيها حماس لعمليات تأمين أمنية وعسكرية غير مسبوقة، وهو الأمر الذي لا يمكن لها أن توفره داخل مصر، ما يعني أنه من المستحيل أن تقدم حماس على اتخاذ قرار بتهريب الرهائن للخارج".

وأشار إلى أن "السبب الثاني يتمثل في السيطرة العسكرية الإسرائيلية على المنافذ الرئيسة للقطاع، إضافة لعمليات الرصد الاستخباراتي الإسرائيلية والدولية للقطاع؛ ما يحول دون إمكانية تنفيذ هذه المهمة والحفاظ على سريتها".

وأضاف: "السبب الثالث يتمثل في عدم وجود أي أفكار لدى حماس من أجل نقل الصراع مع إسرائيل لأي منطقة أخرى، وأن المواجهة بمختلف الملفات تتم في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مبينًا أن الحديث عن تهريب الرهائن حجج إسرائيلية واهية، حسب تعبيره.

 

تضليل إسرائيلي

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "مثل هذه الروايات والتصريحات تأتي في إطار التضليل الإسرائيلي للمجتمع الدولي ووسطاء التهدئة، ولضمان تمسك نتنياهو بشروطه بشأن التهدئة مع حماس".

وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل بمؤسساتها الأمنية والعسكرية والسياسية تدرك استحالة إقدام حماس على مثل هذا القرار، خاصة وأنه يمثل مخاطرة كبيرة محكوم عليها بالفشل"، مشددًا على أن أي خطوة من هذا النوع ستؤدي لخسائر كبيرة لدى الحركة.

وأشار إلى أن "حماس تدرك أن تحريك الرهائن من مكان لآخر داخل القطاع صعب للغاية، وبالتالي فإن نقلهم للخارج أمر مستحيل، علاوة على أنه سيكون سببًا في توتر غير مسبوق في العلاقات مع مصر"، وفق تقديره.

وتابع: "نتنياهو يروج لأهمية محور فيلادلفيا والبقاء العسكري فيه، ويدرك جيدًا أن تمسكه بالبقاء فيه لن يؤدي لإتمام الصفقة"، لافتًا إلى أنها إحدى وسائل نتنياهو لخداع العالم والتهرب من استحقاقات التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حماس.