بيان: الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لعدد من المناطق بغزة
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق تسوية دائمة للصراع "الروسي - الأوكراني" لمنع اندلاعه مُجددًا، وإجهاض التحركات الغربية لعرقلة محاولات إفشاء السلام بين موسكو وكييف، من خلال الدعم العسكري والمالي المطلق لأوكرانيا.
ومرارًا، أكد جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، أن الهدف الرئيس لدونالد ترامب وقف القتال وإنهاء الحرب بشكل نهائي من خلال تحقيق سلام دائم وطويل الأمد، وليس سلامًا من شأنه أن يؤدي إلى الصراع في أوروبا الشرقية خلال عامين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده منفتحة على الحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول النزاع الأوكراني، وأن الأهم معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وأن هدف حل الصراع لا ينبغي أن يكون وقف إطلاق النار لفترة قصيرة لإعادة تجميع القوات والتسلح لمواصلة الصراع لاحقا، بل هو سلام طويل الأمد.
كما أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على رغبته ودعمه لإيقاف الأعمال القتالية بين موسكو وكييف في أقرب وقت ممكن، وحل المشكلة بالوسائل السلمية، وأنه لمس صدق الرئيس بوتين خلال المحادثة فما يتعلق بموضوع أوكرانيا.
وعلى مدار الأشهر الماضية، طرح بوتين مبادرات لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، حيث ستوقف موسكو إطلاق النار على الفور، وتعلن استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق المعاد توحيدها مع روسيا.
وعن ملامح التسوية التي يبحث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد الخبراء، أن الخطة الأمريكية تتضمن تخلي كييف عن نوايا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى تنفيذ عملية نزع السلاح، وأيضا رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
وحول ذلك، قال السفير مسعود معلوف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي لا يكن أي مودة لنظيره الأوكراني، وأن الخلافات بينهما بدأت في الولاية الأولى لترامب وكانت ملامح الانتخابات الرئاسية الأمريكية على وشك أن تبدأ في 2020، وطلب ترامب من زيلينسكي التحقيق من نجل بايدن بتهمة الفساد باستخدام نفوذ والده، ولكن زيلينسكي رفض.
وأكد معلوف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس ترامب لا يزال غاضبا حتى اليوم؛ لأنه خسر الانتخابات الرئاسية عام 2020 أمام بايدن، وعلى العكس، الرئيس ترامب يعتز بصداقته مع الرئيس بوتين.
وأوضح معلوف، في ضوء تلك الخلفية جاءت تسوية ترامب للأزمة الأوكرانية، بوقف الحرب من خلال تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن وفي كل الأحوال تصب تسوية الأزمة الأوكرانية في صالح روسيا بسيطرتها على الأراضي في شرق أوكرانيا وتحييد كييف ومنع انضمامها لحلف الناتو.
وبين المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، السفير مسعود معلوف، أن تسوية الاتفاق سوف تكون ضمن صفقة ضخمة في المعادن النادرة مع أوكرانيا للحصول على 50 بالمئة من عوائد الاستثمار في تلك المعادن النادرة، فضلا عن صفقة أخرى للشركات الأمريكية للاستثمار في المعادن الروسية.
وأشار إلى أن بوتين أبدى ترحيبه بالتعاون مع ترامب في ملف المعادن خاصة، وأن روسيا تسيطر الآن على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية والتي يتركز فيها معظم المناجم والمعادن النادرة.
وخلص معلوف إلى أن تسوية الأزمة الأوكرانية هي صفقة بامتياز بين ترامب وبوتين، والتي تتضمن في أول فصولها تخلي كييف عن نوايا الانضمام إلى الناتو ورفع العقوبات المفروضة على روسيا.
من ناحية أخرى، قال مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، إن ملامح التسوية الأمريكية للأزمة الأوكرانية سوف تنصب في المقام الأول على تحقيق مكاسب استراتيجية لواشنطن بوقف الحرب والاستفادة من المناجم في أوكرانيا، وكذلك تقاسم صفقات اقتصادية مع موسكو.
وأشار في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أنه بمقتضى التسوية الأمريكية سوف يلبي دونالد ترامب المطالب الروسية المتعلقة بتحييد أوكرانيا ومنع انضمامها لحلف الناتو، وكذلك تمكين روسيا من الأراضي التي سيطرت عليها في شرق أوكرانيا.
وأوضح كابان، أن صفقة التسوية المرتقبة بشأن هذه البنود بلا شك أغضبت الاتحاد الأوروبي، والذي يرفض هذا الاتفاق على أساس أن تكون هناك فائدة لأوكرانيا وكذلك الدول الأوروبية.
وأضاف، أن أمريكا تحاول أن تضغط على أوروبا بقدر المستطاع لتتحمل تكلفة حرب أوكرانيا، وهو ما ترفضه الدول الغربية، وخاصة وأنها لن تسطيع وحدها تحمل أعباء هذه الحرب مما دفعها لرفع أسعار الغاز والوقود بسبب قطع العلاقات مع روسيا وتوقف إمدادات الغاز.
وتابع: الولايات المتحدة في عهد ترامب تبحث عن أمرين الأول هو تخفيض التكاليف الخارجية وضخ هذه الأموال بالخزانة الأمريكية وبالتالي سوف تتوقف الولايات المتحدة عن دفع الأموال وإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، ثانيا سوف يكون هناك اتفاق أمريكي روسي فيما يتعلق بالصفقات داخل أوكرانيا وروسيا.