عبّر الكاتب ديفيد أوهانا عن تخوّف العديد من الإسرائيليين من أن تؤدي الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى تمرد مدني وربما حتى حرب أهلية.
وقال في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الهوية اليهودية المشتركة بين الإسرائيليين تتعرض لتصدعات كبيرة في الفترة ما بين رأس السنة العبرية الماضية ورأس سنتها الحالية.
وتفاقمت الصراعات الداخلية بين الإسرائيليين بشكل ملحوظ بسبب التوترات السياسية والمجتمعية، التي تصاعدت مع تطور الأحداث العسكرية، منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشار الكاتب أوهانا، إلى أن هناك مجموعتين من المواطنين تقفان على جانبي الصراع الداخلي، الأولى تسعى لتغيير النظام الديمقراطي من جذوره، وأخرى تعارض ذلك.
وأوضح الكاتب أن الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد محتمل نحو حرب أهلية، خاصة إذا شعرت مجموعة معينة أن الحكومة لا تتعامل بشكل صحيح مع المظاهرات.
وتطرق إلى مراحل تسبق الحرب الأهلية، مثل العصيان المدني الذي يعدّ نوعًا من الاحتجاج السلمي داخل حدود الديمقراطية، والتمرد المدني الذي قد يؤدي إلى استخدام العنف ضد الحكومة؛ إذ يستخدم بعض المستوطنين هذا النوع من التمرد في دعوتهم لتدمير المحكمة العليا.
واستشهد بما يحدث حاليًا في إسرائيل من تسييس الشرطة وتشكيل مليشيات في الضفة الغربية، لافتًا إلى اختراق المتظاهرين قاعدة "سدي تيمان" العسكرية، كما تطرق إلى الدعاية التي وصفها بـ"الغوبلزية" لمؤيدي الحكومة، بالإشارة إلى جوزيف غوبلز، وزير الدعاية الألماني بين عامَي 1933 و1945.
وتحدث الكاتب أوهانا عن الاحتجاجات "الفاشية" في أوروبا، التي انتهت بإحراق منازل المهاجرين، موضحًا أنها بدأت بالظهور أيضًا في إسرائيل، حيث أحرق شباب المستوطنين منازل العرب، في حين لم تتخذ السلطات أي خطوات فعلية لاعتقال المسؤولين عن هذه الجرائم.
وأعرب عن قلقه من احتمال أن يستغل النظام الحالي هذه الأزمات لفرض قوانين طوارئ وتأجيل الانتخابات المقبلة في عام 2026. وتساءل عما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدي إلى احتجاجات عنيفة من قبل المعسكر الليبرالي؛ إذ يرى البعض أن إسرائيل قد تعيد تكرار أخطاء الفاشية الأوروبية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
وأكد الكاتب أوهانا أن إسرائيل تواجه تحديات خطيرة بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة، إذ بدأت تظهر علامات على تحولها إلى "دولة ثكنة"، أي تعتمد في هويتها على العسكرة والحروب.
ونوه إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحث المواطنين على الاستمرار في التضحية والسعي لتحقيق "نصر مطلق" رغم الخسائر الفادحة.
