إعلام عبري عن مصدر سياسي: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب إذا وافقت حماس على مخطط ويتكوف
أكد سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن عودة دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية قد تخفف حدة الصراع مع روسيا، خاصةً وأن من مصلحته الظهور أمام المواطن الأمريكي والشعوب الأوروبية أنه رجل سلام ويعمل على حل هذا الصراع.
وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، لـ"إرم نيوز" أن روسيا تريد الوصول إلى حل شامل للصراع يصُب في مصلحتها، بالإضافة إلى ضرورة وجود ضمانات لعدم تكرار سيناريو اتفاقيات "مينسك 1" و"مينسنك 2"، خوفاً من انفجار صراع جديد بين روسيا والغرب عقب انتهاء فترة ترامب الجديدة
وتابع قائلاً: "في تقديري أن تكون الصين أو الأمم المتحدة ضامنة لهذه الاتفاقيات التي قد توقع مستقبلًا لإنهاء هذا الصراع".
عودة الرئيس دونالد ترامب المنتخب إلى سدة الرئاسة الأمريكية مرة ثانية سوف يؤدي إلى تخفيف حدة الصراع مع روسيا وهذا ما أعلنه وأخذه على عاتقه ووضعه ضمن برنامجه الانتخابي خلال فترة الحملة الانتخابية.
واليوم يمكن القول إن العلاقات الأمريكية الروسية وضعت على طريق جديد، لكن هذا لا يعني أن تحسين هذه العلاقة يمكن أن يحدث بسرعة لأنه من الصعب ردم الهوة الكبيرة بين الطرفين والتي وصلت على تصعيد كبير إلى حد الصدام المسلح بين روسيا وحلف الناتو في عهد الرئيس جو بايدن والذي كانت له تصريحات عدائية كبيرة للرئيس الروسي حيث شبهه بأنه مجرم حرب.
صحيح أن ترامب استغل هذه الأزمة لصالحه في حملته لانتخابية قبل أن يصل إلى سدة الحكم واتهم بايدن وحزبه بأنه يتغذى على الحروب ويفتعل الأزمات واتهمه بالضلوع في فساد هو وابنه "هانتر" في قضية فساد في أوكرانيا، وقد أحسن ترامب استغلالها للوصول إلى سدة الرئاسة والتوجه بها إلى المواطن الأمريكي من خلال تخفيف حدة الضرائب.
ومن هنا فإن تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ممكن أن يؤدي إلى وقف هذه التوترات بين موسكو وواشنطن.
كما نظرية ترامب وحزبه الجمهوري تجاه روسيا تختلف كثيرًا عن بايدن وحزبه الديمقراطي حيث يعتبر ترامب أن تصرفات بايدن تجاه روسيا ومواقفها المتشددة جعلت روسيا تتقرب من الصين، مما جعلها تشكل قوة كبيرة ضد أمريكا بينما يعتبر ترامب أن نظيره دق "إسفيناً" في العلاقات بين روسيا والصين ومهد الطريق لمواجهة الصين التي يعتبرها هي العدو الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية.
لا أعتقد أن هذه الحرب بين روسيا وأكرانيا فقط وإنما هي حرب بين روسيا وحلف الناتو على الساحة الأوكرانية وترامب من مصلحته أن يظهر أمام المواطن الأمريكي والشعوب الأوروبية أنه رجل سلام ويعمل على حل هذا الصراع.
وهذا لا يعني أن ترامب يمتلك عصاً سحرية لأن حل هذا الصراع يتطلب أن تأخذ الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو كل الهواجس والمخاوف الروسية من تقدم الناتو باتجاه روسيا شرقاً ومحاولاته لضم أوكرانيا إلى عضوية الحلف.
ولا بد من التفاوض ليس بين موسكو وكييف وإنما بين موسكو وواشنطن فهي الداعم الأساسي لـ"كييف" والمحرضة على هذه الحرب واستغلت الاتفاقيات السابقة "مينسك 1" و"مينسك 2" لدعم الجيش الأوكراني وتحرير أوكرانيا مما استفز روسيا بالإضافة إلى قيامها بفرض العقوبات الاقتصادية لضرب الاقتصاد الروسي لتأجيج الشعب الروسي ضد بوتين.
ترامب يمتلك آليات كبيرة إذا كان حقًا يريد إنهاء هذا الصراع لأن هذا الصراع مستمر بفضل الدعم الأمريكي والغربي لـ"كييف" وخاصة وأن قيمة هذا الدعم بلغت مليارات الدولارات والعقوبات التي فرضت على روسيا، وهناك دول أوروبية تساعد بإرسال مرتزقة وهناك أيضاً مستشارون لحلف الناتو داخل الأراضي الأوكرانية.
وهناك تهديد لروسيا بتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى وبالطبع كل هذا يلعب دورًا في إطالة أمد الصراع لاستنزاف روسيا لكن الواقع يؤكد أن الاستنزاف ليس لروسيا فقط وإنما للدول الغربية لذلك فإن حل الصراع يبدأ بالضغط على نظام كييف أولًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتهديد أوكرانيا بوقف المساعدات.
ورغم كل هذه المساعدات لم تسطع أوكرانيا تحقيق تقدم على جبهات القتال والموقف العسكري الآن لصالح روسيا ومن ثم فإن إطالة أمد الصراع قد يدفع روسيا لضم المزيد من الأراضي الأوكرانية بما فيها خاركيف وأوديسا وهو ما يعني القضاء على أوكرانيا اقتصاديًا في حالة السيطرة على كل هذه المناطق خاصة وأن شرق أوكرانيا بمقاطعاتها التي تسيطر عليها روسيا هي التي تلعب دورًا اساسيًا في نمو الاقتصاد الأوكراني وحياة المواطن الأوكراني.
بالنسبة لترشيحات تولي تولسي غابارد المعارضة الأمريكية منصب مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، هي مسألة مهمة بالنسبة لروسيا وممكن أن تلعب دورًا مهمًا في حل هذا الصراع خاصة وأنها ليس لها علاقات عدائية تجاه روسيا.
وكذلك يمكن أن تقوم بدور مهم في وقف تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو وكان لها لقاء سابق مع الرئيس بوتين حتى إنها تعرضت للانتقادات علنًا في أمريكا بسبب هذا اللقاء.
كما يمكنها أن تعيد جسور التواصل بين روسيا وأمريكا من خلال أجهزة الاستخبارات في كلا البلدين لتفادي أي عمليات إرهابية لتخفيف حدة التوتر وبالتالي يمكن أن تقوم أيضًا بدور للعودة للاتفاقيات المجمدة بين واشنطن وموسكو وليس عبر اتفاقيات جديدة.
فيما يتعلق بحل الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي فإن روسيا تريد أن يكون حل هذا الصراع شامل وتام ومن مصلحة موسكو أن تكون هناك ضمانات حتى لا يتكرر سيناريو ما حدث بعد اتفاقيات"مينسك 1" و"ميسنك 2"، حيث انقلب حلف الناتو على هذه الاتفاقيات رغم أن ألمانيا وفرنسا كانتا تضمنان تلك الاتفاقيات.
روسيا لا تريد تكرار نفس الخطأ في حال وقّعت على أي اتفاقيات لإنهاء الحرب كما أن وروسيا ترفض تجميد الصراع لأنه قد يأتي بعد فترة ترامب رئيس جديد للولايات المتحدة أكثر عداءً لروسيا مما قد يفجر صراعًا جديدًا بين روسيا والغرب وفي تقديري أن تكون الصين أو الأمم المتحدة ضامنة لهذه الاتفاقيات التي قد توقع مستقبلًا لإنهاء هذا الصراع.
روسيا تريد وقف هذه الحرب لأن الحرب تستنزفها وهناك خسائر كبيرة على الساحة الميدانية للحرب لموسكو ومن مصلحتها وقف الحرب ورفع العقوبات الأمريكية والغربية عنها ومن الأفضل للرئيس ترامب وقف هذا النزاع والتخلي عن دعم زيلينسكي لأن استمرار الدعم يضر بالأمن القومي الأوربي وكذلك الأمن القومي الأمريكي وموسكو لم تضر بالأمن القومي الأمريكي والأوروبي.
وما حدث هو أن حلف الناتو هو الذي تقدم باتجاه روسيا وهو الذي أنشأ القواعد العسكرية والهدف منها التهديد والضغط على روسيا وتسطيع حمل رؤوس نووية وليس كما زعم حلف الناتو سابقًا بأنها موجهة ضد التهديدات الإيرانية، ولا يمكن حل الصراع إلا إذا عادت الثقة بين الطرفين الروسي والأمريكي والغربي.
لا أعتقد أن امتلاك أوكرانيا قنبلة نووية يساعد في حل الصراع بل يشكل خطرًا على أوكرانيا وروسيا والدول الغربية ولن تسمح به روسيا والدول الغربية وهو مجرد ابتزاز من كييف للدول الغربية من أجل استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا ولن تلقى هذه الابتزازات أي اهتمام من الدول الغربية.
وهذه الدول أُنهكت اقتصادياً وتعبت من هذا الصراع وهناك انقسام في الدول الغربية وصعود لليمين والكل يريد إنهاء هذه الحرب ومن ثم فإن حل الصراع يخدم كل هذه الدول باستثناء مصالح الطبقة الضيقة ونظام زيلينسكي وأن توقف الصراع يعني نهاية زيلينسكي لأنه رئيس غير شرعي لأوكرانيا بعد انتهاء فترته الانتخابية.