سانا: أحمد الشرع يزور قطر اليوم
من بين جميع المظالم التي عبَّر عنها الأوكرانيون بعد التوبيخ العلني لرئيسهم في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، كانت التعليقات حول ملابس الرئيس فولوديمير زيلينسكي هي الأكثر إثارة للجدل، حيث أشعلت سيلا من النكات والميمات التي سخرت من اعتبار زيه العسكري إهانة للقيادة الأمريكية.
زيّ الحرب ورسالة الصمود
منذ اليوم الأول للهجوم الروسي الشامل في عام 2022، اختار زيلينسكي ارتداء الملابس العسكرية، غالبا ما تكون قميصا أخضر أو أسود تضامنا مع القوات الأوكرانية في الخطوط الأمامية، والتي تضم العديد من المدنيين الذين اضطروا لاستبدال بدلاتهم الرسمية بزي المعركة.
كما ارتدى أحيانا القميص الأوكراني التقليدي باللون الأخضر العسكري، في إشارة إلى التراث الوطني، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
في لقائه الأخير مع دونالد ترامب، لم يغير زيلينسكي من أسلوبه المعتاد في ارتداء الملابس، وهو ما دفع ترامب إلى الإدلاء بتعليق ساخر حول قميص زيلينسكي وسرواله الأسود، مشيرا إلى أنه "يرتدي ملابس أنيقة" من أجله.
وبعد ذلك، سأل المراسل براين جلين زيلينسكي مباشرة: "لماذا لا ترتدي بدلة؟ هل لديك واحدة؟"، ليرد زيلينسكي مازحا بأنه يمتلك بدلة ربما تكون أجمل من تلك التي يرتديها جلين، مضيفًا أنه "سيرتدي زيا تنكريا بعد انتهاء الحرب".
رد أوكراني ساخر
لم يكن انتقاد مظهر زيلينسكي مجرد تعليق عابر، بل أثار موجة من ردود الفعل الساخرة والغاضبة داخل أوكرانيا، حيث اعتبر كثيرون أن السخرية من ملابس الرئيس إهانة للدولة نفسها وما مرت به خلال السنوات الثلاث الماضية.
ردت وزارة الخارجية الأوكرانية عبر حسابها على إنستغرام بمنشور يحمل عنوان "الأوكرانيون يرتدون بدلاتهم"، أرفقته بسلسلة من الصور تظهر الجنود الأوكرانيين في ساحات المعركة، وطبيبا يرتدي زيًا طبيًا مغطى بالدماء بعد قصف مستشفى، وطيارا مقاتلا، وعمال إنقاذ ينقلون مدنيين من مبانٍ مدمرة، ومسعفا قتاليا يحمل معدات الإسعافات الأولية، إلى جانب رجال إطفاء وعمال طاقة في مصنع تعرض للقصف الروسي مؤخرا.
اختُتمت السلسلة بصورة لرجل وامرأة يرتديان ملابس من تصميم أوكراني في عرض أزياء، حيث يظهر الرجل بساقين اصطناعيتين ويمسك بيد المرأة التي أظهرت ساقها الاصطناعية أيضا.
موجة من السخرية
سارعت الشخصيات العامة الأوكرانية إلى الانضمام إلى هذا الرد الجماعي؛ إذ نشرت ميلانيا بودولياك، التي فقدت شريكها الطيار في الحرب، صورة لامرأة تحمل لافتة كتب عليها: "هل ستتوقف روسيا عن قتل الأوكرانيين إذا ارتدينا جميعا البدلات؟".
أما الصحفي الأوكراني ميخايلو تكاتش، فقد نشر محادثة وهمية عبر منصة X، تتناول كيف تخلت أوكرانيا عن ترسانتها النووية في 1994 مقابل ضمانات أمنية تم انتهاكها لاحقا، مع تعليق ساخر: "وأين بدلتك؟ أين أسلحتنا النووية؟".
لم يكن الأوكرانيون وحدهم في هذا الموقف، إذ شاركت شخصيات من المجتمع الدولي في النقاش.
نشرت ممرضة قتالية أمريكية تخدم في أوكرانيا صورة لها بزيها العسكري مع تعليق مباشر موجه إلى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس: "هذه هي بدلتي @JDVance".
رمزٌ للصراع لا اللأناقة
في نهاية المطاف، يكشف هذا الجدل أن الأمر لا يتعلق بارتداء البدلات الرسمية أو عدمها، بل بواقع الحياة في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي.
البدلة التي اعتاد كثير من الأوكرانيين ارتداءها قبل الحرب أصبحت الآن بدلة معركة، سواء كانت زيا عسكريا، أو زي طبيب في مستشفى ميداني، أو معدات عامل إنقاذ تحت القصف.
بينما يرى البعض في تعليق ترامب إشارة إلى البروتوكول الرسمي، فإن الأوكرانيين يرونه تقليلا من معاناتهم اليومية.
