logo
العالم

معركة الحريديم تتأجج ضد نتنياهو وسط دعوات إلى عصيان التجنيد

معركة الحريديم تتأجج ضد نتنياهو وسط دعوات إلى عصيان التجنيد
الحريديم في إسرائيل المصدر: رويترز
19 يوليو 2024، 12:41 م

تلقي معركة اليهود المتشددين دينيًّا في إسرائيل "الحريديم"، المتعلقة بتجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، بظلالها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة بعد الدعوات إلى عصيان قرار التجنيد الذي ترفضه هذه الفئة.

ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدم أي منهم في الجيش، على اعتبار أنهم يكرسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، كما أنهم يعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.

تجنيد الحريديم

وقبل أيام، قال الجيش الإسرائيلي، إنه "سيبدأ الأسبوع المقبل تجنيد أفراد من الحريديم للخدمة بصفوفه"، مشيراً إلى أنه اعتبارًا من الأحد المقبل سيبدأ إصدار أوامر استدعاء الدفعة الأولى للتجنيد، وفق وكالة "رويترز".

وعلى إثر ذلك، حرّض الحاخام الأكبر في إسرائيل يتسحاق يوسف أتباعه على العصيان، قائلاً: "لا تذهبوا، من وصله قرار التجنيد فليمزقه، ولو تمّ سجنه سيحضر له رئيس المعهد الديني لتعليمه في السجن"، وفق هيئة البث الرسمية "كان".

واحتشد الآلاف من الحريديم خلال الأيام الماضية وقطعوا بعض شوارع تل أبيب، ودخلوا في مواجهات عنيفة مع الشرطة، للتعبير عن رفضهم للقرار، والذي جرى اتخاذه على إثر النقص الحاد الذي يعانيه الجيش الإسرائيلي؛ بسبب الحرب في غزة والتوترات على الحدود مع لبنان.

و"للحريديم" متطلبات خاصة، أبرزها عدم الاختلاط بالإناث، وتوفير طعام خاص، واحترام يوم السبت، ما يفرض على الجيش الإسرائيلي ترتيبات خاصة لتشجيعهم على التجنيد، الأمر الذي يدفعهم لزيادة الموازنات العسكرية.

 وبالرغم من معارضة حزبي "شاس" و"يهودت هتوراه" تجنيد الحريديم، لم يقررا حتى اللحظة الانسحاب من الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو؛ إلا أن ذلك يبقى خيارًا مطروحًا أمام الحزبين، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الرافضة للقرار.

خياران صعبان

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "تجنيد الحريديم من أخطر الملفات التي تهدد استقرار حكومة نتنياهو بالوقت الحالي"، مشيرًا إلى أن مضي الجيش الإسرائيلي قدمًا بتنفيذ القرار يمكن أن يؤدي لانهيار الائتلاف الحكومي.

وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "الأحزاب اليمينية المتشددة لا يمكن أن تقبل تجنيد الحريديم، وهو ما سيضع نتنياهو أمام خيارين صعبين للغاية"، مبينًا أن الخيار الأول يتمثل في إصدار قرار بتأجيل تجنيد الحريديم.

وأوضح أن "ذلك سيضع نتنياهو في مواجهة مع القادة العسكريين للجيش الإسرائيلي، وسيدفعه لتقديم تنازلات غير مسبوقة بموقفه المتشدد من الحرب على غزة والتهدئة مع حركة حماس، ما يعني الوصول لاتفاق مرحلي".

وأشار إلى أن "الخيار الثاني يتمثل في مغامرة نتنياهو والمضي قدمًا في تنفيذ القرار من قبل الجيش الإسرائيلي والمغامرة بإمكانية انهيار ائتلافه الحكومي على إثر انسحاب الأحزاب المتشددة دينيًّا"، مؤكدًا أن نتنياهو لا يفضل هذا الخيار.

ووفق المحلل السياسي، فإن "أي تقدم بالمفاوضات الدائرة بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء يمكن أن ينقذ نتنياهو من مأزقه ولو بشكل جزئي"، مشيرًا إلى أن نتنياهو وائتلافه محاصرون بالعديد من الأزمات التي قد تؤدي لانهيار الحكومة بأي لحظة.

أخبار ذات علاقة

نيران الحريديم تحاصر نتنياهو وتهدد بإسقاط حكومته

 

مخرج نتنياهو

من ناحيته، يرى المحلل السياسي، والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي، إمطانس شحادة، أن "نتنياهو لا يمكن له تجاوز القرار المتعلق بتجنيد الحريديم إلا في حال التوصل لاتفاق مرحلي للتهدئة مع حماس برعاية الوسطاء".

وقال شحادة، لـ"إرم نيوز"، إن "الدعوات للعصيان التي أطلقها قادة الحريديم ستؤدي إلى فوضى عارمة داخل إسرائيل، وهو ما سيؤثر على العمليات العسكرية في غزة، والتوتر الأمني على الجبهة الشمالية مع لبنان".

وأشار إلى أن "هذه الفوضى ستعيد الخلافات داخل الائتلاف الحكومي لنتنياهو للمربع الأول، وستكون الشرطة الإسرائيلية مضطرة للتعامل بشدة مع الحريديم"، مؤكدًا أن ذلك سيكون بمثابة زلزال للائتلاف الحكومي.

وأضاف: "نتنياهو بحاجة للتوصل لاتفاق غير معلن مع قادة الجيش الإسرائيلي من جهة والأحزاب الدينية من جهة أخرى، يضمن تجاوز هذه الأزمة أو تأجيلها بشكل مؤقت"، مبينًا أن نتنياهو لا يمكن له تجاوز القانون إلا بهذه الطريقة.

وزاد: "رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه القدرة على التوصل لهذا النوع من الاتفاق، وإقناع شركائه اليمينيين بأهمية بقاء الائتلاف الحكومي، كما أنه يمكن أن يقدم تعهدات للجيش بزيادة الميزانيات، والتخفيف من شروطه بشأن التهدئة مع غزة مقابل تجاوز أزمة تجنيد الحريديم".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC