ترامب: الدولار سيرتفع وسيكون أقوى من أي وقت مضى
تتصاعد المخاوف من التداعيات الكارثية للتغيرات المناخية إلى الحد الذي يدفع بعض النساء إلى الامتناع عن الإنجاب، خشية عدم توافر مناخ ملائم لعيش أطفالهن، الأمر الذي يعبر عنه العلماء بـ"القلق المناخي".
وتنقل "بي بي سي" في تقرير لها شهادات لعدد من النساء، بما في ذلك في البلدان الناشئة، اللائي يبدين مخاوفهن من المستقبل بسبب تداعيات التغيرات المناخية، وتأثيراتها على مستقبل كوكب الأرض.
ويطلق الخبراء على هذه الظاهرة اسم "القلق المناخي"، أي الشعور بالقلق المرتبط بتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري والأحداث المتطرفة.
ويظهر استطلاع أجرته "غوغل" بناءً على طلب من "بي بي سي" أن عمليات البحث عن هذا المصطلح باللغة البرتغالية وحدها زادت 73 مرة في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017.
وتشرح "بي بي سي" هذا المصطلح موضحة أن "القلق المناخي، أو القلق البيئي، هو القلق الصحي الذي نشعر به عندما نلاحظ ما يحدث في عالمنا المتغير.. نحن نواجه تهديدات شخصية وكوكبية بسبب مناخنا المتغير بسرعة، وهذا يجعلنا قلقين، ويجعلنا نخشى على مستقبلنا ومستقبل أطفالنا، ولا يقتصر الأمر على القلق فحسب، بل أيضًا: الحزن، والاكتئاب، والأسى، واليأس، والغضب، والإحباط، والارتباك"، وفق تعبيرها.
وتقول جوليا بورخيس: "كانت تنتابني نوبات من القلق، إلى حد التفكير في التخلي عن حياتي، لأنني لم أكن أعرف كيف أتعامل معها"، مضيفة أن "تلقي دورة تدريبية حول القيادة المناخية لم يساعدها كثيرًا، بل زاد من إحساسها بالمسؤولية تجاه ما يحدث"، وفق ما نقلته "بي بي سي".
وتوصلت المرأة إلى استنتاج مفاده أنه لن يكون من الجيد إنجاب طفل.
وفي العام 2022، سأل فريق من جامعة نوتنغهام البالغين في 11 دولة عما إذا كان القلق بشأن تغير المناخ جعلهم يعتقدون أنه لا ينبغي لهم إنجاب الأطفال، أو ما إذا كانوا نادمين على إنجاب بعض الأطفال، وتراوحت نسبة الذين أفادوا بأن لديهم هذه الأفكار -أحيانًا أو غالبًا أو دائمًا- من 27% في اليابان إلى 74% في الهند، ومن المتوقع أن يتم نشر الدراسة في العام المقبل.
ووجد بحث سابق نُشر في المجلة العلمية "ذي لانست" بناءً على استطلاع العام 2021 شمل 10000 شخص تتراوح أعمارهم بين 16-25 عامًا، أن أكثر من 40% من المشاركين في: أستراليا، والبرازيل، والهند، والولايات المتحدة، والفلبين، قالوا إن تغير المناخ جعلهم أكثر ترددًا لإنجاب أطفال.
وفي فرنسا، والبرتغال، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، يتراوح المعدل بين 30-40%، وفي نيجيريا، بلغت نسبة المترددين 23%، وفق "بي بي سي".
ويخلص تحليل 13 دراسة سابقة أجريت بين عامي 2012-2022، ونشرها هذا الشهر باحثون في جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة، إلى أن المخاوف بشأن تغير المناخ كانت مرتبطة بشكل عام بالرغبة في إنجاب عدد أقل من الأطفال.
وبحسب نتائج الدراسة، فقد كان المشاركون قلقين بشأن التأثير الذي قد يحدثه تغير المناخ على حياة أطفالهم، أو شعروا أن إنجاب المزيد من الأطفال لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغط على موارد الكوكب.
ومع ذلك، وفي دراستين أجريتا في زامبيا وإثيوبيا، يقول الباحثون إن وجهة النظر السائدة هي أن "الأسر الصغيرة في وضع أفضل لدعم نفسها في الظروف البيئية المعاكسة"، بحسب تقرير "بي بي سي".
وفي العام 2019، قالت المغنية الأمريكية مايلي سايروس إنها لن تنجب أطفالًا بسبب حالة الكوكب، وتساءلت عضوة الكونغرس الأمريكي، ألكسندريا أوكازيو كورتيز، على "إنستغرام"، عما إذا كان من الصواب جلب الأطفال إلى عالم تضرر بسبب تغير المناخ.
ويُثار الجدل حول هذه المسألة الآن في البلدان التي تقع على الخطوط- الأمامية لأزمة المناخ.