"رسالة دعم".. زعيم الناتو الجديد يستهل مهامه بزيارة كييف

 أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، زيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، بعد يومين من تسلمه قيادة الحلف من سلفه ينس ستولتنبرغ، في رسالة مفادها استمرار الحلف في الدعم العسكري والمادي لكييف في حربها ضد روسيا.

وجدد زعيم الناتو الجديد خلال لقائه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، دعم حلف شمال الأطلسي لكييف، مؤكدًا أن أمن أوكرانيا يهم القارة العجوز، وأن نضال الأوكرانيين من أجل الحرية يعكس مبادئ "الناتو"وقيمه الأساسية، وأن كييف أقرب إلى حلف شمال الأطلسي أكثر من أي وقت مضى، وستستمر على هذا المسار حتى تحصل على عضوية الحلف.

وفي المقابل، قالت الرئاسة الروسية في أول تعليق لها على خطاب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إنها لا تتوقع أي تغيير كبير في سياسة "الناتو" فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، وأن الحال يبقى كما هو عليه منذ اندلاعها في فبراير/ شباط 2022.

 وعود روته

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، نبيل رشوان، إن زيارة الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته لأوكرانيا تحمل رسالة واضحة، وهي استمرار الحلف في الدعم العسكري والمادي لكييف في حربها ضد روسيا.

وعن تصريحات روته بأن أوكرانيا أصبحت أقرب من أي وقت مضى لعضوية الحلف أكد رشوان في حديث لـ"إرم نيوز" أنه أمر مبالغ فيه؛ لأن ميثاق الحلف يمنع انضمام أي دولة له في حالة وجود نزاعات تتعلق بالحدود أو الصراع مع الدول المجاورة، كما هو الحال حاليًا بين كييف وموسكو، ولكن يتوقف كل هذا على ما إذا كانت أوكرانيا تسعى لإنهاء الحرب، وهل ستقدم تنازلات أم لا فيما يتعلق بالأراضي التي سيطرت عليها روسيا. 

وفيما يتعلق بأشكال الدعم المقدمة من الحلف قال رشوان إن الأمين العام لحلف الناتو مارك روته كان رئيس وزراء هولندا السابق، وهو أول من قدّم طائرات "إف 16" لأوكرانيا، وهو لا يمانع من استخدام هذه الطائرات في ضرب العمق الروسي، وهو ينحاز بدرجة كبيرة لأوكرانيا، ومن ثم فإن زيارته الأولى لأوكرانيا تأكيد على دعم حلف الناتو غير المحدود للقيادة الأوكرانية الحالية.

ترسيم الحدود

ومن جهته، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، آصف ملحم، إن زيارة روته لأوكرانيا تحمل دلالة مهمة على دعم الحلف القوي لأكرانيا في حربها ضد روسيا، خاصة وأنها الزيارة الأولى له بعد توليه منصبه الجديد.

وأشار ملحم في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى مجموعة من النقاط التحليلية لفهم أبعاد المشهد الحالي، وهي أن مارك روته كان رئيسًا لوزراء هولندا، وكانت كل من هولندا والدنمارك من أوائل الدول الأوروبية المتحمسة لتقديم طائرات "إف 16" لأوكرانيا، وفي السنة الماضية وبالتحديد في شهر أغسطس/ آب زار زيلينسكي الدنمارك وهولندا. كما أن مارك روته عندما كان رئيسًا لوزراء هولندا زار أوكرانيا أربع مرات، وله علاقات جيدة مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

وحول تعهده بضم أوكرانيا للحلف أوضح ملحم أن تصريحات روته حملت "جزرة" لأوكرانيا كي تنضم إلى حلف "الناتو"، ولكن وفقًا لميثاق الحلف لا يمكن أن تنضم دولة إلى الحلف طالما حدودها عليها نزاعات كما هو الوضع الحالي لأوكرانيا، إلا أن ذلك قد يعني أن هناك خطة مدروسة من قبل دول الناتو بترسيم الحدود الأوكرانية على أساس الوضع القائم حاليًا على جبهات القتال، مشيرًا إلى أن هناك قناعة داخل حلف الناتو  بأن المعركة مع روسيا صعبة للغاية، ولا يمكن لروسيا أن تفرط في الأراضي التي سيطرت عليها.

وتابع أن الواقع الحالي قد يدفع الحلف لترسيم حدود أوكرانيا من جديد، ثم يبدأ في خطة الضم لتصبح أوكرانيا كلها تحت التحكم والسيطرة "الناتوية" المباشرة، ويعاد تحضيرها من جديد لمواجهة روسيا.

وأكد ملحم أنه على يقين بأن أوكرانيا مجرد خطوة تكتيكية لحرب كبرى بين روسيا والناتو، لذلك قد تكون هناك خطة من هذا النوع بالقبول بالواقع الحالي بين الدولتين، والتنازل عن المناطق التي ضمتها أوكرانيا لإعادة تأهيلها من جديد ضد روسيا.