بكين ترفض اتهامات بمشاركة جنود صينيين في الحرب بأوكرانيا
من داخل مقر إقامته العائلية في مارالاغو بولاية فلوريدا، ظهر الرئيس المنتخب دونالد ترامب محاطًا بأفراد عائلته، لكنه رفض التقاط صورة قبل انضمام الحليف الجديد، الملياردير إيلون ماسك.
الصورة التي تروي الكثير، تُظهر بوضوح مدى التقارب الكبير بين الرجلين منذ انضمام ماسك العلني لحملة ترامب في الأسابيع الأخيرة.
وأظهر الأسبوع الذي تلا انتخاب ترامب تطورًا لافتًا، حيث بات من الواضح أن نفوذ ماسك أصبح له دور بارز في تحديد معالم ولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض.
يقول مراسلو مبنى الكابيتول إن الحديث الأكثر تداولًا بين أعضاء الحزب الجمهوري في غرفتي النواب والشيوخ هذه الأيام هو كيفية الحصول على الرقم الشخصي لإيلون ماسك، معتبرين أن ذلك يعد الطريق الأقصر إلى قلب الرئيس المنتخب ودائرته الضيقة التي تشغلها حاليًا مهمة اختيار أعضاء الفريق الإداري للسنوات الأربع المقبلة في واشنطن.
حتى الآن، يُعتبر ماسك الشخصية الأكثر زيارة لترامب في مقر إقامته العائلية والأكثر ظهورًا إلى جانبه منذ إعلان نتائج الانتخابات. كما أثار تساؤلات عديدة حول دوره المتزايد، فقد أصبح شريكًا مباشرًا في اتصالات ترامب الهاتفية مع القادة الأجانب، وكان آخرها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث جمعتهم مكالمة هاتفية واحدة.
يقول مقربون من فريق ترامب الانتقالي إن الرئيس المنتخب أنشأ غرفة عمليات خاصة في مقر إقامته العائلية، حيث يتم دراسة ملفات المرشحين لمناصب الإدارة الجديدة.
وتتوفر شاشات لعرض إنجازات هؤلاء المرشحين قبل اتخاذ القرارات النهائية بشأن المفضلين للتعيين، وأكدوا أن إيلون ماسك يشكل جزءًا أساسيًا من هذه العملية الدقيقة.
نفوذ ماسك المتزايد في محيط ترامب قدم لمحة عن ملامح الإدارة الجديدة في واشنطن، إذ يظهر الرئيس المنتخب حرصه على تقديم وجوه جديدة، بعيدًا عن فريقه السابق، أو من كانت لهم علاقة بالصف الثاني في إدارته الأولى.
ويعود هذا التوجه جزئيًا إلى الولاء المطلق الذي أظهره ماسك لترامب بعد مغادرته البيت الأبيض، خاصة خلال السنوات الأربع الماضية، حين كان ترامب بحاجة إلى دعم المشرعين في الغرفتين لمواجهة القضايا القانونية والمحاكمات التي كانت تحيط به.
خلال الأسبوع الأول من انتقال السلطة، وفي خلاف مع التقاليد المتبعة في هذه الفترة التي عادة ما يتحدث فيها الرؤساء الأمريكيون عن اختياراتهم لفريقهم، قام الرئيس المنتخب دونالد ترامب بنفي إمكانية اعتماده على اثنين من أبرز الشخصيات في إدارته الأولى، وزير خارجيته السابق مايك بومبيو وسفيرته لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي.
وجاء هذا النفي بعد تأكيدات من مقربين بأن بومبيو كان يعد من أبرز الخيارات المطروحة لتولي منصب وزير الخارجية مجددًا، بالنظر إلى العلاقة الوثيقة التي جمعته مع ترامب ومستوى الثقة والالتزام الذي أظهره بعد مغادرته واشنطن. إلا أن الخلاف العلني بين ترامب وبومبيو حول السياسة الأمريكية تجاه الحرب في أوكرانيا بدا كعنصر حاسم قطع الطريق أمام عودة بومبيو إلى العاصمة واشنطن.
وقال مقربون من فريق ترامب الانتقالي لـ"إرم نيوز" إن موقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب من نيكي هيلي، التي نافسته بقوة على ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية الصيف الماضي، يعكس بشكل واضح أنه سيركز على الولاء والوفاء في اختيار دائرته الضيقة الجديدة في البيت الأبيض.
وأضاف المقربون أن الفريق الانتقالي هذه المرة يمتلك الخبرة الكافية لإدارة متطلبات السبعين يومًا في واشنطن بشكل أفضل مما كان عليه الحال في الولاية السابقة، مشيرين إلى أن الرئيس المنتخب أصبح لديه فكرة شبه كاملة عن فريق الجناح الغربي الجديد.
وفي إشارة إضافية تؤكد هذا التوجه، فضل ترامب البدء مبكرًا في مواجهة مجلس الشيوخ، الذي سيتعين عليه المصادقة على التعيينات الجديدة وفقًا للدستور الأمريكي والأعراف السياسية المتبعة في تشكيل الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
وفيما يشبه طلبًا للحصول على "يد مطلقة" في التعيينات، طلب الرئيس المنتخب دونالد ترامب من مجلس الشيوخ الجديد، الذي سيهيمن عليه الجمهوريون اعتبارًا من يناير المقبل، إعفاؤه من إجراءات المصادقة الطويلة والمعقدة على أعضاء حكومته. وأكد ترامب أن هذا الإجراء سيستهلك الكثير من الجهد والوقت، مما قد يعرقل بدء عمل حكومته.
ورغم أن الطلب سيكون سهلًا على الجمهوريين تمريره، إلا أن الأمر لن يمر من دون معارضة من الأقلية الديمقراطية في المجلس. إذ إن الديمقراطيين يرون في هذا الطلب تنازلًا من مجلس الشيوخ يسمح للرئيس المنتخب بتعيين أعضاء حكومته دون احترام الإجراءات التقليدية، مثل البحث في خلفيات المرشحين واستجوابهم في جلسات علنية، وهي إجراءات أساسية في النظام الديمقراطي الأمريكي.
مطلب ترامب من مجلس الشيوخ بإعفائه من إجراءات المصادقة المعقدة على تعيينات إدارته يكشف عن توجهه الجديد في البيت الأبيض، حيث يهدف إلى استغلال سيطرة الجمهوريين على كلا الغرفتين في الكونغرس بعد نتائج انتخابات الثلاثاء الماضي. هذه السيطرة تمنحه القدرة على تمرير مشاريعه وتنفيذ خططه بالطريقة التي يراها دون الحاجة إلى التوافق مع الديمقراطيين.
والتأكيد الآخر على هذا التوجه يظهر في اختيارات ترامب لأعضاء إدارته، حيث تركز معظم التعيينات على الأشخاص الذين ظلوا إلى جانبه شخصيًا طوال السنوات الأربع الماضية، وكانوا دائمًا مدافعين عن سياساته.
من بين هذه الأسماء البارزة، مستشار الأمن القومي "مايك ويلز" نائب فلوريدا، و"توم هومان" المسؤول عن ملف الهجرة، و"سوزي وايلز" كبيرة موظفي البيت الأبيض، إضافة إلى "كريستي نوام" وزيرة الأمن الداخلي، و"مايك هاكابي" سفير ترامب لدى إسرائيل، و"إيليس ستيفانيك" سفيرته لدى الأمم المتحدة.