ترامب: الدولار سيرتفع وسيكون أقوى من أي وقت مضى
مع قرب بدء ولاية ثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تثار تساؤلات حول ملامح السياسة الخارجية لواشنطن وخاصة تجاه إيران، بعد تقارير تحدثت عن سعي الرئيس المنتخب إلى إعادة سياسة "الضغوط القصوى" التي مارسها في ولايته الأولى.
ويتوقع محللون سياسيون أن يشهد الشرق الأوسط تحولاً ملحوظاً في الطريقة التي ستتعامل بها واشنطن مع طهران، سواء من خلال تشديد العقوبات أو اتباع نهج أكثر مرونة، وذلك مع الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة، وعدم السماح لطهران بـ"السقوط" في الحضن الصيني" وفق تعبيرهم.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد العزي، إن "ترامب الرئيس في الأول والآخر، رجل أعمال، ويتعامل مع الملفات، وعلى رأسها إيران من هذا المنطلق، مع العمل على تمسكه بالوعد الذي قطعه أمام الأمريكيين في الانتخابات، بألا يضحي بأموالهم في تغذية الصراعات كما جرى من الديمقراطيين".
وأضاف العزي أن "فريق ترامب لم يكتمل بعد، وكذلك الحال بالنسبة للاستراتيجية المنتظرة التي من المتوقع أن تختلف عن سابقتها في ولايته الماضية، في ظل بعض الأسس التي يضعها في اعتباره، ومن أبرزها أن تكون الولاية القادمة بعد انتخابات 2028 لصالح الجمهوريين" وهو ما "يتطلب تحقيق توازن بين الوفاء بوعوده الانتخابية من جهة، وبين السير وفق الأسس التي تضعها الدولة العميقة في بلاده، سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي".
وأشار إلى أن "تشكيل وأسماء فريق العمل المرتقب للرئيس ترامب، الذي سيتولى ملفات العلاقات الخارجية والأمن القومي، سيوضح أولويات الرئيس الجمهوري المنتخب في التعامل مع إيران، ويتركز النقاش حول ما إذا كان سيتبنى نهجًا صارمًا تجاه طهران أم سيعتمد سياسة أكثر مرونة، لكن مع ضمان تنفيذ استراتيجيته وأهدافه في المنطقة، دون السماح لإيران بالانزلاق نحو الحضن الصيني".
وتابع قائلاً: "ستكون السياسات الخارجية وأولويات الصراع في عهد ترامب الجمهوري مختلفة تمامًا عن تلك التي اتبعها بايدن الديمقراطي، ويُتوقع أن تتطلب مصالح الدولة العميقة في الولايات المتحدة، في ظل الوضع الراهن، تقييمًا دقيقًا لمدى الحاجة إلى تشديد العقوبات وفرض الحصار على إيران، وفقًا لمؤشرات تتراوح بين استمرار السياسات القاسية كما كانت في ولاية ترامب الأولى، أو تبني نهج مغاير."
ومن جهته، أكد المحلل المتخصص في الشأن الإيراني، محمد المذحجي أن "استراتيجية ممارسة الضغط الأقصى على إيران من جانب ترامب، أتت ثمارها في الولاية السابقة للرئيس الجمهوري، عندما واجهت طهران مشاكل عديدة في فرض العقوبات الاقتصادية عليها".
وتوقع المذحجي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "تتعاون إيران مع "ترامب" بشكل تام ومطلق في هذه الولاية، حتى قبل أن تتوجه واشنطن تحت الإدارة الجمهورية إلى تبني سياسة الضغط الأقصى على طهران".
ويرى أن "إيران ستتجاوب مع توجهات الإدارة الجديدة في ما يخص الشرق الأوسط، وفي مقدمتها تقليص نشاط ميليشياتها وأذرعها العسكرية، وعدم استمرار الدعم المقدم لها، مقابل الحصول على بعض الامتيازات التي تمنحها الولايات المتحدة".
وبحسب المحلل السياسي، فإن هذا التعاون من جانب إيران سيقابله دعم من ترامب للمرشد الأعلى علي خامنئي، من خلال تمهيد الطريق لنجله "مجتبى" ليكون خليفة له في هذا المنصب، بشكل مخالف لتوجه "الحرس الثوري" الذي يدعم مرشحين آخرين لهذا المنصب.
وتابع المذحجي أنّ "هناك امتيازات سياسية واقتصادية ستقدم لإيران مقابل وقف دور ودعم نشاط أذرعها في الشرق الأوسط، والقضاء على ظاهرة السلاح خارج نطاق مؤسسات الدولة في بعض البلدان بالمنطقة".
ولفت إلى أن طهران ستعمل على وقف هجمات الحوثيين، بهدف تحقيق استقرار المنطقة وخلوها من الاضطرابات، حتى لا تتعرض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لأي مخاطر أو تهديدات.
وأضاف المذحجي أن ترامب لن يقدم امتيازات خارجية لإيران في الفترة القادمة، وأن أي امتيازات قد تُمنح ستكون اقتصادية أو سياسية داخلية، كما ستكون الرسالة من إدارة ترامب إلى طهران.