بوتين يقر رسميا معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع إيران
لطالما كانت الدبابات الألمانية من طراز "ليوبارد 2" تمثل أملًا كبيرًا للأوكرانيين في تحقيق اختراق عسكري حاسم ضد القوات الروسية، لكن التجربة الميدانية أثبتت أن الخبرة القتالية وحدها هي التي تكشف فاعلية المعدات على الجبهات.
وبحسب تقرير نشره موقع "واتسون" (النسخة الفرنسية) فإن من بين 18 دبابة "ليوبارد 2" قدمتها ألمانيا لكييف في مارس 2023 تم فقدان 13 على الأقل، إما عبر تدميرها أو إعطابها أو الاستيلاء عليها، وفقًا لإحصاءات مشروع "Oryx" للتوثيق المستقل.
وفي ظل هذه الخسائر، زودت إسبانيا أوكرانيا بـ19 دبابة "ليوبارد" إضافية من نماذج أقدم في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن العدد الحقيقي للخسائر قد يكون أكبر بكثير.
وتشير بيانات "Oryx" إلى أن أوكرانيا خسرت منذ بدء الحرب الروسية ما لا يقل عن 935 دبابة قتالية، و6613 مركبة عسكرية أخرى. وفي المقابل، بلغت خسائر روسيا نحو 18015 مركبة، منها 3396 دبابة.
لكن، وعلى الرغم من تفوق كييف العددي في نسبة الخسائر (1:3)، فإن الفارق الكبير في الترسانة يجعل الوضع أكثر صعوبة، إذ تملك موسكو مخزونًا هائلًا من الحقبة السوفييتية، بينما تعتمد أوكرانيا على الدعم الغربي المحدود.
ورغم الأداء القتالي العالي لدبابات ليوبارد، فإنها لم تلبِّ التوقعات. وكشفت صحيفة تليغراف البريطانية، نقلًا عن محضر اجتماع سري بين الملحق العسكري الألماني في كييف ومجموعة من جنود الجيش الألماني، عن صعوبات كبيرة في تشغيل وصيانة هذه الدبابات في ساحة المعركة.
فالأنظمة المعقدة لدبابات ليوبارد تتطلب إصلاحات خارجية، ما يعني نقلها إلى غرب أوكرانيا أو حتى بولندا، وهو أمر مرهق ويُعطّل استخدامها فورًا عند أي عطب.
ويقول سيرجي سومليني، المدير التنفيذي لمركز المبادرة الأوروبية للصمود إنّ "المشكلة ليست فقط في قلة عدد دبابات ليوبارد، بل في عدم ملاءمتها لساحة المعركة الأوكرانية. فهذه الدبابات صُمّمت للعمل تحت غطاء جوي جيد، وهو ما تفتقر إليه أوكرانيا".
ويضيف: "لقد صُمّمت هذه الأنظمة أيضًا من قِبل جيل من المصنّعين الألمان الذين لم يشهدوا الحرب، ولذلك مالوا إلى تعقيد النظام بشكل مفرط. الأنظمة القديمة، التي صممها أولئك الذين شهدوا الحرب بالفعل في ستينيات القرن العشرين، هي أكثر فائدة في ساحة المعركة، وإن كانت أقل في مستوى التدريع".
ويقول خبراء الدفاع في ألمانيا إن تجربة أوكرانيا في ساحة المعركة تحمل دروسًا واضحة فيما يتعلق بمشتريات البلاد، خاصة إذا قررت روسيا اختبار حلف شمال الأطلسي مستقبلًا.
المشكلة ليست في ليوبارد وحدها
الأمر لا يقتصر على الدبابات الألمانية فقط؛ إذ أُبلغ عن مشكلات مماثلة في دبابات "أبرامز" الأمريكية و"تشالنجر 2" البريطانية.
ففي ديسمبر الماضي، وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جيك سوليفان، دبابات أبرامز بأنها "ليست الأكثر نفعًا"، نظرًا لحاجتها المفرطة للصيانة والوقود. وقد خسرت أوكرانيا نحو 20 دبابة أبرامز من أصل 80 قدمتها واشنطن وأستراليا.
أما دبابة "تشالنجر" البريطانية، فواجهت هي الأخرى تحديات تتعلق بقطع الغيار وصيانة الأعطال في الميدان، ما أضعف كفاءتها التشغيلية.
لذلك، تقول سارة ناني، المتحدثة باسم حزب الخضر في البوندستاغ الألماني لشؤون الدفاع: "علينا أن نعيد التفكير في الكميات والمواصفات. المركبات التي تتعرض للتلف تبقى خارج الخدمة لفترات طويلة، وهذا يُضعف قدرة أوكرانيا على الصمود".
وبينما يواصل الغرب دعم أوكرانيا عسكريًا، فإن الخبرة الميدانية تكشف فجوة كبيرة بين التصميمات العسكرية الغربية واحتياجات الحرب الفعلية، ما يدعو إلى إعادة تقييم كبرى لمفهوم "التفوق التكنولوجي" في الحروب الحديثة.