وزير الدفاع الأمريكي: لم نشارك أي معلومات سرية في محادثة تطبيق سيغنال
في اليوم الأول لوزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيغسيث في مبنى وزارة الدفاع، أكد توجه رئيسه إلى اتخاذ مجموعة قرارات تتعلق بسياساته الدفاعية، أبرزها على الإطلاق قراره بإطلاق "قبة حديدية دفاعية" في سماء البلاد بأسلحة تكتيكية، إضافة إلى قرارات أخرى تتعلق بإعادة إدماج العسكريين الذين رفضوا تلقي التطعيم خلال أزمة "كورونا"، كما رغبت في ذلك الإدارة السابقة، وقرار يتعلق بإلغاء قرار التوظيف على أساس المساواة والتنوع.
ما تحدث عنه الوزير هيغسيث، وحققه الرئيس، كان تجسيدا لوعد انتخابي أطلقه الرئيس ترامب في وقت مبكر من حملته الانتخابية، عندما تحدث وقتها أنه يرغب في إدخال تعزيزات على الأسلحة الدفاعية في البلاد من خلال استحداث قبة حديدية على الطريقة التي تم تنفيذها في إسرائيل.
ووقع ترامب، فعلاً، على عدة أوامر تنفيذية، ليلة الاثنين، يمكن أن تعيد تشكيل إدارة الجيش وتكوينه. وقال موقع "سي بي إس نيوز" الأمريكي، إن الرئيس وقع، من بين الأوامر، على أمر تنفيذي لإنشاء عملية لتطوير ما تسميه الإدارة القبة الحديدية الأمريكية – درع دفاع صاروخي للوطن.
ومن بين الأوامر التي وقعها ترامب، أمر يقضي بإعادة أفراد الجيش الذين تم تسريحهم لرفضهم الحصول على لقاح كوفيد-19.
خطوة ضرورية
ترامب قال حينها إن الفكرة تبدو جيدة وضرورية للأمن القومي الأمريكي وإن كان مثل هذا المشروع، من الناحية العملية، يحتاج إلى جهود جبارة وإلى ميزانية ضخمة، بالنظر إلى أن المسألة تحتاج إدخال تحديثات على النظام الدفاعي القائم حاليا في البلاد، كما تحتاج أسلحة تكتيكية تغطي المساحة الكاملة للبلاد الممتدة من المحيط إلى المحيط.
المشروع يقول عنه مسؤولون في إدارة الرئيس ترامب، إنه سيراعي الاختلافات الجوهرية القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، سواء من ناحية المساحة الجغرافية والممتدة، إضافة إلى اختلاف طبيعة التهديدات التي تستهدف الأمن القومي للولايات المتحدة، وهي إشارة أخرى من قبل هؤلاء المسؤولين إلى الطبيعة المختلفة لهذا المشروع.
ترامب عندما تحدث عن المشروع في موعد انتخابي أشار إلى نجاح المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في تأمين البلاد وصدّ الهجمات التي استهدفتها، وهو النجاح الذي دفعه إلى القول حينها: "لماذا لا تفكر الولايات المتحدة في نظام مماثل لحماية أراضيها من التهديدات الخارجية المحتملة؟".
وكان ترامب جدد تمسكه بالمشروع عشية تنصيبه في خطاب لأنصاره بالعاصمة واشنطن عندما قال إن المنظومة الدفاعية التي يعتزم إطلاقها كأحد المشاريع الدفاعية الكبرى لولايته الثانية ستصنع بالكامل داخل الولايات المتحدة.
لم تكن تلك هي المناسبة الوحيدة التي تحدث فيها ترامب وحزبه الجمهوري عن هذه الخطوة، حيث سبق للحزب أن تحدث في وثائقه الرسمية عن مشروع أسماه بـ"حقل القوة"؛ الذي هو عبارة عن قبة حديدية لحماية الأمن القومي الأمريكي، وهو المشروع الشبيه بالمشروع الإسرائيلي دون أن يقدم الحزب أو الرئيس ترامب أية تفاصيل عن خطة ومدة تنفيذ المشروع، أو عن نوع الصواريخ التي ستستعمل في المشروع.
ما هو معلن حتى الآن أن القبة الحديدية الأمريكية ستتوفر على مواصفات تستطيع من خلالها مواجهة الأجيال الجديدة من الصواريخ الباليستية؛ وهو ما سوف يوفر لوسائل الدفاع الأمريكية خطوة من التفوق أمام المخاطر المحتملة ومصادرها على الأمن القومي الأمريكي.
إعادة العسكريين المفصولين
وعلى الجانب الآخر، يأتي قرار ترامب بإعادة إدماج العسكريين السابقين المفصولين من عملهم على خلفية أزمة التطعيمات التي أقرتها الإدارة السابقة ليشمل 8 آلاف من العسكريين الذين رفضوا أوامر الحكومة الفيدرالية بوجوب تلقي التطعيمات المضادة لفيروس "كورونا" للبقاء في وظائفهم العسكرية بوزارة الدفاع؛ وهو الأمر الذي رفضه العاملون المسرحون من الوزارة حينها.
الأمر الرئاسي يقضي بإعادة العسكريين المفصولين إلى وظائفهم السابقة مع الاحتفاظ برتبهم العسكرية التي كانوا عليها ساعة فصلهم من وظائفهم.
ويقول مسؤولو إدارة ترامب إن القرار الذي كان وزير الدفاع السابق لويد أوستن قد أصدره العام 2021 لأسباب تتعلق بالصحة والسلامة العامة، كما جاء في نص القرار، كان قد مس بحرية الاختيار لدى الجنود العاملين الرافضين لتلقي التطعيم بسبب قناعاتهم الشخصية، كما أنه حرم القوات الأمريكية من الاستفادة من خبراتهم الطويلة في الخدمة العسكرية لسنوات.
ويضيف هؤلاء المسؤولون أن قرار شرط الحصول على التطعيم كان حاسما في الحصول على وظيفة في المؤسسة العسكرية خلال السنوات الماضية؛ ما جعل "البنتاغون" يعاني من عجز في اليد العاملة المؤهلة قدر بـ41 ألف عامل، وهي الوظائف التي ستكون متاحة مباشرة بعد قرار الرئيس ترامب إعادة من حرموا منها بسبب عدم الحصول على تطعيمات الكوفيد.
